الخميس 18 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

ماذا بعد غزو أوكرانيا ؟

  • 02:04 AM

  • 2022-04-28

مسفر ال فطيح:

بعد إجتياح روسيا لأوكرانيا أمر الريئس الروسي بوتين بوضع ( قوات الردع النووي ) في حالة تأهب ، أوكرانيا يعتبرها الروس مسألة حياة أوموت مهما كانت التكلفة الإقتصادية ،و بوتين هو ضابط مخابرات سوفيتي سابق يتمتع بدهاء وذكاء ويشعر بالألم والندم عندما يتحدث عن الإتحاد السوفيتي دائما ، ويعرف متى يقرر خوض المعارك في أوكرانيا خصوصا في عهد الديمقراطيين ، لذلك التراجع أمر غير وارد إلا بتحقيق الشروط وأبرزها عدم إنضمام أوكرانيا لحلف الناتو ..

ظهرت النوايا الخفية لبوتين عندما زار الريئس الأذربيجاني روسيا لم تذكر إسم دولة أذربيجان نهائيا في وسائل الإعلام الروسية ، ولم تعترف بهذا المسمى ، تعترف بها كمسمى بأرمينيا الشرقية ، وروسيا هي من أسست دولة أرمينيا التي تقع بين تركيا وأذربيجان ، لذلك دولة أذربيجان هدف روسي قادم ..

يوجد الآلاف من الطلاب الأذربيجانيين في روسيا للدراسة ، وهناك في أذربيجان أعداد كثيرة من المدارس الروسية وهدفها نشر اللغة الروسية في المجتمع الأذربيجاني ، وإذا تم إجتياح أذربيجان سيكون هناك مواجهه روسية تركية وهذا ماتخطط له أمريكا والدول الأوروبية ، على الرغم من أن تركيا أحد أعضاء حلف الناتو ، تركيا سياستها متناقضة جدا ، وتتعامل بإزدواجية في كل الملفات ، تشجب الإرهاب وتفتح الحدود للمتطرفين ، وتعتبر أحد أعضاء حلف الناتو وفي نفس الوقت قامت بشراء الصواريخ الروسية وروسيا تعتبر خصم لدول حلف الناتو ، تنتقد التطبيع مع إسرائيل وتستقبل ريئس إسرائيل إستقبال مهيب ، تركيا موقفها صعب جدا لأنها دعمت أوكرانيا بالطائرات المسيرة وفي حالة تدخل حلف الناتو عسكريا ستكون تركيا أمام خيارين : أن تفتح مضيق البسفور لحلف الناتو وتكون عدوا ريئسيا لروسيا أو تتعرض للعقوبات الإقتصادية وكلا الخيارين صعبة ومؤلمة ..

بعد الإجتياح الروسي ظهر نفاق الغرب وإدعاءاته الباطلة بالحريات والحقوق ، في كندا يتم قتل المتظاهرين السلميين وسحقهم بالخيول المدربة والقمع بصورة وحشية ووسائل الإعلام اليسار الأمريكي تحديدا لم تتطرق لتلك الأحداث المؤلمة والمروعة ، لذلك ظهرت العنصرية في وسائل إعلام الغرب والتمييز بين اللاجئين وعدم المساواة بينهم ..

بايدن قرر قطع إستيراد النفط والغاز الروسي ويحاول علاج الخطأ بأخطاء أكثر ضررا عندما حاول إعادة العلاقات مع فنزويلا بكونها أحد المصدرين للنفط ويحتاج تشغيل مصافي النفط فيها للكثير من الوقت ، ومحاولة الإسراع في إبرام الإتفاق النووي الإيراني ، وهذا دليل واضح بالتخبط في إتخاذ القرارات ، الدول الأوروبية رفضت الطلب الأمريكي بقطع إستيراد الطاقة من روسيا ، أعداد اللاجئين الأوكرانيين كشفت الوجه الحقيقي لبريطانيا عندما رفضت دخولهم وأصبحت الإتهامات تتبادل بين بريطانيا وفرنسا ، ربما سيكون هناك ظهور بعض الدول الأوروبية من الإتحاد الأروربي قريبا ، ألمانيا إستغلت الهجوم الروسي بوضع ميزانية كبيرة للجيش الألماني وأمريكا تنظر لهذا القرار بعين الشك والريبة ..

يبدو أن اليابان وكوريا الجنوبية لديهما مخاوف حقيقية من الصين وروسيا وكوريا الشمالية ، فلازال هناك خلاف بين الصين واليابان في الحدود البحرية وهي منطقة يوجد بها الغاز وربما يظهر هذا الخلاف للعلن قريبا ، وهناك أيضا جزيرة يابانية تحتلها روسيا من الحرب العالمية الثانية إلى يومنا هذا وسكانها الأصليين من اليابان ، وإذا حدث مواجهة حقيقية بين حلف الناتو وروسيا ستنضم الصين تلقائيا للحرب لأن روسيا إذا خسرت ستكون الصين وحيدة أمام القوى العظمى ، لذلك الظروف تفرض على الصين ذلك ..

في التسعينات خاضت روسيا معارك طاحنة في الشيشان ، وأخيرا نجح بوتين في عقد مصالحة معهم وقام بزيارة قبر والد الريئس الشيشاني عندما إغتيل عام 2004 وكسب وده ورضاه ، وأصبح أحد الحلفاء والأصدقاء المقربين من بوتين ، وشارك الريئس الشيشاني بقواتة التي تتمتع بتأهيل وتدريب عالي وتعهد بالقبض على الريئس الأوكراني عندما وصفه بالمهرج على حد تعبيره ..

المثير للعجب أن أوكرانيا سوف تصبح ساحة معركة تضم المتطرفين من جميع الأديان في أنحاء العالم وهذا ماكان يرفضه الغرب ، عندما تلوح مصالحهم السياسية والإقتصادية في الأفق فكل شي بالنسبة لهم حق مشروع وعلى غيرهم يعتبر إنتهاك للقانون الدولي ..

لطالما إكتوى الشرق الأوسط بنيران الحروب والفتن وتدمير البلدان العربية تحت مسمى الحريات ولم يتم حجب فيسبوك أو تويتر ، سيكون اللاجئين قنبلة موقوته في أوروبا ، لذلك المواقف سوف تتغير إذا طالت الأزمة ..

أمريكا تعاني من إنقسام حاد بين الحزب الجمهوري والديمقراطي ، وإرتفاع أسعار الطاقة وغلاء الأسعار وضع بايدن ومستشارية في مأزق حقيقي ، هناك مشاكل أمنية وإقتصادية في بعض الولايات وستضع بايدن في خطر حقيقي ، بعد فرض العقوبات على روسيا قررت أن يكون الحد الأعلى للسحب بالدولار ب ١٠ الاف دولار فقط ، والباقي يتم سحبه بالروبل الروسى مما أدى تحسن قيمته أمام الدولار ، وهناك خطوات قد تستخدمها روسيا بعدم التعامل بالدولار خصوصا في مجال الطاقة والصين لديها نظام بديل عن ( سويفت ) تم تأسيسه عام 2015 ، روسيا والصين لديهما قرارات بديلة في حال تم تطبيق عقوبات أكثر صرامة وحتما سوف يتأثر الدولار ، لذلك الخسائر الروسية يقابلها خسائر أمريكية حسب تصريح بايدن ..

من القرارات المؤلمة جدا التي إتخذها بوتين هي التعامل بالروبل الروسي في التعامل بالنفط والغاز مع الدول غير الصديقة ، وهذا القرار يعتبر جبهة حرب إقتصادية حقيقية ستجعل ألمانيا وفرنسا ومعظم دول الإتحاد الأوروبي تتوسل إليه ، كان الروبل مقابل الدولار قبل الحرب يساوي ٨٠ ، وبعد الحرب أصبح ب ١٤٠ ، وبعد تفعيل هذا القرار تعافى الروبل أمام الدولار ووصل إلى ٩٦ وهذا يعتبر نجاح إقتصادي بالإضافه إلى توقيف إمدادات النفط من بحر قروين لمدة شهرين وحتما سترتفع أسعار النفط مرة أخرى ..

فرنسا وألمانيا ظاهريا هي مع العقوبات ضد روسيا ، ولكن في عام 2008 رفضت الدولتين إنضمام أوكرانيا لحلف الناتو وعدم دخول الجيش الأمريكي لأوكرانيا في حالة الإنضمام ، وذكرها الريئس الأوكراني في أحد تصريحاته ، هناك خلافات بين روسيا وفرنسا في أفريقيا ولكن هناك تفاهمات بين روسيا وألمانيا وفرنسا في أوروبا ولديهم خطط برجوع أوروبا إلى ماقبل الحرب العالمية الأولى ، الهيمنة الأمريكية البريطانيه على قارة أوروبا ليس من مصلحة الدول الثلاث ، ولايوجد في السياسة حق أو باطل ، بل تكمن في المصالح الإقتصادية وإتساع رقعة السيطرة وهذا يتناغم مع ماتقوم به روسيا من عمل عسكري وما تؤيده فرنسا وألمانيا في الخفاء..

السلاح النووي هو سلاح ردع فقط ، لن يستخدم من قبل روسيا إلا إذا خسرت الحرب في أوكرانيا وتم إجتياحها وهذا أمر مستبعد ، وروسيا مساحتها كبيرة جدا ، والحلفاء الأوروبيين وأمريكا يدركون جيدا بأن إستخدام السلاح النووي مدمر لكل الأطراف لذلك يبقى قرار إستخدام السلاح النووي بعيدا ، وربما قد يكون هناك إتفاقيات بين روسيا وجمهوريات الإتحاد السوفياتي السابقة لعدم تكرار ماحدث في أوكرانيا ..
 

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات