السبت 20 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

زوال اسرائيل بالسلام وليس بالأرقام

  • 21:39 PM

  • 2022-02-09

حافظ البرغوثي:

منذ عقود واحد رجال الدين ومن لف لفه يروجون لزوال اسرائيل في سنة 2022 ،ومنذ سنوات ، يقف زعيم حمساوي في كل مناسبة وسط جمهرة من النساء قائلا ان سنة 2022 ستكون نهاية اسرائيل ويضيف "زغردن يا بنات "فتزغرد البنات المنومات بخرافاته ويدعوهن لإرتداء الأحزمة الناسفة . الشيخ لا داعي لذكر اسمه بنى نظريته على المبدأ البهائي اولا ثم انتقل الى خرافة يهودية تفيد ان عمر اسرائيل لن يزيد عن 76 سنة ثم فسر ما ورد في سورة الاسراء وهي لا تذكر الرقم اصلا وعلم وعد الاخرة عند الله سبحانه . بينما اكتفى الزميل عبد الباري عطوان في صحيفته الالكترونية الى اقتباس مقالات عن نهاية اسرائيل لكتاب اسرائيليين ومحلل بريطاني . بالطبع لا يمكن لمخلوق ان يتنبأ بما لا يعرفه الا الخالق فهو عالم الغيب وحده ، وبالتالي لا يمكن البناء على الرقم أو أية ارقام . فمع بداية سنة 22 كان الشيخ يرقد في مستشفى اسرائيلي بهدف العلاج ولم يخش زوالها وهو في مستشفاها ،اما القائد الحمساوي الغضنفر المنحدر من سلالة عنتر صاحب شعار زغردن يا بنات فقد حمل عددا من زوجاته وابنائه وامواله مثل بعض القادة غيره الى اسطنبول وأقام هناك بعد الجهاد بأنفس ابناء غزة ولعله يزغرد هناك بالتركية بعد ان كدس اموالا جمة من ريع الأراضي التي كانت مستوطنات للإحتلال وسيطر عليها واستغلها لنفسه ضمن تقاسم الغنائم بين قادة حماس .وهناك من هم مثله في الضفة ممن وضعوا ايديهم على اراضي حكومية واستغلوها كشركات مغلقة واستغلوا المناصب لتحقيق مكاسب وتقاسموا العظم بعد ان اتوا على اللحم والشحم ، لكنهم لن يتنبأوا بزوال اسرائيل بل ربما يدعون للإحتلال بطول البقاء ليكدسوا اموالا .

زوال الاحتلال بيد الخالق ولا نرى قوة تخرج فجأة من باطن الارض لتزيلها بل زوالها في بطنها لأنها مبنية على الحرب والنزال ، وما يذيب الإحتلال هو السلام الحقيقي لأنه سيخرج اسرائيل من دولة الغيتو الى دولة مفتوحة ، لذلك نجد ان السلام ليس موجودا في القاموس السياسي الاسرائيلي خاصة مع الشعب الفلسطيني فلا يكتمل سلام بدون موافقته . ففي عهد السلام تتسع الفجوات الطبقية في المجتمع الاسرائيلي وتبرز التباينات العرقية بين اليهود الشرقيين والغربيين ، ثم الفوارق والصراعات الدينية بين الطوائف اليهودية منها الإصلاحي ومنها الأصولي ومنها الداعشي ومنها المتعصب ومنها العلماني ، فالتفكك الداخلي هو ما يفتك بالإحتلال . السلام وحده عدو الإحتلال لذلك نجد ان ثلثي الاسرائيليين يحملون جنسيات اجنبية لحفظ خط الرجعة .

قبل عقدين او اكثر كان ارييل شارون يعزف مقطوعة الخطر الايراني على اسرائيل، ومثله بعض وزرائه فاستدعاه الرئيس جورج بوش الابن وطلب منه الكف عن عزف المعزوفة الإيرانية والتركيز على نظام صدام حسين وإختلاق اكذوبة اسلحة الدمار الشامل لأنها مصلحة امريكية وبالفعل سكت قادة اسرائيل واختلقوا اكاذيب عن اليورانيوم العراقي من النيجر وغيرها . وبعد غزو العراق وتدميره خرج وزراء اسرائيليون يطالبون بنزع السلاح النووي الباكستاني فقال لهم الأمريكيون كفوا عن ذلك وركزوا على ايران لأن الخطر الايراني كفيل بإرهاب العرب وكأن اسرائيل تتقصد القفز عن ايران . وحاليا في حالة التوصل الى اتفاق جديد مع ايران سيعاد فتح الملف الباكستاني ، ومن بعده ستبحث اسرائيل عن عدو جديد قد يكون جنوب افريقيا باعتبار انهما كانتا حليفيتين وصنعتا قنبلة نووية معا قبل سقوط نظام الفصل العنصري ، وبعد جنوب افريقيا سيتم اختلاق عدو في موزامبيق مثلأ بإعتبار انها قد تنتج سلاحا نوويا بتخصيب الموزازيوم ابن عم اليورانيوم وهكذا . السلام فقط هو السلاح الذي يفتك بالإحتلال وليس غيره.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات