نص للشاعرة / وفاء الشوفي

وفاء الشوفي:

هذه الحقيبة على كتفيك

سميتها الحاضر ، لكنها ماضيكَ.

النسيج الذي لم تحلٌه بعدَ أن اهترأ.

فيعاود لبسكَ كهوية.

الثقل

الذي يربككَ.

فإن ابصرت عريكَ اسقطته.

القشور

تتراكم عليك

حتى قبل أن تصل إلى ولادتك.

الحسابات

تصفيك على دفعاتٍ.

ضع الحروب إذاً واخرج

من مستعمرات العقائد الجماعية

وتوارى في ضبابك.

هنا

حيث برودة الندى تفسر ما لا يُحكى.

ضع سلاحكَ

واقفز عن ذاتك الإرجوحة فوق ذلك الجرف.

ستلتقطك السماء كما كلّ مرة

وترميك في رحم الأرض.

تلك الزهرة المعلقة على غصن الألهة.

تلك الوحمة على بطن الليل.

مشيئة الأرض

تردد صدى المخاضات.

ثم تسند رأسها المتعبَ

على كتف موسيقى لا تنقطع.

الاوتار

التي تضربها أصابع من اختارو الغناء بدل الصنوج.

من لم يردّوا الضربة

كي لا يصبحوا مجرد رماحٍ.

الأرض

مستشفىً كبير ولا شفاء لها.

أثينا

التي أصبحت حربة

وكليوباترا

التي حولها السمّ لزهرة مجففة.

المروج

التي انقسمت لبيوتات لا متناهية.

وأكوام البشر

تحت اسمنتها يتفكرون.

ويعتلون حقائب جراحهم التي تنكأها ثيابهم.

الحماقة

التي تشبه الخطيئة المشرعنة.

عندما تخاف

من إغماض عينيها

ومحو شوائبها عن اللوحة.