الاربعاء 24 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

لا شيء يزعجُني

  • 23:19 PM

  • 2021-09-03

ميرفت أبو حمزة*:

ليس بكاءً

بل مطرٌ وانبثاقُ نهرٍ سلسبيلٍ

أبكي لأنظفَ زجاجَ عينيَّ

من غبارِ الطريقِ ..

لا لأنَّ الحزنَ يسكنُني كنبوءةِ الأولياءِ

فالبكاءُ رفيقُ الفرحِ العارمِ

وآخرُ صولةٍ للضحكاتِ

والبكاءُ غيثُ الروحِ

سُقْيا حينَ يشتدُّ جفافُ الجسد

أوَتذكُرُ القهرَ الذي كانَ يرفُدُني

فأغيرُ مجراهُ وأبتسمُ كيلا تحزنَ ؟

قد جفَّ منذُ زمنٍ بعيدٍ

وهذا السلامُ المتبلّدُ كغيمِ أيلولَ

يسابقُ مواسمَ الشتاءِ

ويهطلُ حيثُ ترقدُ الذكرى

في بساتينِ اللوزِ

تحتَ ظلالِ جفنيكَ

الممتدةِ نحوَ آخرِ الأبديةِ

ما عادَ البعدُ يزعجُني

وتلكَ المسافاتُ صارت جسوراً

أدرِّجُ عليها أبناءَ لغتي نحوَ المنتهى

أُنظُرْ ..

كم جميلٌ أن يصنعَ منا الوجعُ دروعاً

لأرواحِنا الحالمةِ بحياةٍ أخرى

دروعاً إذا ما اشتدَّ ساعدُ الليلِ

وأحكمَ قبضتَهُ فوقَ أعناقِنا ..

ها قد اشتدَّ عودُنا أمامَ حكمةِ الوجعِ

والليالي التي أورثتنا الأرقَ مرّتْ

وها نحنُ الآن ورَثَةُ الصباحِ نضيءُ ..

وحدَها العتمةُ تجعلُنا نتفجرُ ضياءً

حين نكونُ وحدَنا

ويأخذُنا الشّوقُ ..

حيثُ تأوي القصائدُ إلى شرانقِها

ثم تطيرُ بعيداً ..

سوفَ ننجو من وسنِ الطفولةِ

ونملأُ أحداقَنا بغبارِ طلعِ اللقاءاتِ

فتتبرعمُ فوقَ كلِّ أرضٍ قاحلةٍ

سوفَ أحملُ عنكَ وِزْرَ الشِعر أمامَ الإله

وأجمعُ رملَ قدميكَ الكسيحتين

لأبنيَ صلصالَ عودتِنا

حيثُ صوتُكَ أولُ نغماتِ العمرِ

وأولُ العمرِ ..

لا شيءَ يزعجُني

لا الدروبُ ولا الحروبُ

ولا سلالمُ الموتِ في بلادِنا المستعمَرةِ

ولا كلماتُكَ التي ترفرفُ هنا وهناكَ

وتأخذُني فآوي إليكَ لألملمَ نثارَ أبجديتِنا

التي انفرطتْ في زحمةِ التأويلِ..

ها أنا أراكَ حين لا أراكَ ولا تراني

تفردُ ابتسامةً نبيلةً

قادرةً على هزيمةِ جيشٍ من اللعناتِ

وجهكُ الطريقُ وكفُّكُ سماءٌ

وثمّةَ أمداءٌ هَوَتْ

لكنها ما زالت تتسعُ وتتسعُ

بانتظارِ ما بقي من زغبِ الرؤى

في خيالِ القبّراتِ التائهةِ

هنا .. تحديداً خلفَ نافذةِ الكلامِ

حتماً سوفَ نلتقي لأنثُرَ فوقَ كفّيْكَ

كلَّ ما تكدّسَ من أحلامٍ

وأحبُّكَ هكذا كما أنتَ ..

بعيداً كمنارةٍ تسكنُها المواويلُ

أحبُّك هكذا أخضرُ

كحديقةٍ بلا دروبٍ ولا ذئابٍ

أحبُّك كما أنتَ هكذا حزينٌ وغريبٌ

يلفُّكَ صمتُ الحكاياتِ القديمةِ

وتنامُ وحيداً كصخرةٍ هجَرَها الموجُ

لكنها ما زالت تحتفظ بأغاني الشطآنِ والعاشقين ..

لا شيءَ يزعجُني .. إطمئن

ها أنا أُطلِقُ سِراحَ كلِّ الأماني

وأشرِّعُ نوافذَ الغدِ ليعبُرَ منها العمرُ

فانتظرني على حافةِ الفَناءِ

لنقفزَ معاً ، كلٌّ من أعالي قمةِ روحهِ المتعبةِ

لا شيء الآنَ يزعجني

وتلكَ الحرائقُ ولّتْ وذا رمادُها الفضيُّ

يتناثرُ من كلِّ حدبٍ وغيابٍ

يرسمُ وجهينا فوقَ آخِرِ خطوطِ المدى

ويتركُنا عراةً بلا أنسابٍ

لا شيءَ إلا الصّدقُ يجمعُنا

فيما ابْتُلينا واكتفينا

أسوةً بكلِ شعلةٍ عبرت أطولَ الأنفاقِ

وانطفأت قبلَ أن تفقدَ قيمتَها

أمامَ وهجِ الضياءِ المبين ..ليس بكاءً

بل مطرٌ وانبثاقُ نهرٍ سلسبيلٍ

أبكي لأنظفَ زجاجَ عينيَّ

من غبارِ الطريقِ ..

لا لأنَّ الحزنَ يسكنُني كنبوءةِ الأولياءِ

فالبكاءُ رفيقُ الفرحِ العارمِ

وآخرُ صولةٍ للضحكاتِ

والبكاءُ غيثُ الروحِ

سُقْيا حينَ يشتدُّ جفافُ الجسد

أوَتذكُرُ القهرَ الذي كانَ يرفُدُني

فأغيرُ مجراهُ وأبتسمُ كيلا تحزنَ ؟

قد جفَّ منذُ زمنٍ بعيدٍ

وهذا السلامُ المتبلّدُ كغيمِ أيلولَ

يسابقُ مواسمَ الشتاءِ

ويهطلُ حيثُ ترقدُ الذكرى

في بساتينِ اللوزِ

تحتَ ظلالِ جفنيكَ

الممتدةِ نحوَ آخرِ الأبديةِ

ما عادَ البعدُ يزعجُني

وتلكَ المسافاتُ صارت جسوراً

أدرِّجُ عليها أبناءَ لغتي نحوَ المنتهى

أُنظُرْ ..

كم جميلٌ أن يصنعَ منا الوجعُ دروعاً

لأرواحِنا الحالمةِ بحياةٍ أخرى

دروعاً إذا ما اشتدَّ ساعدُ الليلِ

وأحكمَ قبضتَهُ فوقَ أعناقِنا ..

ها قد اشتدَّ عودُنا أمامَ حكمةِ الوجعِ

والليالي التي أورثتنا الأرقَ مرّتْ

وها نحنُ الآن ورَثَةُ الصباحِ نضيءُ ..

وحدَها العتمةُ تجعلُنا نتفجرُ ضياءً

حين نكونُ وحدَنا

ويأخذُنا الشّوقُ ..

حيثُ تأوي القصائدُ إلى شرانقِها

ثم تطيرُ بعيداً ..

سوفَ ننجو من وسنِ الطفولةِ

ونملأُ أحداقَنا بغبارِ طلعِ اللقاءاتِ

فتتبرعمُ فوقَ كلِّ أرضٍ قاحلةٍ

سوفَ أحملُ عنكَ وِزْرَ الشِعر أمامَ الإله

وأجمعُ رملَ قدميكَ الكسيحتين

لأبنيَ صلصالَ عودتِنا

حيثُ صوتُكَ أولُ نغماتِ العمرِ

وأولُ العمرِ ..

لا شيءَ يزعجُني

لا الدروبُ ولا الحروبُ

ولا سلالمُ الموتِ في بلادِنا المستعمَرةِ

ولا كلماتُكَ التي ترفرفُ هنا وهناكَ

وتأخذُني فآوي إليكَ لألملمَ نثارَ أبجديتِنا

التي انفرطتْ في زحمةِ التأويلِ..

ها أنا أراكَ حين لا أراكَ ولا تراني

تفردُ ابتسامةً نبيلةً

قادرةً على هزيمةِ جيشٍ من اللعناتِ

وجهكُ الطريقُ وكفُّكُ سماءٌ

وثمّةَ أمداءٌ هَوَتْ

لكنها ما زالت تتسعُ وتتسعُ

بانتظارِ ما بقي من زغبِ الرؤى

في خيالِ القبّراتِ التائهةِ

هنا .. تحديداً خلفَ نافذةِ الكلامِ

حتماً سوفَ نلتقي لأنثُرَ فوقَ كفّيْكَ

كلَّ ما تكدّسَ من أحلامٍ

وأحبُّكَ هكذا كما أنتَ ..

بعيداً كمنارةٍ تسكنُها المواويلُ

أحبُّك هكذا أخضرُ

كحديقةٍ بلا دروبٍ ولا ذئابٍ

أحبُّك كما أنتَ هكذا حزينٌ وغريبٌ

يلفُّكَ صمتُ الحكاياتِ القديمةِ

وتنامُ وحيداً كصخرةٍ هجَرَها الموجُ

لكنها ما زالت تحتفظ بأغاني الشطآنِ والعاشقين ..

لا شيءَ يزعجُني .. إطمئن

ها أنا أُطلِقُ سِراحَ كلِّ الأماني

وأشرِّعُ نوافذَ الغدِ ليعبُرَ منها العمرُ

فانتظرني على حافةِ الفَناءِ

لنقفزَ معاً ، كلٌّ من أعالي قمةِ روحهِ المتعبةِ

لا شيء الآنَ يزعجني

وتلكَ الحرائقُ ولّتْ وذا رمادُها الفضيُّ

يتناثرُ من كلِّ حدبٍ وغيابٍ

يرسمُ وجهينا فوقَ آخِرِ خطوطِ المدى

ويتركُنا عراةً بلا أنسابٍ

لا شيءَ إلا الصّدقُ يجمعُنا

فيما ابْتُلينا واكتفينا

أسوةً بكلِ شعلةٍ عبرت أطولَ الأنفاقِ

وانطفأت قبلَ أن تفقدَ قيمتَها

أمامَ وهجِ الضياءِ المبين ..

___________________

 

*من ديوان *أساور الماء*:

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات