الثلاثاء 19 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

الشهر الأطول في تاريخ تونس

  • 02:18 AM

  • 2021-07-31

حافظ البرغوثي:

بعد مضي الشهر الأول من الإجراءات الطارئة التي اتخذها الرئيس التونسي في الخامس والعشرين من الشهر الفائت وجمد البرلمان وأجرى تغييرات إدارية وأقال مسؤولين كبارا وفرض حظرا على سفر مسؤولين إلى أن تثبت براءتهم من تهم الفساد وسوء الإدارة والتربح من المنصب وفتح القضاء تحقيقا في تلقي أموال من الخارج ضد حزب النهضة وقلب تونس وحزب آخر، بعد هذا الشهر يمكن أن تنجلي الصورة في تونس التي عاشت سنوات من الجمر والاضطراب السياسي منذ ثورتها سنة 2011 على حكم زين العابدين بن علي وتدهور أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ما دفع الرئيس بن سعيد إلى اللجوء إلى المادة 80 من الدستور التي تخوله ما اتخذه من اجراءات وإن كان الخصم الأكبر وهو حزب النهضة الإخواني رفض هذا الإجراءات واعتبرها انقلابا على الديمقراطية.

من الحديث الأولي للرئيس التونسي أشار إلى تفشي الفساد وسرقة الثورة واستغلال المناصب لجمع المال وترك الشعب يغرق في أتون الفقر حيث تميزت فترة ما بعد الثورة بتدهو الوضع الاقتصادي وكانت الحكومة التونسية غير قادرة أحيانا على صرف الرواتب خاصة وأن من أول قرارات حزب النهضة بعد الثورة أنه قام بتوظيف عشرات الألوف من أنصاره في الحكومة دون حاجة لهم مما أثقل أعباء الميزانية ولولا القروض المتتالية من البنك الدولي لما استطاعت الحكومات المتعاقبة أن تلبي أدنى احتياجات الشعب، لذلك تراجعت الصادرات وباتت تونس المصدرة للمواد الغذائية تستورد الأغذية كما أن كثيرا من أصحاب الرساميل نقلوا أنشطتهم إلى أوروبا ودول أخرى ولم تشهد تونس أية نهضة بل تدهورت الأوضاع الاقتصادية في السنوات الأخيرة مع استمرار التناقضات السياسية الحزبية وخرج الناس إلى الشوارع احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وما زاد الأمر سوءا هو تفشي الجائحة بشكل غير مسبوق وانكشاف البنية الصحية التي لم تستطع مواكبة الأعداد الكبيرة من الإصابات والوفيات.

ففي مرحلة حزب النهضة لم تشهد تونس افتتاح أية مشاريع أو تنمية بل تراجعات على كل المستويات الاقتصادية ومنها الزراعة والصناعة والسياحة. فالحكم الإخواني عادة يصلح للهدم وليس للبناء وهناك أمثلة كثيرة فشل فيها في تقديم إنجازات تنموية ولنا في حكم مصر لسنة واحدة كيف أن الاقتصاد المصري تراجع وكذلك الصادرات وهروب الرساميل بينما انهمك الحكم في تنفيذ مبدأ التمكين أي الاستيلاء على مفاصل الحكم وضخ أنصاره في الوظيفة العمومية.

وفي غزة لم تضع حركة حماس حجرا على حجر بل كل المشاريع تقوم بها وزارات السلطة الفلسطينية ووكالة غوث اللاجئين صحيا وتربويا ومشاريع صرف صحي ومياه إلخ. ووظيفة سلطة حماس جني الضرائب لحسابها وشعارها بلسان بعض قادتها مال حماس لحماس.

ولذلك لاحظنا أن كل مشاريع إعادة إعمار غزة لم تنفذ لأن حركة حماس تريد أن تكون الأموال تمر عبرها وليس مباشرة إلى الشعب حتى المنحة القطرية التي كانت تستلمها برعاية المندوب السامي القطري كانت توزعها على مزاجها وعندما اشترطت الولايات المتحدة أن تتم عبر الأمم المتحدة ظلت المنحة عالقة حتى الآن لأن حماس لن تستفيد منها وإنما فقراء غزة.

المخاض التونسي مطالب بتسوية الوضع الداخلي وإشراك شرائح جديدة من الشعب في الحكومة المقبلة لأن الطبقة الحزبية التي حكمت كانت بعيدة عن هموم الشعب التونسي وثمة من يطالب بخارطة طريق سياسية توضح الخطوات التالية وأهمها فتح ملفات النواب والمسؤولين المتهمين بالفساد وإعادة فتح ملفات الاغتيالات التي ضاعت في أروقة الداخلية التونسية.

وقد فشل حزب النهضة في تحريض الشعب على الرئيس ولم يخرج تلبية لنداء الغنوشي ضد الرئاسة فالحزب فقد شعبيته الكاسحة التي اكتسبها بعد الثورة وبات بلا قاعدة قاعدة شعبية عريضة فهل يجنح إلى ما سماه بالمعارضة السلمية أم أنه سيلجأ إلى إسلوب جماعة الاخوان القطبي وهو الاغتيالات وإثارة الفتنة والعنف حيث أن الشعب التونسي الآن يطالب بإعادة فتح ملف المكتب الخاص لحزب النهضة وهو الوحدة المكلفة بالاغتيال.

فحزب النهضة الذي فشل في تحريض الشارع يناور الآن على مقولة الحوار الوطني والذهاب إلى الانتخابات وهو أمر غير ممكن قبل أن يجري القضاء تحقيقاته المتشعبة مع المتهمين بالفساد. والورقة الأخيرة لحزب النهضة هي حشد ميليشياته على الحدود الليبية حيث توجد قوات وميليشيات موالية لهم في طرابلس مثلما فعل إخوان مصر وأرسلوا عناصر الجماعات الإرهابية إلى سيناء.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات