الثلاثاء 19 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

الهدف الذي يُحدث فارقًا

  • 00:29 AM

  • 2021-07-26

عماد عبد العزيز الحاج:

كثير من الناس إن لم يكن الأغلبية منهم يظن أو يعتقد أن تحقيق الهدف الشخصي هو ما يحقق له ما يتمناه، وما يحقق له السعادة في الدنيا والآخرة.

هل هدفك في المجال الوظيفي؟ أن تصبح في منصب مرموق؟ أو تكون تاجرًا كبيرًا؟ عندك مال كثير، لديك رصيد كبير في البنك، تشتري لك وعائلتك سيارة من النوع الفاخر وبيت جميل؟ تأكل وتشرب أفضل المأكولات وأطيبها؟

أو أنك تحلم بعائلة كبيرة، وأولاد وسمعة بين الأصدقاء؟

أو ربما تكون ممن يبتغون الشهرة؟ وأن تصبح صورتك في كل مكان، تحقق اسمًا لامعًا، ويُقال عنك فعلت كذا وكذا؟

هل هذا ما تبحث عنه؟!

هل أمانيك وأحلامك وأهدافك تدور داخل هذه الدائرة؟!

بالتأكيد هناك الكثير من الناس في هذه الدائرة

ودائرة أخرى، أولئك الذين وهبوا أنفسهم للعبادة ويريدوا أن يكونوا من الأتقياء والمخلصين، يكثرون من الصلاة والصيام والتسبيح وغيرها من الطاعات من أجل حصد الحسنات في الآخرة.

فهل أهدافك ضمن هذه الدائرة؟!

بالتأكيد هناك الكثير من الناس ضمن هذه الدائرة؟

وهناك صنف من الناس بلا أي أهداف، يعيشون يومهم ولا يفكرون إلا في اشباع رغباتهم، يعملون لأجل التخلص من الدقائق والساعات وقتل الأوقات، بالنوم أو اللهو أو الجلوس في الطرقات أو الذهاب مع الأصدقاء في جولات هنا وهناك.

هل أنت من هؤلاء؟ الذين يعيشون بلا هدف؟

بالتأكيد هناك الكثير ضمن هذه الدائرة!

والسؤال الذي يطرح نفسه، ويحتاج إلى إجابة:

ما الأنفع أو الأصلح لنا؟ ما الأفضل؟

الوصول لأعلى المراتب، الوظيفة، المكانة الاجتماعية، المال، الشهرة، العبادة

ما هو الطريق الأمثل للسعادة؟

أم أنك ترى أن الدمج بين هذه الأهداف هو الأمثل؟

أعتقد أن الأهداف المذكورة هي أهداف محدودة، وهي في إطار اشباع الرغبات الذاتية، سواء كانت هذه الرغبات مادية أو روحية.

أنت للأسف بحثت عن نفسك وعن ذاتك فقط، وهذه الأهداف في مجملها لا تساهم بأي تأثير إيجابي نحو الناس!

قد تقول: وما علاقة أهدافي بالناس؟! وهل الناس جزء من دائرة أهدافي؟!

وقد يقول البعض: ليس لدي أهداف، لكن لدي بعض أعمال الخير للناس.

دعونا نوضح هذا الأمر،

أنت تعلم أن هناك مشاكل كثيرة يعاني منها المجتمع؟

وتعلم أن قضايا الناس وهمومهم كثيرة؟

تعلم أن الجيل في كل وقت ينقصه الفهم الحقيقي للحياة والتي منها أن يكون لكل شخص هدف في الحياة؟

تعلم أن كثير من الناس بحاجة للمساعدة والمساندة وبحاجة لمن يقدم لهم الاستشارة والدعم في حياتهم؟

تعلم أن الشجرة تبدأ ببذرة، وأنها تحتاج لمن يرعاها لكي تصبح شجرة مثمرة؟

تعلم أن الرسل والأنبياء وهبوا حياتهم كلها لأجل التغيير الإيجابي للمجتمع والناس؟

تعلم أن العلماء والباحثين والمخترعين ورجال العلم والقادة المؤثرين والأبطال وغيرهم هم من ساهموا في تطوير البشرية على مر العصور؟

تعلم أن التغيير يبدأ بخطوة، وتعلم أن الخطوة تبدأ بفكرة، وأن الفكرة تبدأ من إنسان لديه هدف غير عادي، غير ذاتي، غير مادي

إنسان لديه رغبة وهدف أن يكون له بصمة تساهم في احداث تغيير إيجابي على المستوى المجتمعي.

كل عمل خير، مساهمة مجتمعية، نصح أو خبرة تقدمها للآخرين لتغيير حياتهم للأفضل، فكرة نهضوية، يد تأخذ بها لترتقي أو تساعدها على الوقوف من جديد، بذرة مشروع تزرعها ويشاركك الجميع في رعايتها، عمل يساهم في رفع الهمم لمناصرة قضايا الناس والمجتمع، معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية وغير ذلك من القضايا، التي تحتاج لمن يقف معها.

أعتقد أنك بحاجة لوقفة تأمل، وقفة تساهم في إجراء تغيير لمسار الأهداف ذات البعد المادي البحت، من أجل البحث عن قيمة جوهرية لهذه الأهداف.

تلك القيمة التي تسمو بحياتنا وأنفسنا وتجعل لنا كيان حقيقي ودور طبيعي مع المجتمع.

إن البحث عن دور من أجل احداث تغيير إيجابي في أي قضية تهم الناس هو أسمى ما يمكن أن يكون هدفًا لك في الحياة، وبقدر ما يكون لك بصمة في الخير للناس والمساهمة في معالجة قضاياهم وحل مشكلاتهم بقدر ما ستحصد ملايين الحسنات والتي لن تتمكن من الحصول عليها من دوائر الأهداف الأخرى.

هذا هو التحدي

التحدي أن تكون جاهزًا لتعديل وتغيير أهدافك بما يحقق السعادة لك وللناس معًا.

التحدي أن تخطو خطوات الأنبياء والرسل والصالحين والقادة العظماء والرواحل الذين وهبوا حياتهم لعمل الخير والتغيير المجتمعي نحو الأفضل.

التحدي أن تخرج من عباءة الأهداف الفردية والمادية والتوجه نحو الأهداف العامة، الأهداف المجتمعية التي تلامس حياة الناس وتحدث فارقًا.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات