الجمعة 19 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

ملتقى بلاطة الثقافي في لقائه الستون يحتفي بكتاب الكاتب والباحث ناهـض زقـوت (مكونات الهوية الوطنية الفلسطينية في السيرة الذاتية)

  • 14:27 PM

  • 2021-01-03

نابلس - " ريال ميديا ":

نظم ملتقى بلاطة الثقافي في نابلس ندوة أدبية لمناقشة كتاب "(مكونات الهوية الوطنية الفلسطينية في السيرة الذاتية – غربة الراعي نموذجا) للكاتب والباحث ناهض زقوت الصادر حديثا عن وزارة الثقافة الفلسطينية في رام الله 2020.

في هذا اللقاء والذي أداره الطالب زيد السيد، وبعد تقديم السيرة الذاتية المختصرة عن الكاتب، بدأ عمار خليل دويكات مداخلته عن الدراسة قائلاً: لقد قدم لنا الكاتب ناهض زقوت دراسته حول الهوية الفلسطينية في أدب السيرة الذاتية، وذلك في كتابة الصادر عن وزارة الثقافة الفلسطينية والمتكون من ثمانية وسبعين صفحة (عدا المراجع) من الحجم المتوسط، وأول ما يلفت النظر في هذه الدراسة هو البساطة في التقديم والمنهجية العلمية والأكاديمية في الكتابة، والبساطة هنا هي التي جعلت من هذه الدراسة سهلة القراءة بعيدة عن التعقيد، وهذا ساهم في الوصول إلى المعلومة بكل سهولة، ولعل هذا الأسلوب في الكتابة قد خدم الدراسة، فنحن هنا نريد إظهار الحقيقة، والتعريف الأدبي بذات الوقت، فحين تحدث الكاتب عن أهمية أدب السيرة الذاتية في الثقافة والوعي لدى الشعوب، جعل لهذا الادب خاصيته وأهميته لدى الشعب الفلسطيني، لما عاناه ويعانيه من محاولات لطمس الهوية والغاء والوجود، وهذا ما عمقه الكاتب بكل حرفية في وجدان القارئ، فالهوية الفلسطينية، هي المكان بكل تفاصيله وقدسيته. ولكن أليس للوقت/ الزمن أهمية أيضاً، فكما نحن في معركة وجودية تتعلق بالمكان، فنحن أيضا في معركة يلعب الزمن فيها دورا كبيراً ومهما، فنرى كيف للهوية الفلسطينية أن تعيش دون تعميقها في الوجدان الشعبي وبذات المسافة تعميقها من خلال معرفة أهمية الزمن، ولنقولها بكل صراحة كيف يكون الزمن عند الآخر عاملا رافعا للحالة الوجودية والإنسانية وكيف هو الحال عندنا، ما نراه في الهوية الفلسطينية رغم أحقيتها وحقيقتها التاريخية والوجودية تعاني ما تعانيه من ضعف وتراجع، ولعل دور المثقف هنا وقبل غيره هو عامل مهم في نشر الوعي والثقافة وتحفيز الذاكرة الفردية والجمعية لسيرتنا الوطنية. في النهاية كل الشكر للكاتب ناهض زقوت على هذه الدراسة السهلة والماتعة.

أما عباس دويكات أضاف في مداخلته حول قراءته للدراسة: علينا أن ندرك وبشكل قطعي أن السيرة الذاتية نص غير مكتمل الصدقية في سرد الراوي (كاتب السيرة) لان السيرة دائما ما تعتمد على اختيارات الراوي للحظات ومواقف وأمكنة مجتزأة يرى هو أنها مهمة في مراحل حياته المختلفة، يستحضرها عند كتابة النص ويحاول إضاءتها من خلال عملية استرجاع معتمدا على الذاكرة وقلة من كتاب السيرة من اعتمد على وثائق مكتوبة ولذلك نجد أن معظم ما كتب من السير الذاتية اعتمد على التاريخ الشفوي لهذه الأحداث المكتوبة في السيرة.

وعند قراءتي لعدد كبير من السير الذاتية وجدت إن كتابها قد اعتمدوا على استحضار الذكريات السعيدة في حياتهم وسطروها وقلما وجدت إحداثا مؤلمة (أعنى مواقف قد تضع صاحبها في مواقف سخرية) أو استهزاء أو تحط من مكانته في المجتمع الذي يعيش فيه ولذلك نجدهم قد تعمدوا على حذفها من تاريخهم ولم يسجلوها في سيرهم الذاتية عند الكتابة. وإذا اعتبرنا سيرة (محمد شكري) الخبز الحافي نموذجا خارجا عن الإطار فان وجهة نظر قد تطفو مؤكدة أنها سيرة أراد صاحبها الشهرة ومجارات الغرب فأسهب في وصف لا يليق برجل يعيش في مجتمع شرقي مسلم ولذلك في خارجة عن الموضوع بشكل عام وتتفرد في لغتها وأحداثها.

لعلي أجد التباسا في محاولة ناهض عند تعريف التاريخ الشفوي صفحة 24 حيث يقول (إن التاريخ الشفوي هو منهج بحث يعنى بدراسة الماضي من خلال الكلمات المحكية المحفوظة في الذاكرة والمنقولة مشافهة) وهذا منقول تحت رقم (28) عن عادل يحيى: منهج تقنيات بحث.

وعند محاولة ناهض شرح هذا التعريف نجده يقول 1- 2- (الكلمة المحكية) والحكي نوعان (إما منطوق أو مكتوب) وكلمة أو مكتوب تتعارض مع تعريف التاريخ الشفوي السابق فالمكتوب غير المحكي. ويقول (4) المنقولة مشافهة أي بواسطة النقل الشفهي دون أن يحدد وسائل النقل الشفهية للكلمة هي فقط المحكية نطقا أم المحكية كتابة. وهنا نتساءل كيف يمكن للمنقول شفاهة أن يكون محكي كتابة فالمحكي لا يكون إلا نطقا.

تقسيم ناهض زقوت السيرة ما بين السيرة المحكية شفاهة وهي المنقولة بين الأجيال شفاهة دون أن يكون لها شكل مدون مكتوب وما بين السيرة المدونة المكتوبة. وهذا التقسيم يشمل السيرة الذاتية والسيرة الغيرية دون أن يشير إلى ذلك، وان كانت السيرة المدونة أيضا تقسم إلى سيرة مكتوبة وسيرة محكية.

السيرة الذاتية تخضع بنفس التقسيم أي إلى سيرة محكية وسيرة مدونة. فغربة الراعي سيرة مدونة كما صدرت وهي أيضا سيرة محكية باعتبار أن إحسان عباس قد تحدث عن سيرته الذاتية في مقابلة تلفزيونية، وبشكل عام فعندما نتحدث عن غربة الراعي التي تناولها ناهض زقوت إنما نتحدث عن السيرة المدونة. وهذه أيضا تخضع للتحكيم فقد اعتمد إحسان عباس فيها على الذاكرة دون العودة إلى أي مدونة عن الأحداث التي تعرض لها في سيرته الذاتية ونقل الأخبار فيها يتعرض إلى النقد ما بين التصديق وعدمه لعدم ودود ما يثبت ذلك. وتأتي أهمية السيرة الذاتية عند إحسان عباس وغيره وكما أثبتها ناهض زقوت كرد على محاولة الاحتلال لطمس التاريخ والهوية الفلسطينية فهذه السير بشكل عام تتعرض إلى المكان والتراث باختلاف أشكاله وصوره لتؤكد أن التواجد الفلسطيني على ارض فلسطين عبر مئات بل آلاف السنين بعاداته وتقاليده وثقافته وفنونه وتاريخه المرتبط بالأحداث المسجلة.

لقد نجح زقوت بتأكيد مكونات الهوية الفلسطينية على أرض فلسطين من خلال دراسته لغربة الراعي والتأكيد على (المكان، العادات والتقاليد، الأكلات الشعبية، المواسم والأعياد، الألعاب الشعبية، الثقافة والموسيقى، والتعليم، الوقائع التاريخية، الأساطير والخرافات متمثلة بممارسات الفلسطينيين، القمر المصحف والمفتاح والحجابات. الأحلام وغيرها.

وأخيرا لا بد أن نؤكد على نجاح ناهض زقوت في تناوله لغربة الراعي كسيرة ذاتية تؤكد الهوية الفلسطينية على أرض فلسطين وإن كانت هناك بعض الملاحظات فهذا لا ينقص من قيمة بحثه والتأكيد على قيمته الأدبية والوطنية.

وقد قدّم رائد الحواري مشاركته من خلال صفحته، وكانت كالتالي: أدب السيرة له حضوره في الساحة الأدبية، وقد اتجه العديد من الكتاب نحو أدب السيرة، لكن في السيرة الفلسطينية لها أهمية أخرى تمثل في تثبيتها للهوية الوطنية الفلسطينية، التي يعمل المحتل على محوها وإزالتها، من هنا يحاول ناهض زقوت تبيان أهمية أدب السيرة، وهو يأخذ سير الأديب الفلسطيني “إحسان عباس” نموذجا، موضحا المحطات المفصلية التي جاءت في السيرة المتعلقة بفلسطينية الفلسطيني: “…وهذا ما يؤكد أنه كتبها ليس بهدف إبراز ذاته على المستوى الفردي إنما على المستوى الجمعي” ص 18.

إذن أدب السيرة فلسطينا له أهمية أدبية وأهمية تاريخية وأهمية في توثيقية في الصراع الذي يخوضه الفلسطيني ضد الاحتلال الاستيطاني، والكاتب يقدم مقاربة بين السيرة الذاتية التاريخ الشفوي، وبما أن الذاكرة الفلسطينية زاخرة بالعديد من الروايات الشفوية، فإن كتابة السير تثبت/تكشف الظلم والمأساة والمقاومة التي أبداها: ” …أصبح الفلسطينيون مسكونين بإبراز هويتهم الوطنية والحضارية والتاريخية والتراثية، في محاولة لإثبات الوجود الجمعي في المكان/فلسطين” ص39.

وبما أننا نتحدث عن أدب، فإن الأدباء لم يظهروا/يتكونوا من فراغ، بل من المجهود (الجمعي) للشعب، الكاتب يأخذ شواهد من سيرة “إحسان عباس” يؤكد على أن الأدباء والمثقفين في فلسطين تكونوا في ظروف استثنائية: “تميزت القرى الفلسطينية بسمة نادرة في العرف التعليمي، إذ كانت لا تنتظر قيام الحكومة ببناء المدارس بل كانوا يبادرون لبناء المدرسة بجمع التبرعات من أنفسهم حرصا على مستقبل أبنائهم، ورؤيتهم لتقاعس حكومة الانتداب على القيام بدورها تجاه تعليم أبناء القرى” ص49.

علاقة الفلسطيني بالمكان علاقة استثنائية، فهو يعتبره جزء من تكوينه الوطنية والوجودي والحضاري والثقافي، عندما يأتي ذكر اسم قرية ما في السيرة فإن هذا مؤشر على تمسك الفلسطيني بالمكان، وعلى أنه هذا المكان كان مترع بالحياة الاجتماعية، بعد أن لدغت الأفعى “أحمد الريشان” ولدعم وجود علاج طبي، كان يتم التعامل معه بهذا الشكل: “…لم يجدوا سوى اللجوء إلى الشيخ الصوفي يونس، فاستدعى من قرية إجزم، فجاء ومعه مريدوه وقضوا الوقت كله يضربون بالصنوج، لئلا ينام الملدوغ، فإنه إذا نام سرى السم في عروقه حتى يصل القلب” ص55.

ويحدثنا عن الانجليز ودورهم القذر في فلسطين من خلال هذا المشهد: “…وصلت الساحة العامة، فوجدت غريقا من الجند قد اصطفوا في صفين وكان على أن أمر بينهما، فكان الجندي على اليمين يضربني بقضبته فيتلقاني جندي على اليسار فيضربني بقضته أيضا، … وكنت كالكرة يتبادلها صفان من الجنود حتى وصلت نهاية الصفين” ص76، بهذا الشكل أكد الباحث أهمية السيرة أدبيا ووطنيا، فهو بهذه الدراسة استطاع ان يؤكد على ان أدب السيرة مهم وضروري لنا في فلسطين، لأنه يمثل إحدى اشكال الصراع مع المحتل ويثبت الهوية الوطنية الفلسطينية.

ثم قدّم مازن دويكات قراءته للدراسة قائلاً: في هذه الدراسة الصادرة عن وزارة الثقافة الفلسطينيّة (2020) قدم لنا ناهض زقوت سيرة الدكتور إحسان "غربة الراعي" نموذجاً وهي تستحق أن تكون كذلك بجدارة لأهميتها على صعيد الشكل والمضمون ، حقاً فيها تفرّد وتميّز وقد يكون هذا الإبداع ردّا على بكر عبّاس شقيق إحسان عباس حين نصحه بعدم الإقدام على هذا العمل بذريعة أ ن إحسان عباس ليس شخصية سياسية ولا حزبيّة ولا قياديّة علماً أنٌ أغلب من يكتب مذكراته من هؤلاء يستعينون بمن يكتب لهم عدا كمية الكذب في هذه السير ونفاق والنفاق والبطولات الزائفة ولا ننسى خلو أغلب هذه السير والمذكرات من الجانب الإبداعي وعبقرية التعامل مع اللغة. أعتقد أن المبدع هو الأجدر والأفضل لتناول السيرة الذاتية ورغم توصيفها بالذاتية هي سيرة غيرية أيضاً في الكثير من جوانبها لأنها تتحدث عن زمان ومكان وأخرين بتوسع ورصد دقيق من خلال "ذات" كاتب هذه السيرة. في اعتقادي أن السيرة الذاتيّة هي في الأساس عمل روائي بامتياز .. لنلاحظ ما رصده السيد زقوت في دراسته حول هذه السيرة من مكونات الحياة التي تجدها في كل عمل روائي .. بروز ملامح المكان وتدرج في حركة الزمان .. رصد عادات وتقاليد المجتمع في ذلك الوقت والأكلات الشعبيّة كذلك مواسم الأعياد وكيفية استقبالها من الناس وعن الخرافات والأساطير التي كان يتداولها الناس في سهراتهم وجلساتهم ولم تخلو هذه الجلسات من التسلية والألعاب الشعبية والحديث عن الثقافة والفنون والموسيقى والحالة التعليمية كل هذا يجسد ملامح الحياة للشعب الفلسطيني في فلسطين الكاملة. لذلك يبرز هنا أهمية السيرة الذاتية لأنها تثبت الهوية في أشد لحظات استهدافها محواً وإذابة. مما تقدم نلاحظ تلاشي الفروق بين العمل الروائي والسيرة الذاتية. في هذا العمل تبرز جهود الكاتب في رصده لمجريات سيرة ومسيرة الدكتور إحسان عباس في "غربة الراعي".

وقد أنهى سامي مروح هذا اللقاء بمداخلته قائلاً: مما لا شك فيه أن السيرة الذاتية هي فن أدبي مميز، ولكن على الصعيد الوطني الفلسطيني هو أكثر تميزاً، وذلك للحالة الخاصة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وهذا ما بيّنه الكاتب زقوت بكل بحرفية وسهولة، وقد استخدم الكاتب (غربة الراعي للأديب إحسان عباس) إنموذجاً لدراسته، وفي رأيي كان اختيار زقوت مناسباً جداً، لما لهذه الشخصية الوطنية الكبيرة من تأثر على الساحة الثقافية العربية.

أدار اللقاء الطالب زيد السيد بحضور كل من: عمار خليل، مازن دويكات، عباس دويكات، أنور عيسى، مأمون معزوز، لؤي ضمرة، ناجح نصار، سلطان قدورة، سامي مروح.

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات