لما الاستغراب من مواقف الأنظمة العربية

د. رمزي النجار:

لا تستغربوا مواقف الأنظمة العربية فمنذ سبعين عاما والشعب الفلسطينية يناضل لوحدة في الميدان إيمانا بأنه صاحب الحق في الأرض الفلسطينية كاملة، والحقيقة أن فلسطين احتلت وضاعت نتيجة لمواقف الأنظمة العربية في الخفاء والوقوف موقف المتفرج وعدم التدخل إلا على استحياء سواء ما بعد النكبة والنكسة وحزيران وحرب بيروت باستثناء الدول التي نادت بالوحدة العربية "مشروع القومية العربية" الذي أفشل لاحقاً وباتت تلك الدول محل مسرح للانقسام والاقتتال والطائفية مما يؤكد حقيقة واحدة أن الأمور تسير وفق خطة صفقة القرن التي أساسها الفوضى الخلاقة في المنطقة وربط بعض الدول العربية مصالحها مع أمريكا واسرائيل على حساب القضية الفلسطينية، كما ان كثيرا من الدول العربية أصبحت أداء لتنفيذ سياسة أمريكا في الشرق الأوسط لتثبيت حكمها وسعيا إلى ارضاء أمريكا وان تكون جزءا من التحالفات الجديدة في المنطقة التي تقودها امريكا واسرائيل بهدف تفكيك المنظومة العربية وصولاً إلى تطبيق صفقة القرن كاملة وبعيدا عن الفلسطينيين سواء وافقوا عليها أم لم يوافقوا.

لذا فالمواقف العربية ليست جديده سواء بالخيانة أو الانبطاح أو الاستسلام ولكن علينا أن نلوم أنفسنا لما وصل الحال الفلسطيني من جراء الانقسام؛ فالانقسام هو النافذة الذى تسلل منها المطبعين؛ فالدول التي جربتنا من خلال واسطتها للمصالحة وصلت الى مرحلة كيف نقف مع الفلسطينيين وهم لم يقفوا مع أنفسهم!! وداخليا الانقسام نتج عنه العداء لأخوة الدم والمصير المشترك الذي يفوق عدائنا للاحتلال عدونا الأساسي، فماذا ينتظر الأخوة الفلسطينيين؟! فهذا الوقت ليس للسب والردح على الدول المطبعة بل لتحقيق الوحدة الفلسطينية وتصويب المسار والأداء لمواجهة التحديات والصعاب وما أكثرها وخاصة المواجهة القادمة مع الاحتلال مما يتطلب إنهاء الانقسام على قاعدة لا غالب ولا مغلوب قبل فوات الأوان لأن مسرح المفاجأت العربية مفتوحا !!.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"