الجمعة 19 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

بين النكبة وصفقة القرن

  • 23:53 PM

  • 2020-05-15

 يوسف السحار:

قبل اثنين وسبعين عاما تعرض الشعب الفلسطيني لأكبر لجريمة عرفها التاريخ المعاصر، حيث أقدمت العصابات الصهيونية على ارتكاب المجازر وتهجير السكان الفلسطينيين من أراضيهم عنوة بقوة السلاح، ما أفرز مأساة إنسانية ما زال يعاني منها الفلسطيني إلى يومنا هذا، حيث التشرد والضياع الذي يعاني منهما قرابة المليون لاجئ في مخيمات إيواء موزعة على عدد من الدول العربية، هذه المخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحياة والمعيشة، إضافة للتضييق الممنهج من قبل حكومات تلك الدول على هؤلاء، بحيث لا يسمح لهم ببناء طوبة جديدة في بيوتهم ولا إصلاح سقف آيل للسقوط فوق رؤوس ساكنيه، إلا بعد إذن وتصريح يسمح لهم بذلك وفق شروط محددة، يضاف إلى ذلك كله ما يعانيه الفلسطيني داخل أرضه، حيث الاحتلال الجاثم على صدره بقوة السلاح وعنجهية البطش والتنكيل التي يعانيها الفلسطيني صباح مساء عبر حواجز الاحتلال المنتشرة في شوارع المدن والقرى الفلسطينية، وليست غزة ببعيدة عن هذا المشهد البائس، ففيها الحصار والإغلاق، الذي أثقل حياة الغزي بالمعاناة والألم وحولها إلى جحيم لا يطاق، وبين فينة وفينة يعايش الغزي فصول القصف والترويع والقتل والتهجير، عبر جولات من التصعيد أو حرب مدمرة تحرق ما اخضر في فترات الراحة والهدوء المؤقت، هذه الصور وتلك المشاهد صبغت الهوية الفلسطينية بألوان المعاناة والبؤس منذ اثنين وسبعين عاما، ليت الأمر توقف عند هذا الحد، فبعد اثنين وسبعين عاما تتكالب القوى العالمية على الإنسان الفلسطيني ووطنه المجزء، ويعلن ترامب الأحمق صفقة القرن المزعومة والمدعية بتوفير الحياة الكريمة لذاك الفلسطيني، واضعا الحد لحياة التشتت واللجوء، عبر تمرير مخطط يقوم على تجزيء المجزء وتقسيم المقسم، وكلنا شاهد خارطة فلسطين بناء على ما جاء به ترامب في صفقته، وكأنها نكبة ثانية، بل هي تتويج للنكبة الأولى، التي عاناها الفلسطيني قبل اثنين وسبعين عاما، وما بين النكبة والنكبة أو بين النكبة والتتويج، شاهدنا على فترات حمل السلاح والانتفاض على الواقع والتمرد عليه، من قبل بعض المخلصين، لكننا شاهدنا أيضا التوقيع على بياض، ومنح الاحتلال هدنا مجانية مقابل حفنة دولارات، وعايشنا النخوة العربية وخيانتها عبر محاولات الالتفاف على الحقوق الفلسطينية من خلال التنازلات التي بهرجت تحت مصطلحات من قبيل "فرص ضائعة" فهل هذه الفرص كفيلة بإرجاع إنسان ضائع أو قضية مسلوبة؟! لكنه منطق الدفاع الفاشل الذي يصر عليه الكثيرون ويدعون أنه الطريق الأمثل لتحقيق الحلم المنتظر عبر إقامة الدولة أيا كان شكلها أو حجمها، إن الدفاع بهذه الطريقة كفيل بإلحاق الخسارة مثلما رأينا بأم أعيننا، لكنه أبدا لا ينقص من فلسطيننا ولا ينتقص من عدالتها، وهذا ما لا يؤمن به الصهاينة ولا حتى صهاينة العرب.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات