الجمعة 29 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

كيف ينحت الألسنيون جداريةً للموت

إلى محمود درويش....

عن شاعر مائت

  • 19:16 PM

  • 2020-03-13

أحمد يعقوب:

I
الصورةُ لغةُ العصر
لـوّن إذنْ
لـوّن الحزنَ
لـوّن الحبَ
لـوّن الأسىَ
لكن
كيف يـرسمُ طعمُ الموتِ ؟

II
وفي اللغةِ الغابرةِ للجسد
في اللغة الأولى ما قبل الطوطم
ماذا يقالُ عن حبيبٍ لا يأتي؟
(يقال):
ربما يسكنُ ، ينامُ ،
ربما يصيرُ سحابةً ،
ربما غراباً ،
وربما نسراً يسكنُ أعلى الجبال ،
ربما تراباً مشاعاً
ربما حلماً.
ويقال:
ما.. آتٍ
ولما تأكلُ الغصةُ حشاشةَ قلبِه ، يأكلُ الهمزةَ
ويجهشْ :
ما ..(آ)..ت
عندها
ينحتُ الألسِنيونَ جداريةً للموت

III
محمود درويش
لأنك تبعثُ " الى الروحِ أحذيةً كي تسيرَ على الأرض"
ربما تتساءل في منتصفِ الطريق
كيف تكتبُ شعراً أخيراً لزوجةِ قلبِك؟
القلوبُ المفعمةُ بالمحبةِ أجسادُها ﻻ تشيخ
جسدُ الأنوثةِ يبدأ بشكلِ كمثرى
وعندما تهرمْ يأخذ شكلَ تفاحة
كذلك
اللغةُ ،والقلبُ، والأرضُ، والبحارُ، والمكانُ، والحربُ، والحبُ، والروحُ، والسحابُ، والشعرُ، والصدرُ، والعقلُ، والندى..
أواه
على أيةِ حبالٍ يُعلقُ النشيدُ
وعصافيرَ الجليلِ بلا أجنحة؟؟

IV
محمود درويش
وسيمٌ جداً
ولأنه يحبُ النبيذَ الفرنسيّ
وجديرٌ بأجملِ امرأةٍ
والذين يحبونَه ميتاً
"شاعرٌ" و"قاتلٌ" و"قارئ"
يختلفون عليه
أيكونُ راعياً أم ملكا؟؟ أيكونُ صياداً أم قطاً برياً؟
لكنه، ومثل أية فراشةٍ ، لم يطلبْ حياةً خالدة
لهذا تعشقُه ربةُ الشعر، تمنحُهُ عُشْبِةَ الخلودِ، لكنْ بشرطٍ جميلْ : أن يحيا في حالةِ نومٍ إلى الأبد. كي يمنحَهُ الشعرُ الحلمَ الأسطوري.
وعلى" ضوءٍ ازرقَ" في بطن الهوى
كل ليلةٍ يتزوجُ الربةَ
كل صباحٍ يُنجبانِ ألفَ فراشة
كلُ فراشةٍ تحملُ :
سراً من أسرارِ الشعر
: عبثاً طفولياً يُغلقُ يَقظةَ الوعي..
ويقولْ: ما على الشعرِ منْ حَرَجْ


V
محمود
يا أيها المسجى في البحر الكامل
كيف البحورُ تغفو وشِعْرُكَ قلقٌ يطولُ؟؟
أهكذا تبقينا بلا نـدٍ
نـدٌ كالمظلةِ... كلما يشتدُ المطرُ تزدادُ الحاجة لها
وشؤون العين قليلٌ غناؤها
محمود
أنا أيضاً أبحث عن نثرٍ الهي
أتسولُ كِسرةَ شعرٍ كي لا أخبو
كل ليلةٍ أطوفُ على ألفِ صفحة "فيس بوك"
انقرُ على شبابيك
"chat" الصبايا والشباب
انتظرُ بسطات الشعر في ثلاثاء الأيام
ثمةَ كتاباتٌ مثل رقصةِ التانغو كثنائيةٍ وحيدةٍ تحتاجُها المناحة ـ
ثمة كتاباتٌ برائحةِ البانغو
كذُهانيةٍ وحيدةٍ مباحة ـ
ثمة كتاباتٌ كعصيرِ الجوافة مع المانجو
كثنائيةٍ متاحة
وثمة " بيروتُ تفاحة"

VI
محمود
أراك الآن على منارة ايثاكا :
مرةً نداءً ومرةً صدى
لا لشيء
وببساطةٍ لأنكِ تخلخلُ المدى
لهذا
لن ألجأ للبلاغةَ للتشبيه تحديداً
لن أقولَ إنك مثلُ أو مثلِه أنتْ

فأنت : من قبلُ ومن بعدُ
وما أنت بمعنى تضافُ اليه الصورةُ عندما يتماهيان.
.
هل تذكرُ فنَّ الشعرِ لأرسطو؟؟ الشعرُ إنشادْ !وتبحثُ عن نثرٍ الهي!
وهل تذكرْ "فيدون" سقراط؟؟
قاتلُ سقراط ينصَحُهُ أن يقللَّ حديثَه كي لا يضطرَ لزيادةِ جرعةِ السُّم؟
وقال سقراط :
الموتُ والحياةُ لا يتناقضان
الموتُ والحياةُ يقظةٌ وحلمُ
"والموت صدفة"
"والحياة صدفة" كما يقول حسين البرغوثي
إذن
لا مشكلةَ مع الموت
المشكلةُ تبقى مع الحياة
فهكذا وعلى سبيلِ الحصرِ،
حيٌّ ميتٌّ أنا
وأنتَ المائتُ الحيّ
تجاورُ الخلودَ فيزهو
وأنا
أجاورُ القبورَ
وأخبو
فشتانِ بين غارِك وعاري
---------

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات