السبت 20 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

وصنعتك على عيني

  • 10:35 AM

  • 2020-02-03

أكرم أبو سمرا :

قال لي : لماذا تصر اسرائيل اليمينية على افشال أبو مازن مع أنه – سنستخدم تعبير بسام أبو شريف – (كان متهاونا ومتهاودا بل متعاونا مع العدو )..؟ ألا تعلم بأنها إن خسرته - بالإفشال أو بالموت الطبيعي أو الاغتيال -فلن تجد أحدا بمواصفاته السلمية: لا يتردد في القول بأن التنسيق الأمني مقدس ..و لا يجد حرجا في التأكيد مرارا بأنه ضد المقاومة المسلحة بل ضد رمي الجنود الاسرائيليين بالحجارة ؟ كما ويصف المسيرات بأنها مظاهرات التعرق ..ليس هذا فقط .. بل و دافع عن نموذج كرزاي حين تم نعته به ذات خلاف أو ذات أحقاف .
ولا يتوقف الأمر على نتنياهو فقد سبق لشارون أن وصفه ب ( الصوص منتوف الريش ).
قلت ثمة أسباب اسرائيلية تقف وراء ذلك .. وإليك أهمها :
أولا : لأنه من جيل المؤسسين وهؤلاء لا تأمن اسرائيل جانبهم مهما قدموا من قرابين , ولن تثق بهم ولو حرص الواحد منهم على استنباط واستبطان المسالمة , ولن تصدق أحدهم وإن دق رأسه في حائط المبكى واعتمر الكيبا .. وأنشد الهاتيكفا بخشوع كابالي عريق حافظ للزوهار
ثانيا : لأنه لم يصنع على عينيها .. ولذلك فمهما أظهر من حب و طلب للود والقرب .. فستظل تتعامل معه على أنه يمارس التقيّة ويتقن تمثيلها .. أليس لهذا السبب كلفت أخطر وأكبر جاسوس وكيل ! في التاريخ الفلسطيني المعاصر ليزرع مكتبه بأرقى وأحدث آلات التجسس .. وما كان ذلك لأنه ثوري مقاوم بل لأنها تريد أن تتأكد من ..هل هو من الجماعة الذين عناهم الرصافي بقوله ( فالقوم في السر غير القوم في العلن ).
ثالثا : لأن تاريخ الرجل الفكري عندهم يندرج في خانة البلاك بوكس .. وأعني هنا رسالة الدكتوراه التي حصل عليها الطالب محمود رضا عباس من جامعة الصداقة- موسكو عام 1982 وجاءت تحت عنوان ( الوجه الآخر للعلاقات السرية بين النازية والصهيونية)...والتي أشرف عليها البروفيسور والشاعر سيرغي لافروف وزير الخارجية حاليا
بمعنى أنها قد تغفر له تصريحات نارية ضدها هنا أو هناك .. وقد تصفح عنه لو قابل زعيم حزب الله وأثنى عليه.. وقد تعفو عنه لو شتم قياداتهم , ولكنها لن تغفر ولن تنسى له هذا المجهود البحثي اللاسامي العدائي الذي قام وتأسس على قناعات احتاجت إلى اثباتات وبراهين وحجج وأدلة , وهو بهذا البحث يكون قد قدم ما يجعله ( بيرسونا نن غراتا ) كونه تطاول على احدى الأبقار المقدسة أو احدى الأصنام التي يحظر أن يجعلها أحد مدنسة .. وأين ؟ في (كلام سرايا) لا في (كلام قرايا) .
ولن يكون أعز لديهم من نورمان فنكلستاين اليهودي وابن عائلة قضت في الهولوكوست من جهة الأب والأم معا بعد أن أصدر كتابا لا ينفي فيه حدوث الهولوكوست بل يشكك غي رقم الضحايا .. ولسنا في وارد شرح كيف تم التعامل معه كخائن .. وكيف حوصر وطورد وطرد من عمله والصق به وصف ( الكاره لذاته ) ...هل نذكركم بالمحامية الإسرائيلية فلتسيا لانغر والتي كان ذنبها أنها دافعت عن الأسرى الفلسطينيين ؟ وهل من المفيد أن نذكر بالعالم النووي مردخاي فعنونو ؟ وفوق ذلك كله هل نسيتم ما فعلوا برابين حين بدا منه ما يشير إلى كسر الخطوط الحمراء
ذكرت هذه الأسماء اليهودية لأقول بأنه حتى لو تراجع الواحد منهم عن آرائه وحاول أن يثبت يوميا – حتى في نومه - أنه مواطن صالح .. فلن يقبل ذلك منه .. فما بالك بمحمود عباس !
طيب : وكان أن لعب الرجل الدور.. تناغم معه ثم تماثل به ثم تماهى فيه ثم تقمصه حتى تشابه الأمر على شعبه وأشكل عليه .. وفجأة وبعد 27 عاما على احتفال أوسلو .. أعلن صاحب المشروع وعرابه والموقع عليه الخيبة والخذلان والإخفاق والخسران من أبناء عمه .. وهنا نسأل : هل كان الرجل فعلا أحد القلائل في العرب بل في العالم ممن يعرفون ويفهمون المجتمع الإسرائيلي ؟
شخصيا بت أشك في ذلك.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات