الثلاثاء 04 نوفمبر 2025
| العملة | سعر الشراء | سعر البيع | 
|---|---|---|
| الدولار الامـريكي | 3.78 | 3.8 | 
| الدينــار الأردنــــي | 5.35 | 5.37 | 
| الـــيــــــــــــــــــــــــورو | 3.04 | 4.06 | 
| الجـنيـه المـصــري | 0.1 | 0.12 | 
                                                                    سالي علاوي:
بعد مرور ثمانية أعوام على الذكرى المئوية لوعد بلفور، تعود الذاكرة الفلسطينية إلى واحدٍ من أكثر الوعود ظُلماً في التاريخ الحديث، ذاك الوعد الذي نقل فلسطين من يد أصحابها إلى مشروع استعماري صهيوني برعاية من لا يملك الحق ولا الشرعية.
ورغم مرور أكثر من قرن على صدوره، فإن آثاره لا تزال حاضرةً في كل حجرٍ من أرض فلسطين، وفي كل بيتٍ هُدم، وفي كل جيلٍ وُلد على الحنين والحرمان معاً.
لكن المشهد اليوم يحمل تناقضاً صارخاً، ففي الغرب، بدأت تتعالى أصوات جديدة، مختلفة عن تلك التي رافقت مرحلة الصمت الطويل، تعترف بالمظلومية الفلسطينية وتطالب بمراجعة المواقف التاريخية التي أسست لواقع الاحتلال. جامعات، ومؤسسات حقوقية، ونشطاء من داخل المجتمعات الغربية، باتوا يرون أن ما جرى في فلسطين لم يكن "صراعاً" بل اقتلاعاً منظّماً لشعبٍ من أرضه، وأن ما بدأ بوعد بلفور ما زال يُكتب بوسائل أكثر قسوة، من الحصار إلى الاستيطان، ومن التهجير إلى الإبادة الممنهجة للذاكرة.
وفي المقابل، نجد في العالم العربي من يجهد لتبرير الخيانة، محاولاً إقناع شعوبه بأن التطبيع "مصلحة وطنية"، وأن الاحتلال "شريك في التنمية والسلام".
مفردات جديدة تتسلل إلى الخطاب العربي لتغسل صورة إسرائيل، بينما تتجاهل الدم الفلسطيني الذي لم يجف منذ أكثر من مئة عام.
الأخطر من ذلك أن هذا الخطاب لا يهدف فقط إلى تبرير العلاقة مع الاحتلال، بل إلى إعادة تشكيل الوعي الجمعي، وتطبيع فكرة أن فلسطين قضية "قديمة" يجب تجاوزها، وكأن العدالة لها تاريخ انتهاء.
ما بين الصحوة الغربية المتأخرة والخيانة العربية المتأنقة، يبقى الفلسطيني وحيداً في الميدان، لكنه لا يزال الأكثر ثباتاً على المبدأ. فالشعوب العربية، رغم ما يُراد لها من تضليل، ما زالت ترى في فلسطين قضيتها المركزية، وفي مقاومتها عنوان كرامتها.
فالأمة، مهما ضعفت، لا تزال تملك بوصلةً لا تخطئ الاتجاه: لا سلام مع الظلم، ولا مستقبل يُبنى على الإنكار.
وعد بلفور لم يكن حدثاً من الماضي، بل لحظةً مستمرة في الحاضر، كل استيطان جديد، كل تهجير قسري، كل تطبيع سياسي، هو نسخة محدثة من ذلك الوعد المشؤوم.
ومع ذلك، يبقى الأمل الفلسطيني عصياً على الانكسار، لأن قضيةً كهذه لا تُقاس بالسنوات، بل بالثبات على الحق.
بعد أكثر من قرن وثمانية أعوام، يُثبت الفلسطيني أنه لم ينسَ، وأن التاريخ مهما حاولوا تزويره سيبقى ينحاز لمن لم يبع أرضه ولم يساوم على كرامته، ففلسطين ليست مجرد قضية سياسية، بل امتحان أخلاقي للعالم كله: بين من يؤمن بالحرية، ومن يبرر الاحتلال باسم "الواقعية".
وفي النهاية، ستبقى الحقيقة كما هي منذ 1917 وحتى اليوم، وعد بلفور كان بداية الظلم، لكن نهايته لن تُكتب إلا على يد من ما زالوا يؤمنون أن فلسطين وطنٌ لا يُمنح بوعد، ولا يُنسى بالزمن.
الآراء المطروحة تعبرعن رأي كاتبها أوكاتبته وليس بالضرورة أنها تعبرعن الموقف الرسمي
لـ"ريال ميديا"
            
                                                
                    2025-11-03
14:10 PM
2025-11-01
20:24 PM
                    2025-10-26
13:26 PM
                    2025-10-24
13:30 PM
                    2025-10-20
15:04 PM
            2023-05-21 | 17:12 PM
صور ثلاثية الأبعاد لحطام تيتانيك تحاول البحث في ظروف غرقها