السبت 25 اكتوبر 2025
| العملة | سعر الشراء | سعر البيع |
|---|---|---|
| الدولار الامـريكي | 3.78 | 3.8 |
| الدينــار الأردنــــي | 5.35 | 5.37 |
| الـــيــــــــــــــــــــــــورو | 3.04 | 4.06 |
| الجـنيـه المـصــري | 0.1 | 0.12 |
أحمد عرار:
كوميديا سوداء... وسريالية الواقع
"مرحباً دولة" ليست مجرد جملة، بل تجربة شعورية كاملة، تبدأ بالتحية وتنتهي بالخذلان.
في هذا المسلسل الأسبوعي من إنتاج Shoot Productions وتأليف وإخراج محمد دايخ، يتحوّل الضحك إلى وسيلة للتشريح، وتغدو الكوميديا السوداء وسيلة لفهم ما لا يمكن تفسيره بالمنطق:
العلاقة الملتبسة بين المواطن والدولة، بين السلطة والناس، بين سوريا ولبنان، وبين الخيال والواقع الذي يتقن في بلادنا أن يكون أكثر غرابة من أي خيال.
في المخفر المتخيّل حيث تدور الأحداث،
العناصر الأمنية يشبهون موظفي الأمن،
يحرسون أوراقًا أكثر مما يحرسون بشرًا،
يكتبون تقارير عن الأحلام، ويراقبون العواطف،
كأنّهم حراسٌ لزمنٍ لا يتحرّك،
وزمنهم بدوره حارسٌ لعقولٍ لا تفكر إلا بإذن مسبق.
لبنان... نسخة مصغّرة من العالم العربي:
هنا لا يظهر لبنان كبلد صغيرٍ على الخريطة، بل كـمرآةٍ مكبّرة للواقع العربي كله.
فيه تتجاور السعودية وفرنسا كما لو كانتا حارتين متلاصقتين في الضاحية.
فيه حماس وفتح وحزب الله يجلسون إلى طاولة واحدة يلعبون الورق بجدٍّ سياسيٍّ وهميٍّ،
بينما المواطن هو الرهان الدائم الذي يُخسر كل مرة.
لبنان في “مرحباً دولة” هو مختبر الازدواجيات الكبرى:
مسلم ومسيحي، شيعي وشيوعي،
الكلّ في بلدٍ واحدٍ يبحث عن دولةٍ لا تعرف نفسها بعد.
دولة تغرق في كل تفاصيل الواقع العربي:
الوعود، الشعارات، الخطابات، الفقر، البنزين، والضحك.
الدولة التي تسرق مواطنيها باسم الوطن:
في هذا العالم السريالي، اللص والحرامي يتبادلان الأدوار.
القائد زعيم، والزعيم لصّ، والمواطن ضحية يصفّق بحماسةٍ للسرقة المنظمة.
كأنك تشاهد نسخة عربية من The Italian Job، لكن السيارة المسروقة هنا هي الوطن نفسه،
والغنيمة هي ما تبقّى من كرامة المواطن المعلّقة على شماعة الوطنية.
المواطن المفعول به، الذي يتحوّل كل يوم إلى شاهدٍ صامتٍ على عملية نهبٍ جماعي،
لا يزال يضحك، لأنّ الضحك آخر ما يمكن مصادرته.
يضحك وهو يسمع نفس الخطاب منذ 80 عامًا،
يضحك لأن البديل هو البكاء،
ويضحك لأنّ “الزمن الجميل” لم يكن جميلاً يومًا.
الساحر والمروّض وتاجر الأوهام:
في سيرك “مرحباً دولة”، هناك ساحر عظيم،
ليس لأنه يُخفي الأرنب من القبعة، بل لأنه يُخفي العقول داخل الخطابات.
مروّضُ الجماهير يلوّح بعصاه،
يدير السيرك ويبيع الأفكار بالتقسيط:
حلمٌ للوطن، شعارٌ للشهادة، وكذبةٌ صغيرة بحجم الأمل.
تاجرُ الحشيش ومدمنُه وجهان لعملة واحدة:
الزعيم الذي يبيع الوهم، والمواطن الذي يشتريه عن قناعة.
في هذا العالم، كل شيء قابل للبيع:
الكرامة، المبادئ، حتى الأحلام القديمة التي تُعرض في المزاد العلني كل موسم انتخابات.
ليرة ودولار... وطن في مزادٍ مفتوح
في “مرحباً دولة”، العملة تتحدث،
الليرة تشكو من سوء المعاملة، والدولار يضحك من بعيد.
البنك يتظاهر بفقدان الذاكرة،
البنزين يهاجر قبل المواطنين..
والراتب يدخل غيبوبة طويلة بلا علاج.
الوظيفة تهاجر إلى أوروبا،
والفيزا تصير نشيدًا وطنيًا جديدًا.
ووسط كل هذا العبث، ينهض المواطن كل صباح ليقول: “صباح الخير يا وطن”،
ثم يضحك لأن الجملة صارت نكتةً بحد ذاتها.
نسخ متكررة... وأوطان في كل مكان:
من لبنان إلى سوريا،
من فلسطين وغزة والضفة و48،
تتكرّر النسخة ذاتها:
زعيم، قائد، كذّاب،
شهيد، فدائي، مواطن مصفّق.
تتبدّل اليافطات، تتغير اللهجات،
لكن المسرح واحد، والسيناريو واحد،
والبطل الدائم هو العبث.
كوميديا السخرية... وملهاة الوعي:
“مرحباً دولة” ليس مجرد مسلسل كوميدي،
بل وثيقة سريالية عن انهيار المعنى في العالم العربي.
هو رحلة بين الضحك والبكاء، بين الوطنية واللامعنى،
بين حلم المواطن وكابوس الواقع.
في النهاية، لا تعرف إن كنت تشاهد مسلسلًا أم تعيشه،. إن كنت تضحك لأنّك تفهم، أم تبكي لأنّك فهمت كثيرًا.
ومع ذلك، لا تزال تهمس في نهاية الحلقة:
مرحباً دولة... كأنها صلاةٌ سريالية في معبدٍ من الدخان والوعود المؤجلة.
الآراء المطروحة تعبرعن رأي كاتبها أوكاتبته وليس بالضرورة أنها تعبرعن الموقف الرسمي
لـ"ريال ميديا"
2025-10-24
13:30 PM
2025-10-20
15:04 PM
2025-10-17
14:06 PM
2025-10-16
14:42 PM
2025-10-15
19:54 PM
2023-05-21 | 17:12 PM
صور ثلاثية الأبعاد لحطام تيتانيك تحاول البحث في ظروف غرقها