الفن لا يُهدّد... الفن يُلهم

مهند الداود*:

من المؤلم أن نجد أنفسنا في مساحةٍ يفترض أن تكون مرآةً للجمال والحوار، وقد غزتها لغة الوعيد والتهديد، وتلوّثت بروح الغيرة والتنافس السلبي، بدلًا من أن تتزيّن بالتقدير والتكامل....

احبابي وتاج راسي ..إنّ الفن الحقيقي لا يعرف الخصومة، بل يعرف الاختلاف بوصفه إثراءً، ويحتضن الآخر لا يقصيه.

‏ حين يُستعمل اللسان كسيفٍ، تُغتال الفكرة، وحين تُطلق الكلمات لتخوين أو تهديد، يغيب الرقي وتحل الفوضى...

نحن نعاني أحيانًا من بعض المهاترات التي لا تنبع من موقف معرفي، بل من ضيق أفق أو جهل بثقافة الفن كقيمة سامية تتجاوز الذات، وتتّسع للجميع...

إنّ الغيرة حين لا تهذّبها الأخلاق تتحوّل إلى أذى، والكرامة حين تجرّنا للعزة بالإثم تصبح عبئًا على روح الإنسان...وهنا ومن مبدأ زكاة العلم المتواضع ، صار واجب علينا ان اكتب وصفة بسيطة هنودية ، وموجودة في صيدليات القلوب المرهفة في مناطق وحارات الانسنة ، وكما يلي ...

العلاج؟ هو العودة إلى الفن نفسه.

أن نُعيد الإصغاء للّون، أن نحاور الخط، أن نمارس النقد لا النكد، أن نؤمن أن الاختلاف لا يُلغي المحبة، وأن المعرفة لا تعني الاستعلاء، بل التواضع....وان نفعل مدركاتنا الحسية واللمسية اذا وجب ...احبابي ، ما أحوجنا اليوم لأن نرتقي بالكلمة، لا أن نهوي بها، وأن نؤمن أن من لا يستطيع أن يتحدث بجمال، لن يستطيع أن يخلق جمالًا...فعلينا ان نرتقي ، فالقاع زُحام ....كومات حب.

* فنان تشكيلي عراقي مقيم في الأردن:

الآراء المطروحة تعبرعن رأي كاتبها أوكاتبته وليس بالضرورة أنها تعبرعن الموقف الرسمي

لـ"ريال ميديا"