الخميس 23 اكتوبر 2025

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

ودراسة إنسانية فنية بديعة في مقتضيات المادة الجنائية..

رواية "الهوتة"سلطة وجدانية جمالية للمتعدد الواحد في تعزيز الوحدة الوطنية

  • 12:06 PM

  • 2023-07-15

الناقد عبد الغني حيدان*:

شاء الزمن السياسي أن تسوي الأديبة السورية نجاح إبراهيم بنان روايتها "الهوتة" بومضات السرد والتخييل الأريب من معين واقع مشتد معيب،وهي تتنامى بحجم قضاياها الملتهبة،لتفصح بملء إرادتها عن هذا النمو العضوي للمصير والقرار في تجذير تفاصيل الإنتماء في بلاد الرياحين والأسرار..إنه الزمن السياسي والإجتماعي الذي تأهبت له الرواية بعدتها الفنية في تعقب الدم الموزع بين الأهالي العريقة بهوياتها وفسيفساء تركيبتها الإثنية واللغوية والمذهبية،ولكل منهم نصيب في معانقة الموت المرصود والدمار وماخفي تحت الأنقاض،وتعاقب الهجر والتهجير، وٱمال في الأرحام ناضحة بالألم والحكم والنوازل والمواقف الأصيلة، والحب المقدس للوطن الرحيم. جحيم في مفاصل البلاد،في تفاصيل العباد.فبالقدر الذي اتسعت فيه مساحة الفظاعات،بالقدر الذي ارتقت فيه المواقف الوطنية مرصعة بفخر الإنتماء للوطن السوري،رغم اتساع مجاهيل الهوتة بقوة القاهر المتعدد"الجماعات التكفيرية" وبإرادة الواحد المتلذذ "القوى البرانية" المتحكمة في صناعة القتل على الهوية..رواية "الهوتة"أوجدت مساحات تخليق المواقف الأصيلة تحت قساوة السياط، وبين يدي الموت بقطع الرقاب،لتعبر شخصيات الرواية عن عمق الإنتماء للوطن بصلابة القتيل الشهيد بلا هوادة، "فاطمة/لمياء...."ليتضح أن خلفيات الرواية،ليس تشخيص حالات التقتيل والإبادة الجماعية،والتقصي عن حنين الذكريات ومواجع التذكر فقط،ولكن توسيع نطاق الكشف عن صناعة الموت والقتل وفق خارطة طريق معدة سلفا لتغذية الإحتراب والقتل على الهوية،حيث فاجأتنا رواية "الهوتة" بتأصيل هذا المتعدد الواحد الضارب في عمق النسيج الإجتماعي السوري،الذي اشتد بالموقف الوطني في وحدته الوطنية،ف"حامد" العربي المسلم عشق وأحب حتى النخاع "بهار" الإيزيدية الكردية.شربا من نفس الكأس في التعذيب والعذاب والغربة،من أجل الوطن.عشقهما تجلى وانقشع بحبهما الخالد للوطن. وبيللا المسيحية ٱوت ووفرت الحماية لحامد،وأمنت له مغادرة البلاد مضطرا إلى موسكو، وهو يمني النفس بالعودة للوطن.. كابيلا تلك الٱرامية،عشق الذكريات وخزان الأحلام الجميلة في قرية "ديريك" موطن الأجداد والٱباء ونبع حليب الأمهات ومهد الطفولة،وعفرين على نفس خط القرى الممتدة.

رواية الهوتة خطت بمداد أفق مأمول وجرح مفتوح سيندمل، وخواطر مكسورة ستجبر،أن الوطن يتسع للجميع أولا وأخيرا،باعثة رسائل مشفرة ومعلومة أن لامكان للإصطياد في ماء الإحتراب والقتل على الهوية..رواية الهوتة بالنتيجة، سلطة بهاء روحية للمتعدد الواحد في تعزيز الوحدة الوطنية،ودراسة إنسانية بديعة في مقتضيات المادة الجنائية.

*المغرب:

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات