الاربعاء 29 اكتوبر 2025

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

لا حوار قبل حل "مليشيا حميدتي"..

يوم دام بالسودان.. عشرات القتلى والجرحى ومناشدات لوقف القتال

الجيش السوداني يقرر حل قوات الدعم السريع

  • 01:44 AM

  • 2023-04-16

الخرطوم - وكالات - " ريال ميديا ":

اشتعل الموقف في السودان، بعد أحداث اندلعت في ساعة مبكرة من صباح السبت، في ظل الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم، وغيرها من المدن في البلاد، وسط انقطاع للكهرباء عن العاصمة السودانية.

استيقظ 45 مليون سوداني، يصوم معظمهم العشر الأواخر من رمضان، على أصوات الأسلحة الثقيلة والخفيفة والانفجارات في الخرطوم وعدة مدن أخرى.

وقتل 3 مدنيين في الاشتباكات المستمرة في السودان بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تحول مفاجئ للصراع الى نزاع مسلح، فيما تبادل الجنرالان الاتهامات عبر الإعلام.

وتبادلت قوات الدعم السريع والجيش السوداني الاتهامات بالمبادرة بالقتال.

وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو،  في تصريحات لقناة "سكاي نيوز" إن "الجيش السوداني هو من بدأ بالهجوم علينا".

وعبر قائد قوات الدعم السريع عن أسفه "لما يجري في السودان، وهو أمر أجبرنا عليه، وحمدوك ( رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك) يشهد على دعمنا للعملية السياسية".

واعتبر دقلو أن استسلام رئيس مجلس السيادة الانتقالي البرهان، والفريق أول شمس الدين كباشي، هو الحل في السودان، بحسب وصفه.

وعن أحدث التطورات الميدانية، قال دقلو "أتحدث معكم الآن من أمام باب القيادة العامة للجيش السوداني"، مضيفاً أن "الجيش السوداني يسيطر على 3 أو 4 مواقع فقط" وأن 90% من المعسكرات والقواعد والطيران هي تحت تصرفنا الآن".

وتابع قائلاً "انضم إلى قوات الدعم السريع المفتش العام للجيش السوداني وبعض القيادات الأخرى، وسيطرنا على مطار مدينة الجنينة غربي دارفور"، مؤكداً أن "قوات الدعم السريع تحقق انتصارات على الأرض".

ومن جهة ثانية، قال دقلو إن "القوات المصرية المتواجدة في مطار مروي في آمان، مؤكداً أن القوات غير محتجزة.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم الجيش المصري العقيد غريب عبد الحافظ إن الجيش يتابع عن كثب الوضع في السودان، وينسق مع السلطات السودانية المعنية لضمان تأمين القوات المصرية.

وفي تصريحات سابقة،  أكد دقلو إن قواته "لن تتوقف" إلا بعد "السيطرة الكاملة على كل مواقع الجيش"، مشدداً على أنه لا يمكنه التكهن بموعد توقف القتال، وقال "لا أستطيع أن أحدد (متى تنتهي المعارك)، فالحرب كر وفر".

"أصبحت متمردة"

وفي المقابل، قال الفريق أول البرهان في تصريحات له، إنه "فوجئ في التاسعة صباحا" بحصار مقر قيادته من قبل قوات دقلو حليفه السابق الذي يصفه بأنه "يقود ميليشيا مدعومة من الخارج".

ولفت البرهان إلى أن الجيش يدير العمليات ضد قوات الدعم السريع بصبر، لمنع وقوع أي خسائر بشرية، مشدداً على أن "الجيش لديه قوات كافية وإرادة لدحر المتمردين".

وكان الجيش قد أعلن أن قائد الدعم السريع فرض الحرب وقواته تستهدف أفراد القوات المسلحة.

ووجه الجيش نداءً للضباط وضباط صف والجنود بقوات الدعم السريع للانضمام للجيش والامتناع عن أن يكونوا أداة في هذه المعركة الدائرة لتنفيذ الطموحات الشخصية غير المشروعة لقيادتهم.

كما أضاف الجيش أن "قوات الدعم السريع أصبحت متمردة"، مردفاً: "نأسف لما وصلت إليه البلاد بسبب متمردي الدعم السريع"، مضيفاً أنه "سيقود معركته بجدارة ونحن في يوم القتال الأول".

وميدانياً، قال الجيش السوداني، مساء السبت، إن "الموقف في البلاد مستقر جداً وقواتنا المسلحة تعمل بعزيمة ليعود للسودان لأمنه واستقراره".

وتداولت وسائل إعلام محلية سودانية فيديو لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وهو يتفقد مواقع للجيش السوداني في الخرطوم مساء السبت.

لا تفاوض ولا حوار

وأفاد جهاز المخابرات العامة السوداني بأن القائد العام للجيش السوداني أصدر قراراً بحل قوات الدعم السريع، وقال الجهاز في بيان على فيسبوك إن قائد الجيش قرر أيضا إنهاء انتداب ضباط الجيش في قوات الدعم السريع "المتمردة".

وأتى القرار بعد دقائق من إعلان رئاسة أركان القوات المسلحة السودانية أنه لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت قوات الدعم السريع "المتمردة".

وبدا أن المفاوضات التي كانت تجري بين الطرفين، بوساطة من أطراف عدة، انتهت إلى نزاع مسلح مفتوح.

وحشد البرهان طائراته الحربية من أجل "تدمير" معسكرات قوات الدعم السريع في الخرطوم ، في حين هاجم دقلو قائد الجيش.

وكانت الخلافات بين القوتين العسكريتين بدأت منذ الأربعاء الماضي في منطقة مروي، بعد أن دفعت قوات الدعم السريع بنحو 100 آلية عسكرية إلى موقع قريب من القاعدة الجوية العسكرية هناك، ما استفز الجيش الذي وصف هذا التحرك بغير القانوني، مشدداً على وجوب انسحاب تلك القوات وهو ما لم يحصل حتى الآن.

مطالبات بوقف التصعيد

وأكد وزراء خارجية السعودية والإمارات وأمريكا، مساء السبت، على أهمية وقف التصعيد العسكري في السودان، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس).

كما أكدوا خلال اتصال هاتفي ثلاثي لبحث الأوضاع في السودان، على العودة إلى الاتفاق الإطاري ما يضمن أمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق.

وجاء ذلك، في اتصال هاتفي بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله ونظيره الإماراتي الشيخ ‏عبدالله بن زايد آل نهيان، وأيضاً مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن، وفق ما نقلته "واس".

وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، دعا في وقت سابق، السودانيين إلى العودة للحوار لتحقيق الأمن والاستقرار للبلاد".

ومن جانبها، أعربت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية ، عن قلقها البالغ إزاء التطورات التي تشهدها جمهورية السودان الشقيق.

ودعت الوزارة، في بيان لها، كافة الأطراف إلى ضرورة ضبط النفس ووقف القتال فوراً، والعودة إلى الحوار والتهدئة، والالتزام بالاتفاق الإطاري السياسي وبما يؤسس لمرحلة جديدة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني الشقيق، وتسهم في تعزيز الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في السودان، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا).

فيما، عبّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في وقت سابق، عن بالغ قلقه إزاء أنباء عن تصاعد العنف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ودعا إلى إنهاء فوري للأعمال القتالية.

ودعا وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي القيادة السودانية لكبح جماح قواتها ووقف التصعيد، وقال كليفرلي عبر منصة تويتر "العنف الدائر في أنحاء السودان يجب أن يتوقف فورا... المملكة المتحدة تدعو القيادة السودانية لبذل قصارى جهدها لكبح جماح قواتها ووقف التصعيد لمنع سفك المزيد من الدماء"، مضيفاً أن "الإجراء العسكري لن يؤدي إلى حل هذا الموقف".

وبدورهم، طالبت الأمم المتحدة والجامعة العربية بوقف "فوري" للقتال في السودان، أما الجارة القوية مصر فدعت الطرفين الى "التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس".

ومن جهتها، دعت وزارة الخارجية الروسية، جميع الأطراف في السودان إلى اتخاذ الخطوات الضرورية لوقف الأحداث المقلقة في البلاد، مطالبة بإظهار الإرادة السياسية ووقف إطلاق النار، مشيرةً  في بيانها إلى أن "الأحداث الدرامية التي يشهدها السودان تثير قلقاً شديداً في موسكو، وتدعو أطراف النزاع إلى إظهار الإرادة السياسية وضبط النفس واتخاذ خطوات عاجلة نحو وقف إطلاق النار، وفقا لوكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية.

وأضافت الخارجية الروسية، بالقول: "نتوقع أن تحل كل الخلافات عبر المفاوضات بين الأطراف المتنازعة". 

 وإلى ذلك، أعلنت الحكومة التشادية إغلاق حدودها مع السودان الذي يشهد عاصمته الخرطوم مواجهات عسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقالت الحكومة التشادية في بيان: "تناشد تشاد المجتمع الإقليمي والدولي وكذلك جميع الدول الصديقة منح الأولوية لعودة السلام"، مضيفةً أن حدودها مع السودان التي يبلغ طولها 1403 كيلومترا تستظل مغلقة حتى إشعار آخر.

و أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني والقائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان قرارًا بحل قوات الدعم السريع، بعد اندلاع اشتباكات مستمرة منذ صباح يوم السبت، بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان.
ونشر جهاز المخابرات العامة السودانية تغريدة على "تويتر"، قال فيها "قرار من القائد العام للقوات المسلحة بحل قوات الدعم السريع".

وتابع: "نهيب بكل الضباط والجنود من عناصر القوات المسلحة الذين يعملون حاليا في قوات الدعم السريع، إضافة إلى الأخوة الذين تم تنسيبهم بموجب الترتيبات الأمنية وعناصر قوات حرس الحدود وهيئة العمليات بالتبليغ فورا إلى أقرب وحدة عسكرية تتبع القوات المسلحة بجميع مدن ومناطق السودان والعاصمة".

وفي وقت سابق من مساء يوم السبت، أكد الجيش السوداني يوم السبت، أنه لا تفاوض ولا حوار قبل "حل وتفتيت" قوات الدعم السريع، وذلك في ظل الاشتباكات المسلحة الدائرة بين الطرفين في عدة مناطق بالسودان.

وذكرت رئاسة أركان القوات المسلحة السودانية، في بيان "لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت مليشيا حميدتي [الدعم السريع] المتمردة".

كما ناشد الجيش السوداني المواطنين عدم الاشتباك مع قوات الدعم السريع مؤكدا أن "القوات المسلحة قادرة على الحسم السريع ولكنها تعمل على أمنكم من العمليات القتالية".

واندلعت اشتباكات في وقت سابق اليوم السبت. وأعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم ومطاري الخرطوم ومروي.

ونفى الجيش الوطني استيلاء القصر الرئاسي، وقال إنه يقصف قواعد قوات الدعم السريع بالقرب من الخرطوم.

وقُتل 6 مدنيين يوم السبت، إثر الاشتباكات المسلحة بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني في مدينة أم درمان السودانية، حسبما أوضح مصدر طبي.

قوات الدعم السريع: سيطرنا على مقر قيادة القوات المسلحة السودانية ومقر الإذاعة والتلفزيون

 أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، مساء اليوم السبت، سيطرتها على مقرات ومواقع استراتيجية في البلاد أهمها مقر القيادة العامة للقوات المسلحة ومقر الإذاعة والتلفزيون، وذلك مع استمرار اشتباكاتها المسلحة مع الجيش السوداني.

ذكرت قوات الدعم السريع، في بيان أنها سيطرت "على عدد من المقرات والمواقع الاستراتيجية في العاصمة والولايات ومنها القيادة العامة للقوات المسلحة، رئاسات الفرق في ولايات دارفور وعدد من الولايات جاري حصرها، السيطرة على الملاحة الجوية في كل السودان".

وأضافت أنها باتت تسيطر أيضا على "مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والقاعدة الجوية بجبل الأولياء"، مشيرةً إلى أنه "تم تحديد مخبأ البرهان وكباشي ومحمد عثمان الحسين وجاري العمل للقبض عليهم".

"الدعم السريع" تعلن تحديد مخبأ البرهان وكباشي والحسين وتكشف عن تقدم لقواتها في الخرطوم والولايات

أعلنت قوات الدعم السريع في السودان مساء اليوم السبت أنها سيطرت على عدد من المقرات والمواقع الاستراتيجية بالعاصمة والولايات.

وفي بيان لها، قالت قوات الدعم السريع في السودان: "تعلن قوات الدعم السريع سيطرتها على عدد من المقرات والمواقع الاستراتيجية بالعاصمة والولايات ومنها:
1.القيادة العامة للقوات المسلحة
2. رئاسات الفرق في ولايات دارفور وعدد من الولايات جار حصرها.
3. السيطرة على الملاحة الجوية في كل السودان
4. انضمام عدد من كبار الضباط في الجيش وعلى رأسهم المفتش العام للقوات المسلحة الفريق دكتور مبارك كوتي كمتور وهناك عدد كبير من الضباط من القوات المسلحة مصابون.
5. القاعدة الجوية بجبل الأولياء.
6. معسكر سوبا الباقير الذي يضم أكثر من 60 دبابة وكميات كبيرة من الأليات والمعدات العسكرية.
7. التصنيع الحربي قري.
8. مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
9. تم تحديد مخبأ البرهان وكباشي ومحمد عثمان الحسين وجار العمل للقبض عليهم.
10. تم أسر واحتجاز 42 قناصا بأسلحتهم وجميعهم يتبعون الى مجموعة الإسلاميين يقودها أسامة عبد الله تقاتل الى جانب قيادة القوات المسلحة.
وأضاف البيان: "إن ما قامت به قيادة القوات المسلحة وعدد من الضباط يمثل تعديا واضحا على قواتنا التي كانت تلتزم بالسلمية وتتحلى بضبط النفس، ونشير إلى أن مسلك قيادة القوات المسلحة يؤكد عدم الرغبة في استقرار وأمن الوطن
إلا أن الشرفاء من أبناء القوات المسلحة انضموا لخيار الشعب".

وتابعت القوات في بيانها: "نطمئن المواطنين الكرام بتواجدهم آمنين دون التعدي على سلامتهم وأن الأوضاع تحت السيطرة".

وأردفت: "كما نؤكد الى شعب وقيادة جمهورية مصر أن رعاياهم في أمن وامان وأننا مستعدون لتسليمهم إلى قيادتهم متى ما هدأت الأحوال الأمنية..ستظل قوات الدعم السريع حامية لكرامة الوطن وأمنه وسلامته".

و في تطور كان متوقعا لكثيرين منذ فترة، شهد السودان السبت يوما دامٍ جراء قتال اندلع بين الجيش وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية وخلَّف عشرات القتلى والجرحى، ما يعَّقد الأزمات السياسية والاقتصادية والإنسانية في إحدى أفقر دول العالم.

ومع اتساع رقعة الاشتباكات وسقوط قتلى وجرحى، تصاعدت مناشدات عواصم ومؤسسات إقليمية ودولية لوقف القتال على الفور، فيما اتهمت واشنطن "لاعبين" لم تسمهم بعرقلة عملية تشكيل حكومة مدنية لحل الأزمة في البلاد.

واندلعت الاشتباكات قبل ساعات من لقاء كان مرتقبا بين قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات "الدعم السريع"، حليفه السابق الذي بات ألد أعدائه، محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وثمة خلاف بين البرهان وحميدتي بشأن دمج مقترح لقوات "الدعم السريع" في الجيش، حيث يريد البرهان اتمام العملية خلال عامين هي مدة مرحلة انتقالية مأمولة، بينما يتمسك حميدتي بعشر سنوات، وهو خلاف يرى مراقبون أنه يخفي أطماعا من الطرفين في الحكم.

وجراء خلافهما، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي يعيشها السودان منذ انقلاب البرهان على الحكومة المدنية في 2021 عبر حزمة إجراءات استثنائية.

اشتباكات متفرقة

صباحا، استيقظ السودانيون على اشتباكات بين الطرفين كان الميدان الرئيسي لها منطقة مروي (شمال)، قبل أن تمتد إلى العاصمة الخرطوم، حيث دارت اشتباكات شرسة بأسلحة ثقيلة وخفيفة، وتدخلت خلالها مقاتلات تابعة للجيش وقصفت مواقع.

وشملت الاشتباكات مناطق استراتيجية في الخرطوم بينها: المطار ومقر التلفزيون ومحيط القصر الرئاسي ومقر القيادة العامة للجيش ومقري إقامة البرهان وحميدتي.

وجراء احتراق طائرتين في مطار الخرطوم الدولي تصاعدت أعمدة الدخان وتوقفت حركة الطيران، وفقا لوسائل إعلام محلية. وأصيب السكان بالهلع ما دفع كثيرين إلى الفرار من وسط المدينة وجنوبها.

وأعلنت قوات "الدعم السريع" أن كتيبة من الجيش السوداني والقوات المصرية سلمت نفسها في قاعدة مروي، فيما أعرب حميدتي عن أسفه لبث مقطع مصور يظهر الجنود المصريين المستسلمين.

ومعلقا على المقطع، قال المتحدث باسم الجيش المصري العقيد غريب عبد الحافظ إن قواتا مصرية تتواجد بالسودان في تدريبات مشتركة مع نظيرتها السودانية، و"جار التنسيق مع الجهات السودانية المعنية لتأمينهم".

اتهامات متبادلة

وفي ظل غموض الموقف على الأرض، تبادل الجيش و"الدعم السريع" اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال بالإضافة إلى ادعاءات بسيطرة كل منهما على معسكرات ومواقع تابعة للآخر.

ونقلا عن مسؤول عسكري سوداني، قالت قناة "الجزيرة" القطرية إن هناك "قرار بحل قوات الدعم السريع وإنهاء انتداب جميع ضباط وأفراد الجيش لديها".

فيما شدد الجيش، عبر بيان مقتضب في صفحته بـ"فيسبوك"، على أنه لن يتفاوض مع قوات "الدعم السريع" قبل حلها، واصفا إياها بـ"المتمردة".

وفي 2013 جرى تشكيل تلك القوات لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهاما منها مكافحة الهجرة غير النظامية على الحدود وحفظ الأمن.

وقال البرهان إن الجيش لم يبدأ القتال وقد يُضطر لاستدعاء قوات الجيش من قواعده خارج الخرطوم إذا استمرت المعارك.

بينما اعتبر حميدتي أن ما يحدث حاليا سيؤدي إلى حل سلمي وأي مجرم سيُقدم إلى العدالة، مضيفا أن "المعركة ستُحسم خلال الأيام المقبلة".

ووفقا للجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان فإن 25 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 183 في المواجهات الدائرة في أنحاء البلاد. ولم تتمكن اللجنة من تحديد ما إذا كان جميع الضحايا من المدنيين، بحسب رويترز.

فيما قالت لجنة "أطباء السودان" (غير حكومية) في بيان، إن هناك "عددا كبيرا (لم تحدده) من القتلى والجرحى المدنيين جراء الاشتباكات"، مناشدة طرفي الصراع "وقف إطلاق النار فورا وفتح مسار آمن للمصابين".

تحذيرات ومناشدات

محليا، دعت القوى المدنية الموقعة على "الاتفاق الإطاري" بالسودان، في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2022، إلى "وقف العدائيات فورا، وتجنيب البلاد شر الانزلاق لهاوية الانهيار الشامل".

وناشدت تلك القوى، عبر بيان، "الأسرة الدولية والإقليمية، المساعدة عاجلا في وقف هذه المواجهات الدموية، والامتناع عن أي فعل يؤجج الصراع ويزيد اشتعاله".

خارجيا، حذرت دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربية وعواصم أخرى ومؤسسات إقليمية ودولية من خطورة  الوضع في السودان، ودعت إلى وقف القتال على الفور.

ودون أن يسميهم، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "ربما يكون هناك لاعبون آخرون يحاولون عرقلة التقدم الذي تحقق باتجاه الحكومة المدنية في السودان"، وفقا لوسائل إعلام أمريكية.

وفي 8 يناير/ كانون الثاني 2023، انطلقت في السودان عملية سياسية بين الموقعين على "الاتفاق الإطاري"، وهم مجلس السيادة العسكري الحاكم وقوى مدنية أبرزها "الحرية والتغيير- المجلس المركزي"، بهدف التوصل إلى اتفاق يحل الأزمة السياسية.

وتهدف العملية لمعالجة أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حين فرض البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.

واعتبر الرافضون تلك الإجراءات "انقلابا عسكريا"، بينما قال البرهان إنها تهدف إلى "تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، متعهدا بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.

وقبل تلك الإجراءات بدأت بالسودان، في 21 أغسطس/ آب 2019 مرحلة انتقالية كان مقررا أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024 وأن يتقاسم السلطة خلالها كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقَّعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.

ويعاني السودان من اضطرابات سياسية وفوضى أمنية ونزاعات قبلية منذ أن عزل قادة الجيش في 11 أبريل/ نيسان 2019 عمر البشير من الرئاسة (1989-2019)، تحت ضغط احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات