الثلاثاء 19 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

تونس على صفيح ساخن

  • 01:09 AM

  • 2022-07-29

جلال نشوان:

تونس الحبيبة ، لها مكان فى قلب كل فلسطينى ،

تونس التى نعشقها

ونعشق اهلها الطيبين ،ن

عشق ارضها وسماءها وبحرها

تونس الخضراء ،تونس التى كانت ومازالت تسكن قلوبنا

،نتذكر بيت الشعر الجميل الذين حفظناه عن ظهر قلب عندما كنا فى المرحلة الاعدادية :

أرايت سُوسةٓ والأصيل يلُفها

فى حُلةٕ نُسجت من الأضواء

لن ينسى شعبنا الفلسطينى تونس وكرم شعبها ، ومواقفهم المشرفة ، حينما استقبلوا قوات الثورة الفلسطينية وقياداتها ،فى مشهد عروبي أصيل ، مازال محفوراً فى ذاكرتنا الوطنية ، حيث أن تونس الحبيبة ، فتحت ذراعيها فى وقت عز فيه النخوة والشهامة وكرم الضيافة

تتجه انظارنا الى هذا البلد الحبيب والذى نتمنى له الخير والاستقرار وتغليب لغة الحوار المتحضر للخروج من الانسداد السياسى الذى بات سيد المشهد ..

وببقى السؤال الأكثر إلحاحاً:

ماذا بعد الاستفتاء على الدستور ؟

الدستور الجديد الذي أقرّه رئيس الجمهورية قيس سعيد وهو في غاية من الأهمية نظراً لما أثاره مشروع الدستور من جدل غير مسبوق ليس فقط حول بعض فصوله المثيرة انما أيضا باعتباره يمثّل مشروعا فكريا وقانونياً وسياسياً يقطع مع المراحل السابقة ويؤسس لجمهورية جديدة. وقد اختلفت المواقف في تونس من الاستفتاء الشعبي على مشروع الدستور الجديد، بين من أعلن عن عزمه التصويت بـ(نعم) رغبة في طيّ صفحة الماضي إلى غير رجعة، وبين من أعلن عن مقاطعته الصريحة لهذا الاستفتاء ورفضه للمسار برمته ورغبته في العودة إلى ما قبل 25 تموز/يوليو 2021 تاريخ تجميد الرئيس قيس سعيد للبرلمان وحلّه الحكومة واستفراده لاحقا بجميع السلطات في الدولة.

ايها السادة الافاضل:

يحتدم الجدل بين كافة شرائح المجتمع التونسي على كل الصعد ، خاصة شبكات التواصل الاجتماعي و وسائل الإعلام، وكل يبرر خياره ويوجه لومه إلى الآخر محمّلا إياه المسؤولية عن خراب قد يطال البلد في حال تم انتهاج الطريق الذي يدعو إليه خصمه السياسي.

وبين هذا وذاك يوجد فريق ثالث عبّر صراحة عن رغبته في عدم مقاطعة الاستفتاء والذهاب إلى صناديق الاقتراع، لكن مع التصويت بـ(لا) لمشروع الدستور الجديد أملا في أن يُحرج صوته أصوات من يتفقون مع نهج الرئيس قيس سعيد ويعيد النظر في بعض فصول مشروع الدستور عندما تتفوق الأصوات الرافضة على الداعمة. وينتمي أغلب هؤلاء إلى تيارات سياسية كانت تدعم الرئيس قيس سعيد في ما قام به من قرارات ، لكنها اصطدمت بمشروع دستور مخيب للآمال في بعض فصوله التي يرى هذا الفريق أنها تستحق مراجعة خاصة فيما يتعلق بمفهوم مدنية الدولة ومبادئها الديمقراطية.

الاحتقان سيد الموقف ولم تكتف بعض الأحزاب بالمقاطعة بل واصلت تحركها في الشارع من خلال مسيرات ووقفات احتجاجية طيلة الأيام الماضية للتنديد بالاستفتاء وكذلك لدعوة الرأي العام إلى مقاطعته. فقد نظّم ( الائتلاف المدني من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة ) وقفة احتجاجية للتعبير عن الرفض لمشروع الدستور. وأكد الائتلاف ، ان هذا الاستفتاء ، يشكّل نسفاً للدولة المدنية الديمقراطية الاجتماعية

كما نظّمت أحزاب «الحملة الوطنية لإسقاط الاستفتاء» يوم الجمعة الماضي تجمعا للتعبير عن رفض مشروع الدستور باعتباره يمثل «تركيزا لدولة الحكم الفردي المطلق» حسب تعبيرها. وكان شارع الحبيب بورقيبة في وسط العاصمة على موعد مع وقفة أخرى مناهضة للاستفتاء أمام المسرح البلدي الشهير بتنظيم من «جبهة الخلاص» وحملت الوقفة عناوين عديدة أبرزها «الانتصار لقيم الحرية والدفاع عن مكتسبات الحرية والديمقراطية». وفي المقابل انخرطت الأحزاب والمنظمات المؤيدة لمشروع الدستور في حملة الاستفتاء في محاولة لتحفيز الرأي العام والشارع التونسي للتصويت بـ«نعم».

المؤيدون لمشروع الدستور، والذين أعلنوا صراحة عن عزمهم التصويت بنعم، من يسمون بـ«أنصار الرئيس قيس سعيد» وهم مؤيدوه المتواجدون على الميدان وينشطون بكثافة ويشاركون في الحملات التي تدار لتحفيز الشارع التونسي على التصويت بـ«نعم». لكنهم إلى حد الآن لم يشكلوا حزبا سياسيا ولم يرسلوا إلى الكتابة العامة للحكومة المسؤولة عن تأسيس الأحزاب والجمعيات

نحن في فلسطين ، نأمل أن يجلس التونسيون الأشقاء على طاولة الحوار ، وأن يكون الحوار لمصلحة الشعب التونسي الحبيب ، للتفرغ للأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلال سلبية على حياة التونسيين

اللهم وفق اشقاءنا التونسيين ، إلى ما فيه خير تونس

وان نجد تونس قد خرجت من هذه الأزمة وأن تعود المياه لمجاريها ، وأن تعود لممارسة دورها الريادي والإقليمي والدولي، وستظل تونس في عقولنا وقلوبنا ما حيينا

نحبك يا تونس.

الآراء المطروحة تعبرعن رأي كاتبها أوكاتبته وليس بالضرورة أنها تعبرعن الموقف الرسمي

لـ"ريال ميديا" 

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات