مهرجان سينمائي فى غزة يدقّ جدران الحصار

محمد العجلة :

ما بين افتتاح واختتام مهرجان العودة السينمائي الدولي في دورته الخامسة (من 6 حتى 12 ديسمبر الحالي) شهدت عدة جامعات وكليات ومراكز ثقافية في قطاع غزة المحاصر، سلسلة عروض لأفلام مشاركة في المهرجان، حضرها طلاب إعلام ومثقفون ومهتمون، استمعوا خلالها لتعقيبات ومداخلات فنية متخصصة، في محاولة من القائمين على المهرجان، للإسهام في تعزيز الثقافة الفنية وخاصة السينمائية لدى المتلقين.

ينظم هذا المهرجان، ملتقى الفيلم الفلسطيني الذي يرأسه الصديق الفنان والمخرج سعود مهنا، بالشراكة في كل دورة مع جامعة أو كلية أو مؤسسة، وهذه الدورة كانت مع كلية فلسطين التقنية بدير البلح، وترأس المهرجان شرفياً المخرج المصري الكبير الدكتور علي بدرخان الذي ألقى كلمة في حفل الافتتاح، كما ألقى الفنان المصري القدير أحمد بدير كلمة مماثلة.

عدد الأفلام التي شاركت في الدورة الحالية 177 فيلماً من 42 دولة على مستوى العالم. وهذا بلا شك عدد كبير يعكس نجاح القائمين على المهرجان في الاستقطاب والحشد، ونجاحهم أيضاً في إبراز أهمية قضية العودة، وخاصة أن المهرجان حمل شعار "انتظار العودة عودة".

المخرج سعود مهنا رئيس المهرجان، الذي يمتلك مسيرة ثرية في السينما والتلفزيون والمسرح ، عمل مع فريقه، عدة أشهر، ليلَ نهار، وتم توزيع المهام والأدوار بشكل مهني، من أجل تنظيمه وإنجاحه، وكان لهم ما أرادوا. وتألف الطاقم من: المخرج مصطفى النبيه رئيساً للجنة التحكيم، والمخرج أسامه مبارك مديراً فنياً، والمخرج زهير البلبيسي مشرفاً عاماً، والمخرج يوسف خطاب مديراً للمهرجان، والدكتور خالد أبو قوطة رئيساً للجنة الاستشارية، والإعلامية دعاء صالح مديراً للإعلام والعلاقات العامة، والإعلامي سليم شراب رئيساً للجنة التحضيرية، والأستاذ نظام مهنا منسقاً، والمخرج زياد نصرالله مديراً للعلاقات الخارجية.

ومن أبرز الجوائز التي تم منحها للأفلام الفائزة جائزة مرزوق الغانم (رئيس مجلس الأمة الكويتي) لأفضل فيلم عن العودة (اعترافاً من إدارة المهرجان بما قدمه للفضية الفلسطينية من مواقف شجاعة)، وجائزة كريم يونس لأفضل فيلم عن الأسرى، وجائزتا هيلين كيلر واحدة للفيلم الوثائقي وأخرى للفيلم الروائي، بالإضافة إلى جوائز عديدة أخرى مثل جوائز مفتاح العودة للجنة التحكيم، والنقاد، وأفضل فيلم وثائقي، وأفضل فيلم روائي، وأفضل إخراج، وأفضل تصوير، وأفضل تمثيل، وأفضل سيناريو، وأحسن طفل، وللهواة. ومنح المهرجان الفنان المصري الكبير أحمد بدير جائزة مفتاح العودة لأفضل تمثيل. وأشارت لجنة التحكيم إلى تنويهات خاصة لبعض الأفلام المهمة المشاركة بالمهرجان، بالإضافة إلى شهادات التقدير لأفلام أخرى. كما قررت إدارة المهرجان تكريم دولة الجزائر الشقيقة لمواقفها العظيمة مع الشعب الفلسطيني.

لا شك أن هذا المهرجان والقائمين عليه يستحق الإشادة والتقدير، والأهم من ذلك يستحق هذا الجهد أن يتم تبنيه من جهات رسمية لدعمه وتطويره، فهو إلى جانب دوره التوعوي، يعتبر بمثابة رسالة فلسطينية ثقافية وطنية قوية من قلب قطاع غزة إلى العالم، مفادها أنه على الرغم من الحصار الذي ينهش في لحم الناس ودمهم بلا رحمة، فإنهم تواقون للحياة، ومهتمون بالفن والسينما، بل هي أحد أدوات نضالهم من أجل الخلاص والتحرر من الاحتلال.