القهوة الأخيرة

د سماح جاهين*:

ها أنا أرتشف قهوتي الأخيرة علي أنغام تراقص خصلات شعري .. . قبل الاختناق الطويل..

إلا أنني علي الرغم من كل ماحدث

لم أرتد فستانى الأبيض ذي الأحبال الرقيقة المربوطة المتطايرة فوق كتفي

ولم اتجاوز حزني لأجل كارمن..

للمرة الأخيرة لا تبدو النهاية حزينة أو هكذا أردتها

حرصت علي أن لا أمارس طقوس وداع

لم يتبدد شيء من أحلامي بمغادرتي

ربما سأتوقف ل مده عن ممارسه تلك البوهيمية التي أحبها. إن الرقص فوق جدران المعابد المقدسة بأقدام حافية و وشاح أحمر إلحاد

أعرف إلا إن هذا لا يقلل شيئا من متعة ممارستي له

ها أنا أدمر كل مقدساتكم و أقهقه غير آبه بشئ يهددكم

لربما أرجو بشكل عميق لو تغضب آلهتكم و تسقط فوق رؤسكم كل ما جلستم تُشيدونه طيله العمر

لازالت أحمل بداخلي اعتقادا طفوليا بأن هؤلاء الحمقي المُصرين على فرض سلطتهم على غيرهم لم يعرفوا الله بعد

فقد عرفوا طرقا لممارسة أمراضهم الحقيقة في التحكم و ذلك لشعورهم العميق بالحقد تجاه الله

هم فقط حمقي أرادوا استغلال من أهم أكثر حماقه منهم

الله أكثر رحمة من أن يخنق أرواحنا للحد الذي يجعلنا لا نطيق النظر في المرآه في كل صباح

لازالت فيروز تعانق قلبي و تتراقص فوق أمواج البحر دون أن يبتلعها هذا الموج الهائج

في كل صباح تقول فيها احبك

تعيد تدفق الحياه في شيرايني المتهالكه..

الا أنني لا أستطيع تجاوز هذا الألم الذي سببه موت كارمن بهده الطريقة

جاءت غريبة و رحلت غريبة

فراق الأشياء يؤلمني

الا أن الإبحار نحوك يجعل الفراقات أقل ألما

...

لن اتجاوز تلك الليلة تحديدا ، وحدك تعرف تماما ما أقصد

انتصب شغفي من جديد بعدما لامست يداك خدي بعفوية أسرتني..

كن بخير و تذكرني دائما

كلما انتصف القمر وتحركت خصلات شعرك مع نسمه هواء صيفيه آتيه من حدود البحر مع السماء..

*مصر: