الخميس 18 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

إشكالية المصطلح في النقد الأدبي الحديث

  • 23:17 PM

  • 2021-09-07

غزة - " ريال ميديا ":

صدر حديثا عن وزارة الثقافة الفلسطينية كتاب جديد، للناقدة د.سهام أبو العمرين بعنوان "إشكالية المصطلح في النقد الأدبي الحديث"، يقع في نحو من مائة وثلاثين صفحة من القطع المتوسط ومن ثلاثة فصول أو مباحث، تحمل العناوين التالية: إشكالية المصطلح في النقد الأدبي الحديث، السيميائية في الدراسات الحديثة، الأدب النسوي بين إشكاليتي المصطلح والمتلقي.

حيث بدا واضحا من خلال قراءتي المتواضعة للمباحث الثلاثة، مدى الجهد المبذول فيها والحرص الواضح على تغطية المادة قيد الدرس من كافة جوانبها، نشأتها.. التعريف بها.. الآراء التي قيلت فيها ومدى التضارب الحاصل بين الآراء المختلفة وكيفية تعامل النقاد والباحثين العرب مع تلك المصطلحات المستجدة عليهم وما نجم عن ذلك من تخبط وتضارب لأسباب ليس أقلها معضلات الترجمة والإحالة إلى الموروث الثقافي، الذي قلما يفي بالغرض المنشود.

في المبحث الأول تناولت الباحثة إشكالية المصطلح في الدراسات الحديثة وذكرت تعريفات عدة تدور حول هذه اللفظة " المصطلح "، التي تحمل دلالة خاصة لدى فئة معينة، ككلمة أو مجموعة من الكلمات من لغة متخصصة ، علمية أم تقنية..الخ، وتستخدم للتعبير عن المفاهيم الدالة على أشياء مادية محددة، ثم دللت على هذه الإشكالية، من خلال تناولها لمعضلة المصطلح السردي عند الغرب والشرق العربي وأظهرت كيف أن الباحثين الغربيين، عجزوا عن إيجاد تعريف متفق عليه وظل كل واحد منهم ينهل من قاموسه وفهمه الخاص، مثل " غريماس " ، تزيفتيان"، " جيرار جيت"، فإذا كان الاختلاف قائما بين أصحاب الفكر واللغة الواحدة، فما بالك بما حل بالباحثين العرب، الذين وقعوا في فخ الترجمة الحرفية والموروث الثقافي .

في المبحث الثاني المتعلق بالسيميائية، تعاملت الكاتبة بنفس المنهجية التي اتبعتها في المبحث الأول وبذات الجلد والجدية، من حيث التعريف بالمصطلح والمنادين به من أمثال دي سوسير والأمريكي "شارل بيرس" صاحب مصطلح "السيموطيقيا" وعرضت للفرق بينهما، ثم عرضت للجذر اللغوي للكلمة في اللغات السامية ومنها العربية وبينت مدى تعدد الصور واختلافها في حالة نقل المصطلح إلى العربية، من خلال عدة نماذج لباحثين ونقاد عرب أمثال: سعيد علوش ، مجدي وهبة، عبد الملك مرتاض، عبد الله الغذامي...الخ.

في الفصل الثالث الذي يتحدث عن الأدب النسوي، بين إشكاليتي المصطلح والمتلقي، أشارت إلى معضلة جوهرية، تمثلت أولا : في الخلط بين عدة مصطلحات للإشارة إلى الأدب الذي تنتجه المرأة، كمصطلح الأدب النسائي، الأنثوي، النسواني...الخ.

ثانيا: العقل الذكوري المتلقي لكتابات المرأة .

ثم عرضت للمصطلح ذاته " النسوية" وأوضحت أنه في الأساس يهدف إلى نصرة حقوق المرأة وكانت بداياته الأولى، إبان حركة التنوير الحديثة في القرنين السابع والثامن عشر، ثم قدمت بذات المنهجية السابقة، التعريف بالمصطلح ونشأته وما قيل فيه من قبل النقاد والكتاب الغربيين من أمثال " سيمون دي بوفار"، فرجينيا وولف وما قاله النقاد العرب في هذا الباب وتعدد مواقفهم ما بين الرفض والفبول، في ضوء عملية الربط الآلي ما بين الأدب وصاحبه.

من الواضح تماما أننا أمام باحثة جادة، تشهد لها مؤلفاتها السابقة بطول الباع في هذا المجال، إذ سبق وأصدرت عدة مؤلفات نقدية، منها واحد تناول أعمال الروائي المصري صنع الله ابراهيم وآخر تناول أعمال الروائي غريب عسقلاني وثالث في الأدب النسوي، ناهيك عن مشاركاتها الفاعلة في الكثير من اللقاءات الفكرية والأدبية وما قدمته من قراءات وازنة، للأعمال الأدبية التي تصدر في غزة، ثم هذا الكتاب الذي بذلت فيه جهدا مميزا، لم يكن قاصرا على التأريخ للمصطلح والتعريف به وما أثير حوله من أراء، بل ناقشت وحاورت وطرحت آراءها وتوصياتها والنتائج التي وصلت إليها بشكل ممنهج وسليم

باختصار يمكنني القول بأن د. سهام أبو العمرين استطاعت أن تضع بين يدي المتلقي العربي كتابا مهما، بذلت فيه الكثير من الجهد والبحث، فصار أشبه ما يكون بمائدة أدبية عامرة، تغني الناقد وتعزز مداركه قبل المتلقي العادي وأنها أشبعت المواضيع التي تناولتها بالشرح والتحليل بشكل ينم عن دراية وإلمام واسع بالمواضيع قيد الدرس وإن كان لي من مأخذ على الكتاب، فهو في الأساس على وزارة الثقافة التي بخلت بطباعته على نحو يليق بالمحتوى، فجاء مضغوطا وبخط صغير يرهق القارئ ويضنيه، فهل كانت تعاني من أزمة في الورق!

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات