الثلاثاء 16 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

أيُّ ساعة ٍ نجيءُ

  • 00:01 AM

  • 2021-08-29

سليم النفار:

لم يعد في ردهة الأيام متسعٌ ؛ لنزق البلاغة على حُطام الأحلام ، أو لارتباك الخطى في ثورة التفسير والتأويل ، أو الحنين لماض ٍ لم نره ... ولا نراه ُ سوى في مرايا محدبة .

أيعقل ُ أن نرتدي ثوب الآباء دونما تمحيص ؛ وأن نخلع رداء العقل على سُلَّمِ العاطفة ، و نقسم باسم من ذهبوا : بأن الوقت َ من ذهب ٍ ولو ذهبوا ؟

لم يعد في ردهة الفوضى مجال ٌ ؛ للسجال حول ترتيب ٍ افتراضيٍّ للأشياء ، فهي فاقدة ٌ لطبيعة افتراضها ، وترتيب مكانتها في المكان ، الذي تأكله عوامل الحتِّ السياسي و الاجتماعي.

أي ساعة ٍ هذه التي تفلش ُتقويمها ؛ في بدعة التوافق مع ذئاب العصر ، بينما تصرخ في البراري مُدعية : حراسة التقويم وأهلة َ الفقراء ؟

غسلتُ فجريَّ على عينِ المكان كي أرى وضح النهار، فلا زرقاء أعطتني مفاتيح رؤيتها، ولا يداً في يدي تطوي طريقا ً ملؤها الخوف ُ .

أيُّ غاب ٍ تُرانا نجوب ُ ، نبحث ُ في جيوبهِ المثقوبة َ عن : برهة فرح ٍ وهدأة بال ٍ لا تجيءُ

أيُّ غاب ٍ فينا سيمتدُّ ، و أي ُّ حد ٍّ تُرانا نَحِدُّ من طغيانه ِ ، كي يُشرق َ عزم ٌ وتُغني قيثارة ُ الأمل ... قل ْ يا فتى ما العمل ْ ؟

قُل ْ يا فتى أيُّ سيزيف أنا ؟

حدود الأرض ضيقة ٌ ، ولكني فسيح ٌ للمدى ، مناجلهم جميعا ً أهرقت قمحي ، وساعدي لم يُعطني غير السُّدى ، والعقل في ضفة الليل ، لم يفتح مسالكه ، فأيُّ سيزيف أنا ؟

مشاعرنا مشتعلة ٌ كمشكاة ليل ، عزائمنا كرمل الصحارى يبدّدها الفضاء ُ ، ولا تدري بأي ماءٍ تذوب ُ ، وأقصى أمانينا أن نلبسَ الحُكْمَ ، ولو على نعاجٍ لا تحيض ُ ، أو دجاج ٍ لا يبيض ُ ، فلا شيء يُقلقنا غير دوام الصولجان ، واختطاف النِعم واللقم من فم السابلة ، لأنه فرضٌ عليها أن تسبّحَ باسم ربِّ القافلة .

لم تعد ساعة الرمل تمتثل لنداء الحضارة ، أو لمفردات المراهقين ، الحالمين بقبلةٍ ساخنة ، ونرجسة وارفة في صيف ذاك الطريق ْ .

لم يعد ذاك الفتى الذي كنتُ ، أو الذي كان ، يدربُ الحدائق على لياقة النهار، أو يُهندم ُشمسها في هبوب الظلام ْ .

أي ساعة ٍ هذه يا فتى ؟

تُغلق ُ الدروب َ على صهيل ِ الأماني ، و تُجندِل ُ الرغبات ِفي ليل ٍ ، حُمّت الساعات ُ فيه يا شهريار على جرس الخيانة ؟

من يُفسدُ اللغة ، ومن ذا الذي يُفسد عقارب الوقت : أنا ... أم هواء الساسة المشعوذين ، المتخمين بفساد الرؤى وفصاد القلوب ؟

أيُّ ساعة ٍ تراها تؤوبُ ؛ ونتوب ُ نحن عن خطايانا يا أيوب ُ ؟

ربما نحتاج الى عقدين أو فصلين أو قرنين أو ربما نحتاج الزمان المديد ، كي نستدل الى حناء فرحتنا ، وشكل بهجتنا ، ومنحنى الموجة تلك ، حيث يغفو الغريق .

لم يعد من غبطة الشباب ، غير كأسٍ تحصي تفاصيلَ الغياب ، وتدلق في ردهة الظلام نشيد الحنين ، الى فكرة لم يُنْضجُها الزمان ، ولم تحمها الأرباب ُ في ارتخاء الفضاء ، وانحناء القافلة ، فأي رعدٍ تُرى سيحمل الصوت ، صوتي ... الى منتهى الاشياء في دورة الخريف ، وفي تخاريف فكرٍ لا يهتدي ومض البريقْ ؟؟

أي عجزٍ سيترك همة الماضي ، الذي يلبس حاضراً عتيقْ ؟

خُذي يدي يا سدرة العزم ، يا شآبيب عقلٍ من عقال ٍ تفيق ... خذي يدي ، فمن غيرنا صناع هذي الطريق ؟

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات