السبت 20 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

عرض فيلم "جذور" في بيت السقا التاريخي

  • 00:49 AM

  • 2021-08-07

ناهـض زقـوت:

شاركنا بحضور العرض الأول للفيلم الوثائقي "جذور" للمخرج المبدع مصطفى النبيه وذلك في بيت السقا التاريخي في حي الشجاعية بمدينة غزة، الذي نظمته مبادرة بيتكم عامر بالتعاون مع مركز غزة للثقافة والفنون، وبيت القصيد للإبداع، بحضور نخبة متميزة من الكتاب والاعلاميين والفنانين.

يعد فيلم المخرج وكاتب السيناريو مصطفى النبيه (جذور) من أكثر الأفلام التزاماً وحرفية بآليات الفيلم الوثائقي إذ راعى فيه وحدتي الحدث والزمان بأسلوب فني خلاق من خلال تناول تجربة شخصية لعائلة فلسطينية مهجرة عام 1948 إلى قطاع غزة من مدينة يافا. وقد تميز الفيلم بأنه يجمع ما بين الحكاية والسيرة المعبرة عن المكان بكل تجلياته الجمالية، وأخذت الصورة وخلفياتها أبعاداً تعبر عن دلالات ترسيخ جذور المكان.

واعتمد الفيلم على التنقل والملاحظة، وانتقاء المشاهد من الحياة نفسها، لا من مشاهد ومناظر صناعية مفتعلة داخل الاستديو، وهو أيضاً لا يعتمد على موضوعات مؤلفة أو ممثلة في بيئة مصطنعة، ولم يعتمد على ممثلين محترفين، انما اختار شخصياته من الواقع الحي. فنجد شخصية أمال إبراهيم أبو عمارة شخصية حية تروي سيرتها وحكايتها عن المكان الماضي، وتحاول ربطه بالمكان الحالي. تتحرك الكاميرا في أحياء وأماكن غزة القديمة والحديثة عوضاً عن عدم قدرة المخرج على نقل المشاهد الحية في بيئتها الأصلية، فنجده يتجول بالكاميرا بمرافقة شخصيته في المكان الذي عاشت فيه أسرتها بعد الهجرة وهو الحي القريب من الجامع العمري بغزة، فهذا المكان الأثري والتاريخي لا يقل مكانة أثرية وتاريخية عن حي النزهة، وهنا عاشت سني حياتها الأولى ودراستها الأساسية قبل أن تنتقل عائلتها للعيش في مخيم المغازي، ثم تعود للعيش في أحد أحياء غزة القديمة.

وإذا كانت الغربة هي عدم الاحساس بالمكان، فقد ركزت الكاميرا على ابراز تجليات المكان وجمالياته، لكي تعمق الاحساس بالمكان المفقود، وهنا ركزت الكاميرا كثيراً على مشاهد البحر حيث وضعت الزوجين في كادر الصورة على الشاطئ يتمشيان، أو على سفينة في قلب البحر، أو يروي ذكرياته على مقعد على الشاطئ. إن البحر يعطينا دلالة على فضاء الحرية التي بدأ الزوجين الشعور بها بعد عودتهم إلى وطنهم. لذلك تتجول الكاميرا معهم في منزلهم، وفي شوارع مدينة غزة، وفي منتزه البلدية، وفي الجندي المجهول، وفي شوارع المخيم، وفي أماكن غزة القديمة، فالكاميرا لم تستقر على الشخصية لتروي، بل أخذت الشخصيات إلى أماكن متعددة لكي تروي ذكرياتها، فكانت دائمة التنقل والحركة، مما أعطي للفيلم قيمة بصرية جمالية عالية.

إن تسجيل الذاكرة في الفيلم اعتمد على تسجيل أحداثاً وقعت بالفعل، يعمقها من خلال التبادل السردي ما بين شخصية أمال وزوجها علي طقش ابن بلدة اسدود الذي يروي الأحداث التاريخية التي مر بها كنموذج لمأساة الفلسطيني ومعاناته.

لقد استطاع المخرج مصطفى النبيه أن يحقق رسالته من الفيلم، تلك الرسالة التي سوف تتناقلها الأجيال التي لم تعش تجربة الهجرة واللجوء، وتتعرف على الألعاب والأغاني الشعبية التي كانت سائدة في البلاد قبل النكبة، كذلك جعل من الفيلم رسالة إلى العالم في البعد الانساني الذي عبرت عنه سردية الشخصية في الفيلم فهي صاحبة حق ولها وطن مسلوب من حقها أن تعود إليه، هذا الوطن كان يضم العديد من المكونات الثقافية والحضارية يتفاعل معها الشعب الفلسطيني مثل كل شعوب العالم.

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات