مقاربة أدبية لنص الشاعرة/ فوزية أوزدمير

تركية وهبي :

النص أولا... 
***********
ومن أكون ?
وموعدي في الأبد
الذهاب المنقوش بوهمٍ أبيض ناصع
حين أقطع المسافة فارغةً عارية
إلا من بقايا قُماش رجاء يابِسة
تَرفو لنا على عجلٍ قميصاً أبيض
وهواجس شاحبة اللون
يسكنّني حفيف أرواحٍ شاردة
يعلوها الصدأ ..
ورائحة العفن ..
وأسير تحتها خفيفة ومنظورة من بعيد
مثل نبتةٍ مبهمة
جدالاتي المتراصّة خمس مرات في اليوم
كما الفريضة
يشهد عرضها المدهش
الحابل بسّرنا هناك
وحيداً في مقبرةِ المدينة
ولا يعرف العابرون
إن كنت مقيّمة في التراب ،
أم التراب مقيّم بي
هل للموت ظلّ ?
للوداع ظلال كثيرة ..
تجلس معنا هادئةً في الحفرة
تتبعنا ..
ويظنها الموتى أشباح كثيرة تحت منازل الشمس
وفي الظل ،
يترك ما لم يلمس
نائماً في أزلٍ منسيّ في رُكن الغرفةِ الصغيرة
يوم خارج من شمسهِ ليدخل يوماً آخر
ليس للوقت وقت
مع الصوت ..
وهو يتقصّف تحت الخشب المسوّس ..
ومع الضوء الضبابي المائل للاصفرار
وهو بقايا حياة قصِيرة
ثوانٍ ، أسئلة وتنتهي الحياة ..
وتندثّر بين أوراق متروكة في الكتاب
القديم المفتوح على النصف
تدخل أيما أخرى ..
دون أن تلمّس
تنادي ، لتكون شمس الصفحة الفارغة
وطالعها ليومٍ واحدٍ
أنادي ، ولست من تنادي
أقترب ، ولست من تقترب
تتوهّمني اللحظة ، أرفع رأسي وأرتطم
كنت محض جثّة تربّط اليقين بحبلِ الوَهم
وسلسلة أكفان لا تنتهي
لم أكن سوى أشياء قليلة
تسبح في عالمٍ كفيف
الغرفة ..
قيامة كتاب وعطر وقماش سادة ونوافذ مُغلقة ..
وأنا ظهيرة فاتنة كالهاوية
أهبّها للأرجاء
لتسقط الأشياء
ولا تقمّ .. !!!!!!!

-------------------------------------
المقاربة...
***********
كيف أغفل يا سيدتي كل هذه الصور التي تتراكض أمامي؛ كلما غرقت في تفاصيل حروفك ...
وهي تبحث في كتاب الحياة عن كينونتها ..
هل تبحث في المعاني في أسفار مقدسة ؟أم كتابها !!!!
تلك الرحلة التي تبدأ وتنتهي مع تاء التأنيث المربوطة ....
تراقصين المعنى في مقام ومقال ،في مهد ولحد بآن ...
ما أنت !
أيما أقسى !
وأيما أنت !
ليس كل من ذَهَبَ ذَهَبْ
وأيما ورقة على صحاف الذهب ...
أيما من حملت أولادها ولم تنكرهم
ولم يجحدهم حضنها ولا جفّ حليبها ....
ما بين حبل الوهم واليقين
ومابين شمس الحقيقة رجاء ....
وبعض السلالم تؤدي لغرف فارغة ...
هذا اليابس والآسن لمحاربة اليأس
يعلو ك فقاعات صابون بالهواء على خفته .....
ولكن ليس أخف من سريان الروح في شريانك
غامضة ولست طلسما ...
رصينة والجدل فرض عين
ولكنك فرض كفاية
والراعي الوحيد يشهد من أقصى المدينة....
العروض ......
ترابك نفيس يا سيدتي....
يشد للحياة والاستيقاظ ...والموت أيضا
ظلال الموت
ظلال الوداع
ظلال العرفان
وأشباح
وأرواح
الظلال تقترب من الضوء ليعلن نفسه ك حقيقة
كوجود ...
ماذا تريدين أن تبُحّي ....
والصوت يحدوك
ليس للوهم وقت ، وليس للخشب إلا الصعود والهبوط بنسغ كامل وناقص ...ودفء الأخشاب العطرية ...
وعدا ذلك حطب ....
والأرضة تأكل الخيام
حفرة كلما أخذت منها تتسع ....
على هذه القصيرة
رحلة موت للحياة بأكفان متعددة
تدخل الكثيرات على الكتاب المفتوح على صفحة لم تشهد الشمس إلا مرة واحدة .. .
وعندما تذوب صفحات الكتاب تبقى الحقيقة كأنثى عارية إلا من أنوثتها....
لم أكن سوى أشياء قليلة ....
روح وقلب وعيون وشفاه وأذن ...
متى سيقوم الأموات....
في وقت الزوال ....أم هاجرة النهار
وهم عميان حتى في النهار !
من لا يلمس يدخل ويخرج من الحياة ..
ولايحياها ....
وابن الرومي قال :
"كل نفس ذائقة الموت ولكن ليس كل نفس ذائقة الحياة "
من حيث بدأ الرجاء عمّت الأرجاء ...
والسقوط ولادة ....
فعل حر وتناغم أرواح .....
كم أنت كثيفة وغنية سيدتي
بوركتِ