الثلاثاء 19 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

نحو اعادة بناء الحركة الوطنية في الداخل

  • 10:37 AM

  • 2019-08-10

شاكر فريد حسن:

لا جدال في أن الحركة الوطنية الفلسطينية داخل حدود العام 1948 المسمى الخط الاخضر ، تشهد في الاعوام الأخيرة تراجعًا كبيرًا ، فكرًا وممارسة ، وتسمها مظاهر سلبية خطيرة ، ومصابة بأدران وأورام خبيثة ، كسيطرة الانتهازية السياسية ، وانتشار النزعة الذاتية الشخصانية بدلًا من الأخلاق السياسية ، وتفضيل المصلحة الشخصية على المصالح الجماعية العامة ، فضلًا عن نكوص العمل النضالي الشعبي ، وتحول الأحزاب السياسية في الشارع العربي إلى أحزاب موسمية ، بعد ان كانت في يوم من الأيام احزابًا منظمة وفاعلة وناشطة ، والأمر الأخطر أن يتحول الكنيست إلى المنبر المركزي ، حيث نرى اشتداد التعلق بالكنيست والوصول اليه هو الهدف الأسمى ، وتحوله إلى ساحة العمل السياسي الأساسي ، وكذلك ساحة منافسة وصراع بين هذه الأحزاب ، وذلك على حساب العمل الشعبي والجماهيري المنظم ، حتى بات الكرسي أهم من المبادئ والمصلحة العامة للشعب .

ومن نافلة القول أننا فشلنا واخفقنا في مأسسة مجتمعنا العربي الفلسطيني وتنظيمه جماعيًا ، ويتحمل ذلك القيادات بل الزعامات السياسية ، التي بات همها المواقع والمناصب والتمثيل البرلماني والحصول على مقاعد اكثر ، وغدا نضالها ينحصر في العمل البرلماني وليس الميداني .

والواقع أن الإنسان العربي الفلسطيني ليس مغفلًا ، ولا تنطلي عليه الأقوال والتصريحات والمواقف ، واصبح قادرًا على التمييز بين التمثيل والتهريج والاستعراضية والزيف الكلامي ، وبين من يحمل مشروعًا سياسيًا وطنيًا يمكن للجماهير أن تلتف حوله .

وعلى ضوء ذلك ، وفي هذه المرحلة الانعطافية العاصفة الخطيرة التي نمر فيها ونعيشها ، ولمواجهة التحديات الراهنة والمقبلة ، والاخطار المحدقة بنا كجماهير عربية باقية في وطنها ، وكشعب فلسطيني يكافح ويقاوم لأجل الخلاص من الاحتلال ، وفي سبيل التحرر والاستقلال الوطني ، فإننا نحتاج إلى إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية على أسس وطنية واضحة ، ووضع مشروع سياسي ووطني كفاحي مستقبلي ، متكامل الملامح ، لتحقيق أهدافنا الوطنية ومطالبنا اليومية العادلة بالمساواة في الحقوق والسلام العادل ، ورسم استراتيجية نضالية جديدة لكافة قطاعات شعبنا ، والعمل على تشكيل مؤسسات وطنية تمثيلية موحدة منتخبة تستمد شرعيتها من الجماهير والناس ، وقادرة على قيادة وتنظيم الشعب بكل شرائحه وقطاعاته وميوله واطيافه السياسية .

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا" 

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات