"حُنينُ وَجد خُفيه في الخليلِ "
تاريخ النشر : 2015-03-03 02:16

أشرف سحويل:

تِلك الحالةُ .. إنها تُشبه فِتنة اللغة في خفتها لما تَطرُّقُ الرأسَ، لقد وجدتني منهمكاً في تفنيد وجه الإسكافي لمّا قُضَّت عَيناي من الطُمأنينة المزيفة باِتكائه على الحزن القديم  وانتكاسته المحيّرة.. تَئِنُ مِطرقتهُ لِتكسِرَ الريقَ في الحلقِ .. لتطُردَ غبشَ النومِ المسافرِ في البعيدِ .. رَأيتُه وتذكرتُ خُفيّ حُنيّن وحالاتُه القصوى مع التمني .. لا أحلامَ لتقرأها العرافةُ في كفي يديه المهترئتين بين مطرقة الحديد الباردة وسندانِ الحياة الذي يدقُ الروحَ في أسمالِها البالية وضرباتٍ متسارعة تسرِقُ العظمَ منه وبقايا الحياة ..

هُنا الإسكافي .. هكذا يسمعُ المذياعَ يتلوَ إسمهُ .. حين يهربُ بعينه الزائغتين في البعيدِ ليعيشَ شروده والأحلامِ الفقيرة .. يُغالبُ صمته ولا يشتهي منا غير نصفَ الحكاياتِ التي نلفظُها بين يده بيُسرٍ ..

هذا ما تيسر لي من البوحِ لمّا التقت عينايّ به في الصورِ المُتعددة .. وربما هذا جعلني أَتحسسُ موقعي لأطمئنَ على قدمي والحذاءِ الذي يحتوي سعيي نحو الحياة البسيطة أنا / أو أنتَ في مدينةٍ اسمُها "الخليل" التي يبني فيها الإسكافي أعشاشاً .. ونَمرُ عليه كالمحرر في الجريدةِ،الصَبورُ،الدءوبُ،المتواضعُ ليُرقعَ لنا قصتنا مع وهمِ الحياة ليُعيدَ صِياغتها وتنضيدها مُنكراً عليه عَرقِه الذي يسيلُ ووجعِ كفيه والزفراتِ الطويلة ليصنع لنا أملاً جديداً مع مشوار الحياة حتى لو احتاج الأمر في نهايته إلى تبديلِ القصة بكاملها.