الانتهاء من ترميم فسيفساء قبة الصخرة والمسجد القلبي في القدس
تاريخ النشر : 2016-11-17 20:42

القدس المحتلة - " ريال ميديا ":

احتفلت الدائرة العامة لأوقاف القدس الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك ومجلس أوقاف القدس اليوم الخميس، بإعلان استكمال مشروعي ترميم الفسيفساء في المسجد القبلي وقبة الصخرة المشرفة في مدينة القدس المحتلة. 

والمشروعين هما مشروعين تاريخيين من مشاريع الإعمار الهاشمي للمسجد الأقصى المبارك، الأول مشروع ترميم الفسيفساء والزخارف الجصية في قبة الصخرة المشرفة، والذي تم تنفيذه على مدار ثمانية سنوات، والثاني هو مشروع ترميم فسيفساء قبة المسجد القبلي (الجامع الأقصى) والذي تم تنفيذه منذ بداية 2014.

وحضر احتفال تدشين المشروعين عضو مجلس أمناء الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى ووزير الأوقاف الأردني الأسبق المهندس رائف نجم، والذي يزور القدس بهدف تسلم هذه المشاريع بشكل رسمي، وعلى رأس وفد أردني يضم الدكتور المدير التننفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وصفي كيلاني ومدير شؤون المسجد الأقصى في وزارة الأوقاف الأردنية المهندس عبدالله العبادي وعدد من مسؤولي أوقاف وأعيان القدس، وجمع مبارك من موظفي أوقاف القدس والمرابطين فيه من أهل القدس وفلسطين.


عمل تاريخي
وقال عضو مجلس أمناء الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المهندس رائف نجم، "إنه لشرف كبير المشاركة في الانتهاء من مشاريع إعمار تاريخية جديدة لم تتم بهذا المستوى من الدقة والإتقان منذ أكثر من مئتي عام".

وأضاف "لا شك أن هذا الإعمار الذي يحافظ على كل حبة فسيفساء وزخرفة جصية بلونها الأصلي، إنما هو عمل صالح يتقرب به المؤمنون لله تعالى ويتشرف كل من ساهم وأنفق ودعم ونفذ العمل وأشرف عليه بأنه يحافظ على أقدس أحد ثلاثة أماكن في الإسلام، والذي يتعرض اليوم لأبشع أشكال الحصار والاضطهاد ومحاولات منع الإعمار، وربما محاولات هدم وتغيير معالمه وهويته من قبل فئة محتلة ومتطرفة".


وأشار إلى أن هذا العمل الصالح يجمع بين فضيلتين عظيمتين، الإعمار المادي والمعنوي للمسجد الأقصى المبارك والجهاد في سبيل الله بالحفاظ على المسجد من اعتداء الطامعين والحاقدين، داعياً الله القدير أن يحفظ الملك عبدالله الثاني وأن يجزيه خير الجزاء عن جميع المسلمين على هذا العمل.

ومن ناحيته أوضح المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار الأقصى الدكتور وصفي كيلاني، أن الهدف من الاحتفال إطلاع المسلمين في كافة أنحاء العالم على الدور الكبير الذي يقوم به الملك عبد الله الثاني في تأمين سلامة المسجد الأقصى المبارك وحمايته.

وأشاد الكيلاني بالمواقف المشرفة لكنائس القدس في التمسك بهذه المبادئ التي جعلت من القدس مدينة سلام بحق على مدار أكثر من 1400 سنة، على أساس العهدة العمرية أن المسجد الأقصى الحرم الشريف، للمسلمين فقط مثلماً أن كنيسة القيامة للمسيحيين فقط.


ترميم مستمر 
وبين الشيخ مدير الأوقاف الإسلامية في القدس عزام الخطيب، أن مشروع ترميم قبة المسجد القبلي يأتي استكمالاً لمشروع ترميم مستمر منذ الحريق الذي وقع في المسجد في العام 1969 حين تضررت أجزاء من القبة، وجرى ترميمها بشكل بسيط في ذلك الحين، ولكن هذا الترميم كان جذرياً وعميقاً وشمل كل القبة بمساحة 240 متراً.


وأشار إلى أن جزءاً من هذا المشروع التاريخي كان بأمر الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وإشرافه على بناء منبر صلاح الدين بحسب مواصفات المنبر الأصلي، وتم جلبه وتركيبه في مكانه في الأقصى عام 2006، إضافة إلى ترميم الواجهة الجنوبية للمسجد القبلي (الجامع الأقصى) وعشرات المشاريع الهاشمية الأخرى منها ما تم ومنها ما هو مستمر ومنها ما هو معطل من قبل سلطات الاحتلال وسيتم تنفيذه.

وأشاد رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية الشيخ عبد العظيم سلهب، بجهود الجهاز الفني للإعمار الهاشمي كطاقم محلي قضى مئات الساعات لحقن ومعالجة كل سنتمتر واحد بعناية، مضيفاً أنه تمت الاستعانة بخبراء من إيطاليا لتنفيذ عملية الترميم.


الدعم الأردني
وأثنى مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين على إعمار الملك عبد الله الثاني للمسجد الأقصى، ودفاعه عن أولى القبلتين باسم 1.7 مليار مسلم يتطلعون بكل شغف لليوم الذي تتحرر فيه المقدسات الإسلامية والمسيحية وتراث القدس العربية الإسلامية من نير وتعسف الاحتلال الإسرائيلي، لتنعم برعاية إسلامية خالصة وتسامح إسلامي مسيحي كما كانت على مدار مئات السنين منذ فتح عمر بن الخطاب للقدس وحتى احتلالها عام 1967.


وختم المهندس عبد الله العبادي كلمات الحضور بتأكيده على أن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية ستستمر للعمل بتوجيهات الملك لدعم أوقاف القدس وجهاز الإعمار الهاشمي فيها، من خلال تأهيل وزيادة أعداد الموظفين من أئمة وإداريين وحراس وسدنة بكل الوسائل الممكنة.

وكشف النقاب عن أنه في مرحلة قريبة جداً سيتم الإعلان والبدء بتنفيذ جملة مشاريع هامة وضرورية للحفاظ على المسجد الأقصى رغم العراقيل التي تضعها سلطات الاحتلال.