إسرائيل تعتبر تصريح ترامب عن السلام "مفاجأة ثقيلة" و"تغيير في الاتجاه"!
تاريخ النشر : 2016-11-14 11:29

لندن - " ريال ميديا ":

اعتبرت أوساط سياسية وإعلامية إسرائيلية تصريح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه عازم على تحقيق اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، «مفاجأة من العيار الثقيل» و «تشوش على احتفالات اليمين الإسرائيلي» التي رأت في فوزه بالرئاسة الأميركية «نهاية فكرة الدولة الفلسطينية»، معتمدةً على تصريحاته في المعركة الانتخابية بأنه لن يضغط على إسرائيل لاستئناف العملية السياسية مع الفلسطينيين.

واختارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عنواناً لافتاً لهذه التصريحات: «ترامب يغيّر الاتجاه»، واعتبرت تصريحاته إلى صحيفة «وول ستريت جورنال» بداية «نزول ترامب عن شجرة وعوده الصارمة والحادة والخيالية أحياناً في حملته الانتخابية».

 وأضافت أن حديث الرئيس المنتخب عن عزمه حل الصراع لم يكن التغيير الوحيد في مواقف «ترامب الجديد» إنما أيضاً وعده في حملته الانتخابية نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، ونقلت «يديعوت» عن مستشار الرئيس وليد فارس قوله في هذه الشأن «رؤساء كثيرون أطلقوا مثل هذا الوعد... أيضاً ترامب وعد بذلك، لكن عليه أن يوفر إجماعاً لتحقيق ذلك»، وهو تصريح اعتبرته الصحيفة تمهيداً لتراجع ترامب عن وعده.

وطالب رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو وزراءه ونواب الكنيست بالانتظار حتى تتسلم الإدارة الأميركية الجديدة مهماتها «لنبلور معاً السياسة عبر القنوات المتبعة والهادئة، وليس من خلال مقابلات إعلامية».

وحاول الوزير تساحي هنغبي التقليل من حجم المفاجأة من تصريح الرئيس المنتخب في شأن حل الصراع، فقال إن الأهم هو أن انتخابه يضع حداً لأمل الفلسطينيين باحتمال فرض حل دولي على إسرائيل. وأضاف أن الإدارة الجديدة ستوضح للفلسطينيين أن عليهم استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.

ونصح زعيم حزب «يش عتيد» (هناك مستقبل) الوسطي المعارض يائير لبيد نواب اليمين بعدم التسرع في إطلاق مشاريع بناء في مستوطنات الضفة الغربية، و»عليهم تجنب إنتاج عناوين صاخبة، والعض على النواجذ والانتظار حتى نبلور علاقاتنا مع الإدارة الجديدة». واقترح النائب من تحالف «المعسكر الصهيوني» المعارض ايال بن رؤوفين على زملائه من اليمين الكف عن الاحتفالات «لأن انتخاب ترامب لا يعني أبداً انتهاء حل الدولتين، إنما هذا هو الحل الوحيد المطروح».

وتهكم المعلق السياسي المخضرم ايتان هابر في «يديعوت أحرونوت» على أقطاب اليمين وقادة المستوطنين على احتفالهم بفوز ترامب لتوقعهم أنه سينفذ وعوده الكثيرة خلال حملته الانتخابية لإسرائيل، متناسين حقيقة أن السياسيين ينأون بنفسهم عن وعود أطلقوها قبل وصولهم إلى سدة الحكم، و»هو ما حصل في إسرائيل مع انتخاب مناحيم بيغين (رئيساً للحكومة عام 1977) الذي وعد الناخبين بعدم الانسحاب حتى من شبر واحد في سيناء ثم انسحب حتى الشبر الأخير، ثم آريئل شارون، بلدوزر الاستيطان، الذي هدم المستوطنات في سيناء (كوزير للدفاع في حكومة بيغين) ثم في قطاع غزة (عام 2005 كرئيس للحكومة)». وأضاف أن السياسيين طالما برروا التغيير في مواقفهم بالمقولة الشهيرة «أن ما نراه من هنا (من موقع المسؤول الأول) لم نرهُ من هناك»، و»في حالتنا ما يرونه من هنا (داخل البيت الأبيض) لا يرونه من هناك (منصة انتخابية في نيو همبشير)». واختتم: «هذا سيكون الحال مع ترامب... لن يقول إنه لم يعرف... لكنه سيقول إن الوضع تغير والمعطيات تغيرت والظروف تغيرت».

واتفق معه في تحليله زميله من «معاريف» بن كسبيت الذي دعا أقطاب اليمين إلى أن يصحوا من نشوتهم. وكتب أنه ليس مصادفة أن نتانياهو لم يشارك المحتفلين في انتشائهم لإدراكه أن الرئيس المنتخب غير متوقع. وأضاف أن الرئيس الجديد لا يحمل أي أيديولوجية، و»هو لا يدعم إسرائيل لأسباب دينية، إذ إنه لم يترعرع على دعم إسرائيل، وعلاقته الحقيقية باليهود باردة في أحسن الأحوال، وتلامس اللا سامية في حالات أخرى... وأنصح كل المحتفلين متابعة انتعاش العداء للسامية الذي جاء به انتخاب ترامب».

أسعد تلحمي - الحياة اللندنية: