تيسير خالد : ياسر عرفات – كان قائدا استثنائيا نفتقده في الذكرى الثانية عشرة لرحيله
تاريخ النشر : 2016-11-10 12:48

رام الله - " ريال ميديا ":

قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ، تيسير خالد في مقالة خصها عن ذكرى رحيل الشهيد الرمز ياسر عرفات :"هذه الصورة لها معنى ومناسبة ، وهي تعود الى اليوم الذي خرجت فيه من الأسر في معسكر الاعتقال عوفر في احد ايام حزيران من العام 2003 . كان التوقيت قد تجاوز التاسعة مساء وكانت رام الله تخضع لأوامر منع التجول والدبابات الاسرائيلية تحاصر الرئيس في مقره في المقاطعة .

في اللحظة التي غادرت فيها معسكر الاعتقال كان قراري هو التوجه الى المقاطعة للقاء الرئيس المحاصر في عرينه ، لم أفكر في أمر آخر ، فقد سيطرت علي مشاعر التضامن معه والوقوف الى جانبه ،  وتملكتني رغبة كسر حصار رئيس الشعب الفلسطيني ، وأعلنت ذلك في لقاء مع قناة فضائية عربية معروفة اختطفتني في تلك اللحظات من أحد الحواجز الى استوديوهاتها في سبق إعلامي لإجراء مقابلة صحفية  ، من استوديو البث وجهت للرئيس المحاصر التحية على صموده الاسطوري ، كانت تلك هي الكلمات الاولى لتلك المقابلة  

 ويبدو أنه كان يتابع حركتي منذ اللحظات الاولي لخروجي من معسكر الاعتقال فوجدته يتصل ويرسل لي سيارة خاصة تنقلني الى مقره المحاصر . التقيته وكان اللقاء اخويا ، دافئا واستثنائيا فعلا ، ومنذ تلك اللحظات تطورت العلاقة بيننا على نحو راسخ .

كنت قد رافقته في النضال منذ السبعينات من بيروت إلى عمان إلى تونس إلى أرض الوطن. اختلفنا في محطات نضال واتفقنا في أخرى وواصلنا النضال المشترك في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وتحت رايتها وفي ظل برنامجها الوطني، برنامج العودة وتقرير المصير والدولة وعاصمتها القدس . كان عنواناً للصمود في وجه الأعاصير، ثابتاً في التمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية وقد تجاوز في حجمه ودوره حدود وطنه فلسطين .

ياسر عرفات / أبو عمار لم يكن قائدا عاديا ، بل كان قائدا استثنائيا فعلا  ، وفيه يصح  في ذكرى استشهاده ما قاله هاملت / شكسبير  في أبيه : " كان رجلاً، ليس كغيره من الرجال، خذه كما هو، عيني لن تقع على مثله أبداً. "