طائر الشمس.. 150 عاما على استحقاق جَدارة المواطنة!
تاريخ النشر : 2015-02-26 10:18

رام الله – " ريال ميديا":

بعد حرمان استمر 150 عاما، تمكن طائر الشمس، وبجهود العديد من المؤسسات المختصة والمهتمة، من الحصول على هويته الوطنية الفلسطينية بمصادقة مجلس الوزراء يوم أمس، على اعتباره طائرا وطنيا.

وطائر الشمس الذي اكتشف في فلسطين لأول مرة عام 1865، لا يرضى بغير فلسطين وما حولها موطنا له.. إنه طائرٌ يستحق المواطنة عن جدارة.

وكان مجلس الوزراء قد صادق خلال جلسته الأسبوعية، على اعتبار 'عصفور الشمس' طائراً وطنياً لفلسطين، فهو الطائر الوحيد الذي يحمل اسم فلسطين عالمياً، ومرتبط بفلسطين، حيث اكتشف لأول مرة فيها عام 1865، وثابت بالدليل الحقلي لطيور الشرق الأوسط، والمعتمد من المجلس العالمي لحماية الطيور، ويعتبر من الطيور المقيمة.

ويشير مدير عام المصادر البيئية في سلطة البيئة عيسى موسى، الى أن اعتماد مجلس الوزراء جاء بعد مبادرات عدة من المؤسسات والجمعيات الفلسطينية لدعوات متعددة تدعو لاعتباره وطنياً، كان آخرها مركز التعليم البيئي التابع للكنيسة الانجيلية اللوثرية، وتبناه مجلس الوزراء بعد التشاور مع الجهات ذات العلاقة.

وقال: إن عصفور الشمس الفلسطيني يمثل الحرية التي يتوق اليها شعبنا الفلسطيني، فهو يتميز بكونه ساحراً برشاقة حركته وبطيرانه الواثق السريع ومنقاره الطويل وتلوين ريشه الأسود تحت الشمس، فيصير خليطاً من الأخضر والأزرق والبنفسجي.

وأضاف موسى أن اعتماد مجلس الوزراء لطائرنا الوطني لا يمكن اعتباره إعلاناً عابرًا عن الطائر كرمز وطني، بل سيتعداه إلى ما هو أبعد، ليصار إلى الترويج له في وسائل الإعلام، والتعبير عنه في المواسم والاحتفالات، ونشره بين فئات المجتمع المختلفة، ونقله إلى طلبة المدارس، والترويج له بأشكال إبداعية  وفنية في إعلانات الشوارع، والأجندات الوطنية، والمطبوعات، ونشر بطاقاته بين السياح، وغيرها من وسائل إبداعية.

ودعا إلى تنظيم مسابقات فنية وإبداعية، وتجسيده في أعمال ومنحوتات وسط المدن، وتنسيق المجهود مع الهيئات والممثليات الفلسطينية بالخارج للتعبير عنه بأدواتها، وإعادة إصدار طابع بريدي خاص بالعصفور كرمز وطني، ولنشر شعار: 'عصفور شمسنا... سفير حريتنا'

ويطلق على عصفور الشمس الفلسطيني أسماء عدة منها التمير الفلسطيني، وأبو الزهور الفلسطيني.

وأماكن طائر الشمس  المفضلة هي المناطق مرتفعة الحرارة والمناخ الجاف. ويعيش في الغابات الجافة والأودية والبساتين والحدائق وفي المدن أيضــا. وهو من أصغر الطيور في بلادنا. رشيق الحركة، مفعم بالحيوية، ويطير بسرعة هازًا جناحيه بسرعة كبيرة. منقاره أسود طويل دقيق وينحني إلى الأسفل. فيما الذيل قصير، والأرجل سوداء طويلة، أما قزحية العين فلونها بني.

ويبني عصفور الشمس أعشاشه متدلية بوساطة أعشاب رفيعة على الأشجار والشجيرات. ويبنيه على شكل ثمرة أجاص، معلقة على غصن شجرة، ويتكون العش من الألياف النباتية، والحشائش، والشعر ، وشبكات العنكبوت، والصوف، والريش.

وذكر عصفــــور الشمس الفلسطيني أناني حيث تبني الأنثى وحدها العش. وتقوم بوضع بيضها ذي اللون الأبيض المائل للرمادي، وتحضن البيض لوحدها. وعندما يفقس يشارك الذكر في تغذيه الصغــار .وبخصوص فترة التكاثر، ففي بداية شباط - نهاية آب. ويضع  بين 2 – 3 بيضات. أما فترة الحضانة فبين  12 – 14 يومًا، 14 – 16 يومًا بعد الفقس. ويعتمد على نفسه بعد 23 – 30 يومًا من مغادرة بيضته.

وأشار موسى الى أن اختيار طائر وطني يحتم علينا حماية الطيور عمومًا، لما لها من قيمة وطنية كبيرة، ولكون عصفور الشمس يحمل اسم بلادنا المحتلة، وتنفرد به، وعلينا الكف عن الصيد الجائر، وتعليم أطفالنا وتربيتهم على الاهتمام بالطيور، والدراسة عنها، والاستمتاع بمراقبتها والمحافظة عليها، كمدخل جيد للمحافظة على البيئة عمومًا.

وبدوره يشير مدير جمعية الحياة البرية عماد الأطرش الى أن عصفور الشمس الفلسطيني يعتبر من أصغر العصافير المغردة الموجودة في فلسطين، طوله يتراوح ما بين 10-12 سنتيمتراً، ووزنه من 6-9 غرامات فقط، الذكر أسود اللون ممزوج من ألوان براقة خاصة عندما تسقط عليه الشمس يعطي ألوانا كقوس قزح. ويتغذى هذا الطائر على رحيق الزهور والحشرات الصغيرة.

 ولفت الأطرش أنه وبسبب قطع الأشجار والتوسع العمراني وبناء المستوطنات، أدى إلى تقليل المساحة المتاحة له ليعيش فيها، وبالتالي نقص عدده لكن لحسن الحظ بشكل بسيط.

وأضاف أن الاسرائيليين حاولوا مرات عدة تغيير مسمى عصفور الشمس الفلسطيني إلى العصفور البرتقالي لوجود اللون البرتقالي تحت رقبته، لكنهم فشلوا.

وقال الأطرش إن وزارة الاتصالات الفلسطينية وبالتعاون مع جمعية الحياة البرية أصدرت عام 2000 الطابع الفلسطيني يحمل صورة عصفور الشمس الفلسطيني.

كما قامت الجمعية خلال العام 2010 بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بحملة لدعم تسمية عصفور الشمس الفلسطيني بالعصفور الوطني عن طريق تنظيم مسابقة وطنية لتصويره وكتابة التقارير عنه.

يذكر أن فلسطين تحتضن تاريخيا 530 نوعًا من الطيور المختلفة، وتُصنف الطيور حسب وضعها في بلادنا إلى خمس مجموعات ومنها: المقيمة (المستوطنة)، والزائرة الصيفية، والمهاجرة، والزائرة الشتوية، والمشردة.