قصور عرابة تشكو الهجران وتخشى الانهيار
تاريخ النشر : 2015-02-18 02:16

جنين – " ريال ميديا":

تحتضن عرابة، جنوب غرب جنين، مجموعة من المباني والقصور التي تعود لفترة الحكم العثماني، حيث شكلت البلدة مقرا اداريا، استمر حتى في عهد الثورة الفلسطينية عام 1936، فكانت مقرا لبعض فصائل الثورة ضد الاحتلال الانجليزي. 
اقيمت في عرابة قصور، ودار الحكم، وهذا ما ميز البلدة عن محيطها. اليوم وبعد مرور سنوات، تبدلت الأحوال، فذهب الحكم ذو الجاه، وبقيت قصور تشهد على حقبة تاريخية مهمة في حياة البلدة.
هذه القصور يتهددها الانهيار، حيث ان عددا منها اضافة الى المباني العامة عرضة لخطر الاندثار بسبب عدم وجود رعاية حقيقية لها. 
يقول رئيس بلدية عرابه أحمد فتحي: عانت المباني القديمة في البلدة، خاصة منطقة القصور وملحقاتها من اهمال طوال سني الاحتلال، وما قبل ذلك، ومع قيام السلطة الوطنية، بدأ التفكير الجدي بعمل شيء لحماية هذا التراث من الاندثار، وتحرك المجلس البلدي برئاسة أنور عز الدين، باتجاه المؤسسات المانحة، ووزارات السلطة لتوفير التمويل اللازم لترميم وصيانة هذه المعالم. 
في البداية حصلت عرابة على مشروعين لترميم مبان، وتم ترميم قصرين، هما القصر الغربي، وهو قصر عبد القادر عبد الهادي، وقصر حسين عبد الهادي، باتفاق مع اصحاب ومالكي هذه المباني، على ان يتم الترميم مقابل استخدام المباني لفترة زمنية. 
وأضاف: اليوم تم تحويل القصر الغربي لمكتبة عامة، ومركز شبابي تقام فيه النشاطات واستراحة، وقصر حسين عبد الهادي تم تخصيصه لصالح المؤسسات والأطر النسوية لتنظيم نشاطات وفعاليات نسوية، منها تنظيم معارض، وتدريب النساء على اعمال وحرف مختلفة، لكن هذا القصر تراجعت الحركة فيه بفعل عدة ظروف، تتعلق بالوضع العام، وتسعى المؤسسات النسوية بالشراكة مع البلدية للنهوض بواقع هذا القصر، والحفاظ عليه مفتوحا امام النشاطات المجتمعية المختلفة. 
وتابع: بشكل عام الترميم كان جزئيا، بتكلفة 627 ألف دولار، اشتملت على الجدران الخارجية لبعض المباني، وطرقات تؤدي لهذه القصور. 
وقال: بشكل عام هناك قصور ومبان لم يتم ترميمها لنقص في التمويل، وعدم توفر ميزانيات للقيام بهذه الأعمال، والبلدية تسعى بكل اتجاهات لتوفير تمويل لحماية هذه المعالم، لا بل وتحويلها لمزارات يؤمها السائحون. 
ويضيف فتحي: من المعالم المهمة في البلدة، القصر الأكبر والأهم، الذي يعرف باسم قصر فخري عبد الهادي، يتكون من ثلاث طبقات، وله مرافق وتوابع كثيرة، منها اسطبلات، ومنامات، وسجن، ومقر اقامة الحاكم أو من ينوب عنه. 
ويعاني هذا القصر من تصدعات، تهدد بانهيار كامل، خاصة بعد ان حصلت انهيارات متتالية خلال السنوات الماضية بفعل الأحوال الجوية التي تعصف بالبلاد. مع العلم ان جدار القصر يشترك مع قصر آخر من تلك التي تم ترميمها، الأمر الذي احدث تصدعات وانهيارات في القصور المرممة، ما يستدعي تحركا عاجلا لانقاذ هذه القصور. كما يوجد قصر آخر لا يقل اهمية عن القصر السابق، هو قصر السبع بوابات. 
واشار فتحي الى ان معظم القصور وتوابعها فارغة، ولا يوجد بها سكان، فهي بشكل عام غير صالحة للسكن، وهذا أمر يساهم بتسهيل مهمة البلدية في حال فكرت بترميم هذه المعالم، بهدف استثمارها في تنشيط الحراك السياحي. 
وأكد فتحي على دور وزارة السياحة تجاه هذه المعالم، مشيرا الى ان الوزارة وضعت عرابة على خط مسار سيدنا ابراهيم لتصبح واحدة من المحطات التي ينصح السائح بزيارتها في حال قرر التجول في الضفة الغربية.
وقال: باشرت الوزارة منذ ايام بوضع شواخص ارشادية في العديد من الموقع ترشد زوار البلدة للمواقع الأثرية والتاريخية فيها، مشيرا الى ان الوزارة بالتنسيق مع مؤسسات التعليم العالي تنظم رحلات تعليمية لطلبة الجغرافيا والتاريخ والآثار لمعالم البلدة، وتمنى ان تصبح عرابة وجهة حقيقية مهمة في السياحة الداخلية والخارجية. 
واعرب عن استعداد البلدية بالتعاون مع المجتمع المحلي لتقديم كل ما يلزم للنهوض بواقع السياحة في عرابة، من خلال تجنيد التمويل من ابناء البلدة ومؤسساتها، الى جانب البحث عن تمويل عربي ودولي يساهم بتوفير مرافق سياحية، واماكن استجمام يؤمها السياح الراغبون في الوصول للبلدة. 
ويعتبر فتحي ان الخطوة وان جاءت متاخرة، فهذا لعدة اسباب اهمها الواقع الأمني الذي مرت به الضفة منذ بداية الانتفاضة، ما اثر على مجمل الحياة اليومية للمواطنين. 
واكد ان البلدية تسعى بجد مع العديد من المؤسسات لتحسين هذا الواقع، وتضع امامها هدف الحفاظ على هذا التراث العمراني، الذي يشهد على مرحلة تاريخية، امتدت منذ العهد العثماني، وحتى ثورة عام 1936. 
وعن آخر المشاريع التي تقوم عليها البلدية، اشار فتحي الى سعي البلدية بشكل حثيث لدى العديد من المؤسسات والدول المانحة، لتوفير دعم لترميم بعض المباني، وتأهيلها والحفاظ عليها. وأكد ان البلدية تسعى لترميم بعض المباني في اطار منطقة القصور، وتعبيد ورصف بعض الشوارع خاصة الطرق المؤدية لمنطقة القصور.
وتمنى فتحي ان تساهم المؤسسات التي تعنى بالتراث الانساني بتوفير الدعم الذي يمكن البلدية من تحقيق اهدافها والحفاظ على المعالم التاريخية فيها. 
ونوه الى ان عرابة تتطلع الى تحويل منطقة القصور الى منطقة جذب سياحي، من خلال توفير منامات، ومرافق سياحية اخرى مثل محلات بيع تحف ومطاعم، وغيرها من المرافق الضرورية للنشاط السياحي، وكل هذه الأمور تحتاج وقتا وتمويلا، تسعى البلدية بالشراكة مع آخرين لتوفيرها.

حياة وسوق - عاطف ابو الرب: