أردوغان يأسف لإسقاط الطائرة الروسية ويعزي ذوي الطيار
تاريخ النشر : 2016-06-28 03:21

أنقرة - " ريال ميديا ":

تقدم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، باعتذار رسمي، الاثنين، إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عن إسقاط الطائرة الروسية في الأجواء السورية لاختراقها المجال الجوي التركي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقال بيان صادر عن الرئاسة التركية: "روسيا وتركيا اتفقتا على اتخاذ كافة الخطوات، من أجل تطوير العلاقات بين البلدين".

وأضاف البيان: "أردوغان دعا في رسالته لبوتين إلى إعادة العلاقات الودية التقليدية بين البلدين، والتعاون من أجل إيجاد حلول للمشاكل الإقليمية، والقيام بمكافحة مشتركة للإرهاب".

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية أن "الرئيس أردوغان بعث برسالة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين أعرب فيه عن حزنه العميق حيال حادثة إسقاط المقاتلة الروسية وقال له: "أتقاسم أوجاع ذوي الطيار الذي قُتل في الحادثة وأتقدّم بالتعازي لهم وأقول لهم: لا تؤاخذونا".

وبحسب الرئاسة التركية فإن أردوغان تمنى في رسالته إلى بوتن أن "تعذرَه" عائلة الطيار الروسي القتيل.

وكان دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، قد ذكر أن أردوغان أعرب في رسالته عن استعداد أنقرة لإعادة تطبيع العلاقات مع روسيا، وعن اهتمامه بتسوية الوضع المتعلق بتدمير الطائرة الحربية الروسية.

وأضاف: "إن أردوغان أعرب عن أسفه العميق لحادث إسقاط الطائرة الذي وقع يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني، وشدد على استعداد أنقرة لبذل كل ما بوسعها من أجل استعادة علاقات الصداقة التقليدية بين تركيا وروسيا، وتقديم الرد المشترك على الأزمات في المنطقة، ومحاربة الإرهاب".

وقال أردوغان في رسالته: "أريد أن أعرب مجدداً عن تعاطفي، وأقدم التعازي العميقة لذوي الطيار الروسي القتيل، وأقول أنا آسف، وإنني أشاطرهم ألمهم من كل قلبي، ونحن نعتبر عائلة الطيار الروسي عائلة تركية، ونحن مستعدون لأي مبادرة من أجل تخفيف الألم ووطأة الخسائر".

وذكر الرئيس بأن الجانب التركي "تحمل كافة المخاطر، وبذل جهوداً كبيرة لكي يتسلم جثة القتيل من أيدي مقاتلي المعارضة السورية لنقلها إلى أراضي تركيا".

وتابع: "إن الجانب التركي نظم العمل والطقوس اللازمة قبل تسليم الجثمان؛ بمراعاة الإجراءات الدينية والعسكرية المعتادة".

كما ذكر أردوغان في الرسالة أن "السلطات التركية فتحت قضية، وتحقق مع مواطن تركي يرتبط اسمه بحادث مقتل الطيار الروسي"، مؤكداً: "لم تكن لدينا يوماً رغبة أو نية مسبقة لإسقاط طائرة تابعة للاتحاد الروسي".

وشدد أردوغان لبوتين في رسالته على أن "روسيا تعد صديقاً وشريكاً استراتيجياً لتركيا، وأن تركيا لا تريد إلحاق أي ضرر بالعلاقات مع موسكو".

وكانت العلاقات بين أنقرة وموسكو قد تدهورت إثر إسقاط تركيا طائرة روسية اخترقت مجال تركيا الجوي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ويأتي اعتذار الرئيس التركي لموسكو في وقت أعلنت ‫فيه ‏تركيا‬ وإسرائيل‬ توقيع اتفاق تطبيع بينهما، لطي صفحة الخلافات وفتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية، بعد أزمة استمرت 6 سنوات على خلفية الاعتداء الإسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة" في العام 2010.

ويأمل نشطاء ومعارضون سوريون أن ينعكس قبول روسيا للاعتذار التركي إيجاباً على المشهد السوري، خصوصاً لجهة جبهة ‫‏حلب‬ والحدود الشمالية عموماً مع تركيا.

ويعتقد مراقبون أن الاعتذار التركي لروسيا، واتفاق التطبيع التركي-الإسرائيلي، فرصة لعودة الأطراف السورية المعنية إلى طاولة المفاوضات في جنيف دون عراقيل روسية.