"الهبّة الشعبية" الفلسطينية تتواصل على شكل هجمات مفاجئة!
تاريخ النشر : 2016-06-10 10:55

رام الله - " ريال ميديا ":

فاجأ الهجوم المسلح الذي نفذه شابان فلسطينيان في قلب مدينة تل ابيب مساء الاربعاء-الخميس إسرائيل التي لم تجد إجراء ترد به سوى إغلاق البلدة التي قدم منها الشابان، وتجميد العمل بتصاريح الدخول الى اسرائيل التي منحتها لأعداد كبيرة من الفلسطينيين لمناسبة شهر رمضان.

وبدأت الهبّة الحالية في الأول من تشرين الثاني (أكتوبر) الماضي بعملية طعن فردية قام بها طالب جامعي في قلب مدينة القدس، وأسفرت عن مقتل اثنين من المستوطنين. وتفجرت بعدها هجمات الطعن والدهس في قلب المدن الإسرائيلية فيما بدا انه تقليد لعملية الطعن الأولى المثيرة. لكن هذه الهجمات سرعان ما تراجعت وهو ما جعل كثير من الإسرائيليين، من مسؤولين وإعلاميين، يعتقدون بأن تمكن السلطات من قمع محاولات الطعن وقتل اصحابها أدى الى توقفها.

لكن عملية تل أبيب بيّنت أن الهبّة، التي يسميها الكثيريون الهبّة الفردية بدلاً من الشعبية، في إشارة الى الطابع الفردي لهجماتها، لم تنتهِ، وأن جمرها ما زال مشتعلاً تحت الرماد.

ودأبت السلطات الإسرائيلية على إغلاق التجمعات السكانية التي يخرج منها المهاجمون، وعلى احتجاز جثامينهم، ووقف منح التصاريح للعمال واعتقال من تتهمهم بالمحرضين الذين يمجدون المنفذين في كتاباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن تواصل الهجمات بيّن أن الحل السياسي وليس الأمني هو الحل الوحيد للمشكلات السياسية.

وأثار الطابع المسلح للعملية مخاوف الكثيرين في إسرائيل من تحولها الى نموذج يحتذيه الجيل الجديد من الفلسطينيين كما فعلت عملية الطعن الأولى. ويرى العديد من المراقبين أن الشباب الفلسطيني الغاضب من الاحتلال سيحاول في الفترة المقبلة تقليد هذا الهجوم الذي يراه الكثيرون ناجحاً ومثيراً.

ويتنامى الغضب والإحباط في أوساط الأجيال الجديدة من الفلسطييين بسبب تواصل الاحتلال والاستيطان وفقدان الأمل بالحل السياسي واستمرار الانتهاكات اليومية لحقوق الانسان التي يعيشها المواطنون في كل خطوة من خطواتهم وكل شأن من شؤون حياتهم بخاصة تلك الشؤون التي توصف بالأساسية مثل الحصول على المياه والتنقل وزراعة الأرض والعمل والاستثمار وغيرها.

وكتب المحلل السياسي في صحيفة «هآرتس»، عاموس هاريئيل، أن المنفذين استعملوا سلاح «كارلو» غير المطور لتنفيذ العملية، بسبب عدم إمكانية توفير سلاح متطور، بسبب سعره المرتفع في الضفة الغربية.

وقال هريئيل في مقاله: «هذه العملية مختلفة عن سابقاتها، إذ عمل المنفذان بتناسق واضح، في البداية اختارا موقعاً داخل الأراضي الإسرائيلية، الأمر الذي احتاج بالضرورة لشخص ثالث ليوصلهما إليه، بعلمه بمخططهم أو عدمه، وارتدوا ملابس تساعدهم على التواري بين الناس في تلك المنطقة».

وكتب صحافي اسرائيلي آخر يقول: «إن القرارات التي اتخذتها اسرائيل مثل تجميد 83 الف تصريح لن تشكل ضربة للفلسطينيين ولن تمنع العمليات». وأضاف: «ما زلنا في بداية شهر رمضان، والتخوفات التي تسود الوسط العسكري والأمني الإسرائيلي بأن يجري تقليد لهذه العملية من قبل شبان فلسطينيين، وهذا ما يطرح السؤال الكبير، كيف يمكن الحفاظ على الأمن في إسرائيل من دون إشعال الضفة الغربية؟» مشيراً الى أن الإجراءات العقابية التي تتخذها إسرائيل ضد الفلسطينيين عقب كل عملية تعمل على إشعال الاحتجاجات وردود الفعل وليس اخمادها.