العملة المزورة بأسواق القطاع.. تهديد لجيوب الغزيين والأمن الاقتصادي
تاريخ النشر : 2015-02-11 11:30

غزة – " ريال ميديا":

ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة العملة المزورة في قطاع غزة، واصبحت تهدد جيوب الغزيين، نظرا لتكبدهم خسائر فادحة، وخلقت هاجسا مرعبا للمواطنين خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وخشية الوقوع ضحية للمزورين.
واشتكى أصحاب المحال التجارية من الدقة العالية التي يتمتع بها المزورون والامكانيات التقنية التي يستخدمونها في صناعة النقود المزيفة، وأشاروا إلى أن نسبة تطابق العملة المزورة سواء المعدنية أو الورقية مع الحقيقية تقدر بـ 99%.
ويعد سائقو الأجرة من أكثر الضحايا تعرضا للنصب والاحتيال خاصة في ساعات المساء. ويؤكد السائق محمد أبو الديب انه على الرغم من حرصه الشديد الا انه وقع ضحية العملة المزورة، مشيرا إلى أنه أوقف عمله في الفترة المسائية بعد أن تعرض إلى النصب عشرات المرات، الأمر الذي كلفه مبالغ كبيرة إضافة إلى ضياع الجهد في العمل على السيارة طوال النهار.
وأكد انه حتى اللحظة لا يجيد التمييز بشكل جيد بين العملة المزورة والحقيقية، إلا إذا كانت المزورة قديمة نوعا ما.
أما السائق رمزي الشاعر فيقول: "أتعرض بشكل يومي بحكم عملي سائق أجرة إلى عملات مزيفة كثيرة، أغلبها من فئتي 10 و5 شواقل، وكلفني ذلك خسائر كبيرة وخلافات أكثر مع الركاب" مشيرا إلى أنه أصبح يتفقد العملات النقدية والورقية التي يأخذها من الركاب وهذا الأمر يثير حفيظتهم ويتطور في بعض الأحيان إلى مشادة كلامية.
في المقابل يجد المواطن باسم أحمد مبالغة من قبل السائقين بـ "هوس العملة المزورة" لدرجة أن العديد من الخلافات بين الركاب والسائقين تنتهي لصالح الراكب.
وأضاف: رغم ذلك فانني لا ألوم السائقين على حرصهم لعدم الوقوع ضحية العملة المزورة التي أصبحت منتشرة بكثرة في أوساط المواطنين خاصة في الآونة الأخيرة.
أما أصحاب البقالات فلا يختلف حالهم عن السائقين لكن تختلف الطريقة، حيث يقوم بعض المزورين أو ضحاياهم بالذهاب للبقالة وشراء ما يلزمهم بعملة حقيقية وبعد ذلك يعودون للادعاء باكتشافهم ان ما تلقوه من باق نقدي من صاحب البقالة مزور.
زهير قشطة صاحب بقالة يضع يافطة على محله يطالب فيها الزبائن بالتأكد من أموالهم قبل مغادرة المحل يقول انه وقع فريسة سهلة للعديد من النصابين، على الرغم من محاولة تأكده من صحة العملات مشيرا الى أنه يتلف المبالغ المزورة ولا يعيد استخدامها.
وبين قشطة ان العملات المزورة خاصة المعدنية يتم تداولها بشكل كبير في القطاع، في حين ان العملة الورقية تقتصر على فئة المئة شيقل وأصبح من السهل التعرف عليها، والمئة دولار التي يستطيع الباعة التهرب من التعامل بها، ما عدا أصحاب المحلات الكهربائية والأدوات المنزلية الذين يقعون فريسة لمروجيها.
وطالب قشطة بضرورة تشديد القبضة الأمنية على مروجي العملات المزورة وتتبع مصادرها، ومعاقبة الجناة، نظرا لإضرارها بالصالح العام. 
أما تجار العملة فأصبحوا أكثر خبرة من المواطنين العاديين بعد أن كانوا ملاذا سهلا لمروجي العملات المزورة سابقا قبل التعرف على سبل كشفها.
أبو هشام أبو طه صاحب محل صرافة برفح يؤكد انه قبل أن يقبل على المهنة حاول التعرف على سبل كشف الأوراق النقدية المزورة خاصة الورقية منها من فئة المئة شيقل والمئة دولار، مشيرا الى أن العملة المزورة تطابق الحقيقية بنسبة كبيرة، ولا يستطيع المواطن العادي التفريق بينهما، نظرا للدقة الفنية المتناهية التي يتقنها "المزورون".
وقال: بالنسبة للمئة شيقل الحقيقية فانها تحوي صورة مثلث مائي فسفوري، أما المزورة فالرسم غير فسفوري وغير مائي.
أما بالنسبة للمئة دولار فأكد أبو طه أنها من أكثر العملات تزويرا من قبل المزورين، مشيرا الى ان العلامة التي تميزها عن المزورة هو وجود الخيط المائي فيها، بالإضافة إلى انه موجود بداخل الخيط المائي كتابة (100$) مرة صحيحة ومرة معكوسة.
وحذر الأكاديمي والخبير الاقتصادي د. ماهر الطباع من تداول العملات المزورة لإضرارها بالأفراد والاقتصاد الوطني.
وأكد الطباع أن تداول العملات النقدية المزيفة في السوق يؤدي لضعف ثقة المتعاملين بها، مشيرا الى محدودية ترويج العملة المزيفة في غزة حتى الآن، لكن في حال تفشت ستكون أخطر ما يهدد الأمن الاقتصادي، نظرا لعدم شرعيتها وقانونيتها.
وأشار الطباع إلى أن تشديد التشريعات القانونية وايقاع العقوبات بحق المروجين يساهم بعدم تنامي الظاهرة بالأراضي الفلسطينية، موضحا أن التوعية والإرشاد النقدي والمصرفي للمواطنين كفيل بالحد من انتشار الظاهرة وقد ينهيها ويجعلها غير ذي جدوى إذا ما تسلح المواطنون بالمعرفة والوعي بالتعرف على الأموال المزورة.

حياة وسوق - نادر القصير