غزة – " ريال ميديا":
دعا الروائي والقاص غريب عسقلاني، رئيس اتحاد الكتاب والادباء الفلسطينيين بغزة ،الى تعزيز التواصل والتفاعل بين مكونات الفعل الثقافي بقطاع غزة من أجل أن تأخذ المسيرة الثقافية مسارها كمظلة عامة للجميع رغم ما يواجه المشهد من صعوبات و أن تبقى كافة المحاولات مستمرة من أجل عكس الروح الثقافية. جاء ذلك خلال جلسة تقييم مبادرة "تحت الطبع" التي نظمها ونفذها على مدار عشر لقاءات سابقة ضمن مختبر سرديات فلسطين ،مركز غزة للثقافة والفنون و التجمع الشبابي من أجل المعرفة "يوتوبيا" بدعم من برنامج الثقافة والفنون بمؤسسة عبد المحسن القطان. وذلك بقاعة الاتحاد العام للمراكز الثقافية وبحضور عدد من الادباء والكتاب والمثقفين ممن واظبوا على حضور لقاءات المبادرة.
وأكد غريب عسقلاني أن عنوان المبادرة كان مربكاً إلى حد ما بمعنى أن "مبادرة تحت الطبع" كنا نفترض فيها إجازة كتاب للطباعة لكن أن تقتصر اللقاءات فقط على النقاش والحوار فهنا نعتبر العنوان خرج عن سياقه حيث يفترض تقديم الكتاب للطباعة كتشجيع للكتاب الشباب ،أما عن جمهور اللقاءات فهو يحتاج لجلسات ذات حضور متجانس لان خلاف ذلك كان يولد اشتباكاً فكرياً ونقدياً بين الحضور ويخرج عن سياق النص نظراً لكثافة الحضور و طبيعة المكان. وأضاف أن اختيار المتحدث بدقه يساهم في الارتقاء بأداء المبادرة.
وشدد على ضرورة بذل كل المحاولات للتواصل مع الأكاديميين الفاعلين وليس المُدرسيين المحنطين وأنه يجب ان نستعين بالاكاديمي الواعي القادر على رفد الابداع بما يساهم بالإشراف على المبدعين الشباب وتسليحهم بأدوات الإبداع وأن يخرجوا من قوقعتهم الفسبوكية والمواقع الالكترونية وعدم التجمل وأن يأخذوا قرارا واقعيا من أجل اطلاق طاقاتهم الذاتية وحتى نخرج بطاقة أدبية وفكرية ومشدداً على ضرورة تكثيف العمل على الطاقات الابداعية الفاعلة.
ودعا يسري درويش رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية، إلى ضرورة ايجاد رسالة ابداعية ،تخرج من محلية المدار الجغرافي لوضع تصور شامل يغطى أرجاء قطاع غزة ويعزز دور المراكز الثقافية ضمن رؤية شمولية وإعطاء أفق لما هو أبعد بما يتطلب عمل نشاطات ثقافية في كافة المراكز الثقافية واستقطاب الجمهور وعدم اقتصار اللقاءات على شخوص مكرورة في أي لقاءات وانما الوصول لكل المبدعين من أبناء شعبنا مؤكداً أن الاتحاد يعكف على اطلاق فعالياته من خلال "منتدى الاتحاد الثقافي" لترشيد وتنظيم العمل الثقافي و تعزيزه في ظل الظروف العصيبة وما نعيشه على مدار الساعة من ظلم على كل المستويات.
وكان افتتح اللقاء الاعلامي أشرف سحويل رئيس مجلس إدارة مركز غزة للثقافة والفنون مرحباً بالحضور شارحاً أهمية الحصول على تقيم تجربة سابقة كي ننهض بواقع المشهد الثقافي بغزة في ظل كل التحديات الموجودة وقلة الامكانيات موضحاً أنه تم تقسيم عمليات التقييم حيث يتم التقييم من خلال استبانة مطبوعة ومعدة لهذا الغرض راعت أهم البنود التي نستطيع من خلالها الارتقاء بعملنا في المستقبل وتلافى السلبيات وأضاف أن الشق الثاني من التقييم هو الحوار والنقاش المفتوح بحيث نخرج من جمود الورق ونضع يدنا على ماذا يريد منا المشهد الثقافي في قطاع غزة .
وأوضح سحويل أننا نجحنا بتنفيذ عدد 25 لقاء ضمن مبادرة "تحت الطبع" منها عشر لقاءات بدعم من برنامج الثقافة والفنون بمؤسسة عبد المحسن القطان وسبقها لقاءات بجهود ذاتيه وعددها خمسة عشر لقاءً كانت تعقد بشكل خاص بمقر الجمعية قبل تعرضه للتدمير الكلي جراء قصف الاحتلال لبرج الباشا حيث كان المقر. ورغم ذلك نواصل مسيرتنا الابداعية وسوف نستمر ولن يوقفنا بطش الاحتلال عن تحقيق رؤيتنا المتمثلة بأن الإبداع والتميز في الحفاظ على التراث والهوية الثقافية الفلسطينية وكذلك رسالتنا الهادفة التي تسعى للمحافظة على الهوية الوطنية وإثراء المشهد الثقافي والفني الفلسطيني ذو الأسس الحضارية المعاصرة و نشر الثقافة والفنون بكل روافدها المختلفة والنهوض بها في المجتمع الفلسطيني والتركيز على أهمية دورها في تحقيق رسالتها الحضارية.
كما تضمن اللقاء مداخلات مطولة من كافة الحضور تناولت أهم الايجابيات والسلبيات بشكل صريح والرد على استفساراتهم على صعيد تنفيذ " مبادرة تحت الطبع" مؤكدين على أهمية البحث عن بدائل حقيقية لمساعدة الكتاب في طباعة ابداع الشباب ،بعد النقاش والحوار و أن قيمة المبادرة تتعزز بذلك كما دعوا الى تشكيل لجنة مختصة لاختيار الكتب المراد مناقشتها وطباعتها ،وأن تستمر المبادرة والا تتوقف بسبب عدم توفر التمويل اللازم إلى جانب عقد الأمسيات الشعرية بشكل دوري واتاحة الفرصة لإبداعات شابه جديدة.