"جلفود" في عامه العشرين.. أكبر معرض تجاري سنوي للأغذية والضيافة في العالم ينطلق في دورة تاريخية ضخمة لترسيخ مكانة دبي كوجهة عالمية رائدة لصناعة الأغذية
تاريخ النشر : 2015-02-03 14:41

دبي، الإمارات العربية المتحدة – غزة – " ريال ميديا":

 في الوقت الذي يستعد فيه عشرات الآلاف من الزوار التجاريين والعارضين والروّاد والخبراء في قطاع الأغذية من 150 دولة حول العالم، للتوجّه إلى إمارة دبي من أجل المشاركة في الدورة العشرين التاريخية لمعرض"جلفود"، حيث أشادت نخبة من المسؤولين التجاريين الدوليين وممثلين عن القطاع الخاص بالدور الذي يلعبه المعرض في ترسيخ مكانة دبي كوجهة رائدة للتجارة والضيافة والخدمات اللوجيستية لصناعة الأغذية في العالم على مدى العقود الثلاثة الأخيرة.

وبانطلاقته في العام 1987 كمعرض يتم تنظيمه مرة واحدة كل سنتين، استضافت الدورة الافتتاحية لمعرض "جلفود" 65 شركة عارضة من 13 دولة، ورحبت بما يزيد عن 1,600 من الزوار التجاريين، وفي هذا العام، تنطلق فعاليات "جلفود 2015" - الدورة الأكبر حتى الآن - في الفترة ما بين 8 و 12 فبراير الجاري في مركز دبي التجاري العالمي، حيث سيمتد المعرض على مساحة ضخمة تتخطى مليون قدم مربع، مع استضافة أكثر من 4,800 شركة عارضة دولية من 120 بلداً، بالإضافة إلى الترحيب بما يزيد عن 80,000 زائر من 150 دولة.

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد بمناسبة إطلاق المعرض قال أحمد الخاجة، النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي: "لقد تطوّر جلفود بسرعة ليصبح الحدث التجاري السنوي الأكبر لصناعة الأغذية والضيافة على مستوى العالم. وتمثل الذكرى السنوية العشرين فرصة لإبراز دور المعرض ومساهمته الجوهرية في مختلف القطاعات، وفي نمو آلاف الشركات المحلية والإقليمية والدولية، وأيضاً في ترسيخ المكانة العالمية لإمارة دبي كوجهة مميزة للتجارة والخدمات اللوجيستية لقطاعي الأغذية والضيافة".

ووفقاً لبيانات "بزنس مونيتور انترناشيونال"، من المتوقع أن تنمو قيمة استهلاك الغذاء في دولة الإمارات العربية المتحدة من 30.9مليار درهم إماراتي في العام 2014 إلى 40.8 مليار درهم إماراتي بحلول عام 2018، في حين تنطوي رؤية دبي السياحية، كما وردت في خطة دبي 2021، على مضاعفة عدد المطاعم بنهاية العقد الجاري.

ونظراً للدور الهام الذي لعبه المعرض في حركة التجارة العالمية عبر دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى توفير منصة ممتازة تواكب النمو الهائل لقطاع الضيافة وصناعة الأغذية والمشروبات بالمنطقة، سيستمر "جلفود" في تمهيد الطريق أمام الحجم المتنامي والضخم للتجارة الدولية من خلال تسخير البنية التحتية المميزة لإمارة دبي، وما تتمتع به من منظومة فعالة للجمارك والخدمات اللوجيستية، فضلاً عن الإمكانات المذهلة والاستثنائية التي تتيحها موانئ ومطارات الدولة للأسواق الناشئة وسريعة النمو على حد سواء.

ووفقاً لمكتب الأبحاث الأسترالي التابع لوزارة الزراعة الأسترالية، بلغت الصادرات الأسترالية من الأغذية والمنتجات الزراعية إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 3.19 مليار دولار أميركي (11.7 مليار درهم إماراتي) بين يوليو 2013 ويونيو 2014. وخلال الفترة ذاتها، تجاوزت الصادرات إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وحدها سقف الـ 621.6 مليون دولار أميركي (2.28مليار درهم إماراتي) - لتصبح الإمارات ثاني أكبر وجهة تصديرية لأستراليا في المنطقة بعد المملكة العربية السعودية.

وقال سعادة بابلو كانغ، السفير الأسترالي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة: "تمثل صادرات الأغذية والزراعة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حالياً 9.3 في المائة من إجمالي الصادرات الزراعية لأستراليا. ومنذ مشاركتنا بأكبر جناح وطني خلال الدورة الافتتاحية للمعرض في العام 1987، لا تزال مجموعة من الشركات التي تحظى برعاية المكتب التجاري الأسترالي تشارك باستمرار في كل دورة من "جلفود"، لتدعم تطوّر المعرض من حدث تجاري إقليمي إلى منصة عالمية معروفة للأعمال والاستثمار".

وتبقى منتجات اللحوم من أهم الصادرات الغذائية الأسترالية للمنطقة، مع وصول صادرات اللحوم والمواشي الأسترالية الى منطقة الشرق الأوسط الى أكثر من 1.01 مليار دولار (3.72 مليار درهم) العام الماضي، وفي عام 2014 نمت إجمالي صادرات لحوم الأغنام الى دول الشرق الأوسط بنسبة 16%، وصادرات لحم الغنم بنسبة 7%، وصادرات لحم العجل بنسبة 29% سنوياً تزامناً مع زيادة الطلب على لحوم الغنم والعجل في جميع أنحاء المنطقة مع نسبة النمو الأعلى المسجلة في دولة الامارات، والسعودية، وقطر، والاردن.

ومع مشاركة العديد من جمعيات السلع من المناطق المحلية والولايات، بالإضافة إلى 57 شركة أسترالية فردية للأغذية تستعد لعرض منتجاتها في "جلفود 2015"، عبّر كانغ عن التزام أستراليا تجاه "جلفود" قائلاً: "سوف تستمر أستراليا في تقديم دعمها اللامحدود لمعرض جلفود. وسواء كانت المنتجات الغذائية عبارة عن لحوم، أو حبوب، أو بقوليات، أو ألبان، أو مكسرات، أو أطعمة مبرّدة، فإن الجسور الجوية الجيوستراتيجية وممرات الشحن بين مناطقنا قد مهدت الطريق وأتاحت فرصاً تجارية هائلة أمام عدد كبير من شركات الأغذية والزراعة الأسترالية".

ويضم الجناح الوطني للولايات المتحدة الأميركية في دورة هذا العام من معرض "جلفود" 166 شركة، تتوزع على مساحة تمتد إلى2,000 متر مربع. وقد صرّح كوينتين غراي، المستشار الزراعي الإقليمي لمكتب الشؤون الزراعية التابع لوزارة الزراعة الأميركية، أن الصادرات الزراعية للولايات المتحدة الأميركية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة قد نمت بشكل مستقر منذ انطلاقة المعرض التجاري في العام 1987.

وقال: "شهدت الصادرات الزراعية للولايات المتحدة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة نمواً هائلاً خلال العقود الثلاثة الأخيرة، حيث ارتفعت من 36 مليون دولار أميركي في العام 1987 إلى ما يقدّر بحوالي 1.5 مليار دولار أميركي العام الماضي. إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر بمثابة سوق رئيسية وذات أولوية عالمية هامة بالنسبة إلى الصادرات الغذائية للولايات المتحدة، وبفضل بنيتها التحتية اللوجيستية بمستواها العالمي، تعمل موانئها ومطاراتها كمراكز إقليمية رئيسية لإعادة تصدير المنتجات الأميركية الزراعية والأطعمة الجاهزة عبر مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، وبلدان الشرق الأوسط، والقارة الإفريقية. وعلى مدى ثلاثة عقود تقريباً، قدم "جلفود" لآلاف الشركات الأميركية منصة مخصصة لتسهيل النمو التجاري، مع فرص واعدة من وإلى دبي. ولا شك في أن "جلفود" قد ساهم في تحويل المدينة إلى بوابة عالمية رائدة وذات جدوى اقتصادية عالية بالنسبة إلى السلع والمنتجات الغذائية".

من جانبه، أضاف فرانسوا سبورير، المفوض التجاري في السفارة الفرنسية والمدير الإقليمي للجنة التجارة الفرنسية في الشرق الأوسط: "بعدما شهدنا 95 بالمائة في الصادرات الفرنسية من المنتجات الغذائية والمشروبات إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بين العامين 2009 و 2013، قامت فرنسا بتصدير ما قيمته 350 مليون يورو من منتجات الأغذية الزراعية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في العام 2013 وحده. إن "جلفود" يعتبر ملتقىً مميزاً للشركات الفرنسية من أجل استكشاف واغتنام الفرص المتاحة لتطوير الأعمال في المنطقة، وفي كل عام نتلقّى عدداً هائلاً من الطلبات من شركات فرنسية ترغب في المشاركة بهذا المعرض الهام، باعتباره ممراً لتلبية الطلب الضخم على المنتجات والمعدات عالية الجودة".

ونظراً لأن فرنسا تعتبر حالياً خامس أكبر دولة مصدّرة لمنتجات الأغذية والمشروبات، وسادس أكبر دولة مصدّرة لمعدات صناعة الأغذية على مستوى العالم، أضاف سبورير أن "جلفود" هو المكان الأمثل في العالم للاطلاع على المنتجات الغذائية المصنوعة والمحضّرة في فرنسا، وقال: "منذ انطلاقته، لم تفوّت فرنسا فرصة المشاركة في أي دورة من معرض "جلفود"، بل إن حضورنا استمر في النمو عاماً بعد عام. ونتيجة لذلك، يعتبر "جلفود" موطناً لأكبر جناح فرنسي مقارنة بكافة معارض الأغذية حول العالم".

ومن المتحدثين الآخرين الذين حضروا المؤتمر الصحافي الخاص بمعرض "جلفود 2015" كلاً من: محمد كاتيك، مدير إدارة تنمية الأعمال في مجموعة ايفكو؛ وعبد الرحمن زكي، المدير العام لشركة ريو انترناشيونال؛ وآندي كاثبيرت، المدير العام لدى جميرا للضيافة. لقد قام المتحدثون بمناقشة منافسات "صالون كولينير الإمارات الدولي" التي تُقام سنوياً في جلفود، إحدى أهمّ نقاط الجذب للطهاة المحترفين وطهاة المعجنات والطباخين والخبازين من أنحاء المنطقة. وتنظم هذا الحدث المتخصص الذي يشكل عرضاً لأفضل المواهب والخبرات في الطهو بالمنطقة، "جمعية الإمارات للطهي"، وتُقام منافسات "صالون كولينير الإمارات الدولي" في جناح زعبيل بمشاركة أكثر من 1,300 من الطهاة المحترفين، ويقوم بالتحكيم بينهم 25 من الخبراء العالميين بتكليف من "الاتحاد العالمي لجمعيات الطهاة".

وسيستضيف "جلفود 2015" أيضاً الدورة الثانية من معرض "عالم الأغذية الحلال"، أكبر حدث سنوي لمصادر الأغذية الحلال في العالم، لا سيما وأن السوق العالمية للأغذية الحلال تقدّر بقيمة سنوية تبلغ تريليون دولار أميركي، بالإضافة إلى النمو المتوقع لواردات دولة الإمارات العربية المتحدة من الأغذية الحلال من 3 مليارات دولار أميركي في العام 2011 إلى 8.4 مليار دولار أميركي بحلول عام 2020.

وباعتباره حدثاً متخصصاً وفق مفهوم معرض داخل معرض، سيجمع "عالم الأغذية الحلال" ما يزيد عن 1,000 من الشركات والعلامات التجارية المتخصّصة بالأغذية الحلال من شتى أنحاء العالم، لعرض آلاف المنتجات الغذائية الحلال، من مشروبات الطاقة والأطعمة النباتية التقليدية والنباتية التامة (الخالية من منتجات الألبان والبيض)، إلى اللحوم والدواجن، والأغذية المُعلبة، والأطعمة الفاخرة والممتازة، وذلك في حدث استراتيجي مخصص، يعزز من إمكانات وقدرات دبي لتصبح عاصمة للاقتصاد الإسلامي العالمي.

وأضاف أحمد الخاجة، النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي: "تشكّل السوق العالمية للأغذية الحلال خمس تجارة الأغذية في العالم، وسيضمن معرض "عالم الأغذية الحلال" أن يواصل "جلفود" دوره الريادي لنمو قطاع الأغذية الحلال، والذي يعتبر محفّزاً رئيسياً لتحقيق رؤية دبي في أن تصبح عاصمة للاقتصاد الإسلامي العالمي. وتقوم مؤسسات عديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة مثل "هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس" بطرح مبادرات نوعية في مجال شهادات المنتجات الحلال وجهات الاعتماد، من هنا يوفر معرض "عالم الأغذية الحلال" فرصة للاطلاع على مستجدات وتطورات هذه المبادرات، بحيث يمكن مشاركتها على نطاق واسع مع جمهور عالمي من المنتجين والموردين الدوليين للأغذية".

جدير بالذكر أن "جلفود" سوف ينعقد في إطار الدورة الثانية من "مهرجان دبي للمأكولات"، الحدث الاحتفالي الذي تنطلق فعالياته وتتواصل في شهر فبراير في أرجاء مدينة دبي. ويُعتبر "جلفود" حدثاً تجارياً مخصصاً للزوار التجاريين ورجال الأعمال والمهنيين، وسوف يفتح أبوابه من الساعة 11 صباحاً وحتى 7 مساءً بين 8 و 11 فبراير، ومن الساعة 11 صباحاً وحتى 5 مساءً في اليوم الأخير 12 فبراير.