أزمة غاز الطهي تصل ذروتها و"تعبئة نصف الأسطوانة" تثير سخط المواطنين
تاريخ النشر : 2015-01-28 16:07

غزة – " ريال ميديا":

دخلت أزمة غاز الطهي المستمرة منذ أشهر طويلة مرحلة جديدة أكثر صعوبة، مع بدء المحطات بالعودة لتعبئة نصف كمية الغاز "6 كيلو جرام"، في كل أسطوانة فارغة بدلاً من "12 كيلو".

وأثارت الخطوة الجديدة سخط وغضب المواطنين، الذين أكدوا أنها تزيد من معاناتهم، وتعمق من شعورهم بالأزمة، وتجبرهم على العودة لبدائل خطرة وبدائية مثل "وابور الكاز".

وقال المواطن محمود يوسف، إنه فوجئ كغيره بالعودة لتعبئة نصف أسطوانة، مبيناً أنه كان يقف أمام المحطة حين يعلم بوصول الغاز، ويكابد ساعات طويلة، وفي النهاية يعود بأسطوانة ممتلئة، تكفي احتياجات أسرته من غاز الطهي لشهر كامل، أما الآن فهو يضطر لتحمل نفس المشقة وساعات الانتظار، في حين سيعود بنصف اسطوانة، تكفي عائلته أياما معدودة.

وأكد أنه بات يشعر بضيق وتأزم، فمجمل حياة الغزيين تحولت إلى سلسلة من الأزمات، مبيناً أن تزامن أزمة الغاز مع أزمة مماثلة في الكهرباء، تزيد الطين بلة، فالمواطنون الغزيون محرومون من استخدام الطاقة الكهربائية المقطوعة معظم ساعات النهار والليل، في عمليات الطهي، وباقي الأغراض المنزلية.

أما المواطن محمد أبو جزر، فأكد أنه بالكاد استطاع تسليم أسطوانته الفارغة للموزع، وينتظر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع تعبئتها، لكنه فوجئ بعدما علم بأن الأسطوانة حين تعود إليه ستحوي نصف كمية الغاز المخصصة لها فقط، متسائلاً: كم من الأيام ستكفي نصف اسطوانة الغاز العائلة".

وبين أنه ومع الوضع الجديد ودخول أزمة الغاز مرحلة قاسية، سيضطر لنفض الغبار عن وابور الكاز، الذي هجره منذ سنوات، ليعود إلى استخدامه مكرهاً، لتوفير متطلبات أسرته، وإنضاج الطعام.

واستهجن أبو جزر تفاقم الأزمة بعد وقت قصير فقط من تصريحات لمسؤولين فلسطينيين، بالسماح لشركات الوقود في الضفة وغزة باستيراد الغاز مباشرة من الشركات الإسرائيلية، قائلاً: "كنا نأمل أن تشهد الأزمة تراجعاً، لكننا فوجئنا بحدوث العكس، وتفاقم الأزمة على نحو خطير".

أما المواطن سليمان عبد الحميد فأكد أنه سيضطر للتحايل على الإجراء الجديد، من خلال تعبئة أكثر من أسطوانة في آن واحد، على أن يقوم بنقل محتوى كل أسطوانتين في واحدة، لتفريغ بعضها، وضمان حجز دور للأسطوانات الفارغة.

وانتقد قرار تعبئة نصف أسطوانة، مؤكداً أنه يضر بالمواطنين أكثر مما ينفعهم، فالكمية المحدودة التي ستحويها كل اسطوانة، ستكبل العائلات، وتحرمها من الاستفادة من الغاز في التدفئة وأمور منزلية كثيرة، وتجعل استخدام الغاز مقتصراً على الأمور المهمة.

ودعا عبد الحميد الجهات المعنية لبذل جهود من أجل حل الأزمة، وتخفيف معاناة المواطنين، لا فرض إجراءات تزيد الطين بلة.

يذكر أن الأزمة المذكورة تفاقمت بصورة أكبر بعد إغلاق الأنفاق، ومنع وصول الوقود المصري الرخيص، ما دفع السائقين لاستخدام غاز الطهي كوقود للسيارات، باعتبار أسعاره اقل من "البنزين".