خطة احتلال غزة الأهداف الخفية والاستراتيجيات المعلنة
تاريخ النشر : 2025-08-09 13:52

سالي علاوي:

منذ تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، تصاعد الحديث في الأوساط السياسية والعسكرية عن نوايا إسرائيل في تنفيذ خطة تهدف إلى احتلال قطاع غزة بشكل كامل أو جزئي، تحت ذرائع متعددة، أبرزها القضاء على حركة حماس وتأمين ما تسميه إسرائيل بـ"حدودها".

هذه الخطة ليست وليدة اللحظة، بل تعود جذورها إلى استراتيجية إسرائيلية أعمق تسعى إلى تفكيك النظام الفلسطيني القائم في غزة وإعادة تشكيله وفق المصالح الإسرائيلية.

رغم الانتقادات الدولية المتزايدة بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في غزة، إلا أن الدعم الغربي، وخصوصًا الأمريكي لإسرائيل يظل قويًا، ويوفر لها غطاءً دبلوماسيًا لتنفيذ عملياتها. 

بعض الدول الأوروبية أعربت عن "قلقها" لكنها لم تتخذ أي إجراء فعال لإيقاف خطة الاحتلال.

وهناك عدة محاور مهمة لفهم خطة إسرائيل لاحتلال غزة
1. التفريغ السكاني كأداة استراتيجية

إسرائيل لا تستخدم القوة العسكرية فقط، بل تعتمد على سياسة التهجير القسري كجزء من خطة الاحتلال من خلال:

-قصف المدنيين لإجبارهم على الفرار جنوبًا.

-تدمير المنازل، والمدارس، والمستشفيات لجعل الحياة غير ممكنة.

-الترويج لـ"ممر آمن" إلى سيناء رغم رفض مصر الرسمي، ما يعزز المخاوف من مخطط توطين الفلسطينيين خارج أرضهم.

2. الإعلام والحرب النفسية

إسرائيل تستخدم الإعلام لبث رواية مفادها أنها "تحرر غزة من الإرهاب".

استخدام الإعلام لشيطنة المقاومة وتبرير الجرائم.

تصوير العدوان كمهمة "دفاعية" أمام المجتمع الدولي

الحرب النفسية تتضمن نشر إشاعات عن استسلام المقاومة، أو خيانة فصائل، لكنها تنهار أمام الواقع الميداني.

3. التحليل الاقتصادي للحرب

الحرب على غزة ليست فقط أمنية، بل هناك أيضًا دوافع اقتصادية

-السيطرة على الغاز قبالة سواحل غزة، الذي يُعد موردًا غنيًا لم يُستثمر بعد.

-إضعاف الاقتصاد الفلسطيني في غزة لتقويض أي إمكانية لاستقلال اقتصادي.

-تمهيد الطريق لاستثمارات إسرائيلية بعد إعادة الإعمار (بشروطها).

إن خطة إسرائيل لاحتلال غزة ليست مجرد عملية عسكرية، بل تمثل محاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض على حساب الشعب الفلسطيني.

 لكنها في الوقت ذاته ليست مضمونة النجاح في ظل تماسك المقاومة، والرفض الشعبي الفلسطيني، والانكشاف الدولي المتزايد للجرائم الإسرائيلية. 

فالمقاومة في غزة ليست فقط مقاومة عسكرية، بل هي صمود شعب في وجه مشروع استعماري يمتد لعقود.

الآراء المطروحة تعبرعن رأي كاتبها أوكاتبته وليس بالضرورة أنها تعبرعن الموقف الرسمي

لـ"ريال ميديا"