74 عاما على النكبة .. وفلسطين عصيّة على الاقتلاع
تاريخ النشر : 2022-05-15 23:53

سالي علاوي:

سبعة عقود من القمع والإخضاع لسياسات الفصل العنصري الإسرائيلي وممارساته الاستعمارية، سبعة عقود من تقاعس المجتمع الدولي وفشله في الوفاء بالتزاماته ومسؤولياته، غياب المساءلة والحماية، وعملية سلام وهمية، ومتحيزة، وعقيمة غير قادرة على تحقيق السلام والعدالة.

 في 15 أيار/مايو من كل عام يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة التي حلت عليهم عام 1948، ككارثة بشرية لم يُشهد له مثيل، إذ جاءت عصابات بلا أوطان، لتشرد شعبًا بين المخيمات وتسرق وطنًا من جذور الآباء، فيصبح من كان مواطنًا لاجئًا، ومن كان عزيزَ قومٍ يُذلّ بين المعاناة والمآسي.

ترك الفلسطينيون بيتوهم في الداخل وهُجّروا من أراضيهم قسرًا. 

هذه هي المأساة التى تتوارثها الأجيال، جيلًا بعد جيلًا، لم يورث لهم الأجداد لا مالًا ولا ذهبًا، بل أورثوهم حصصًا متساوية من مرارة "النكبة".

تشتت الشعب الفلسطيني في جميع الأقطار وكانت القوى المعادية المتمثلة في الصهيونية العالمية والاستعمار تطمح في أن يذوب هذا الشعب في المجتمعات العربية، لا سيما أن النكبة قد أفرزت عوامل مضاعفة لاستمرار الهوية الفلسطينية

 أولها: الشتات الفلسطيني وما صاحبه من غياب الرباط الإقليمي بين الفلسطينيين وثانيها: اختلاط الفلسطينيين في المجتمعات العربية المضيفة، خاصة وأنهم يشاركون هذه المجتمعات في اللغة والعادات والتقاليد والمصير المشترك فالعرب جميعا شعب كون حضارة واحدة وطريقة حياة واحدة وثالثها: ولادة أجيال فلسطينية جديدة في المهجر ليس لها أي ارتباط مادي بفلسطين.

 في كل عام يحيي الفلسطينيون نكبتهم، ثم ينتهي الأمر، هناك من يأخذ طريق البحث عن الاستقلال بعيدًا عن التحرير، وهناك من يعيش مرحلة ما بعد التحرير، ففي الوقت الراهن الجميع يبحث عن السلطة، فعاليات إحياء ذكرى النكبة ما هي إلا تذكير للأجيال بما حل بنا عام 1948 من مآس ومعاناة، يجب أن تكون بداية تتجدد مع كل ذكرى. 

اليوم مرَّ على ذكرى نكبتنا 74 عامًا ونحن فيها تائهون، نبحث عن الطريق والطريق أمامنا، لا نريد فعاليات موسمية فقط، فالجميع، صغارًا وكبارًا، شبابًا وشيوخًا، تربوا على رائحة البلد التي هاجر منها أجدادهم، لم ينس الصغار كما قالت جولدا مائير، ولم ينجح وعد بلفور بقيام دولة بل أقيم كيان، سينتهي إذا اتحد الصف الفلسطيني أمام دماء الشهداء وتضحيات الأسرى والجرحى، وهي طريقنا لتحرير أراضينا بعيدًا عن المصالح الشخصية الضيقة. 

نريد في هذا اليوم أن نقف مثلما يفعل أعداؤنا ونحن أحق بما يزعمون، لأننا الحقيقة.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"