أُغنيَةٌ خامِسَةٌ
تاريخ النشر : 2021-08-31 22:29

أحلام دردغاني*:

كمثلِ أَصابِعِ اليَدِ تنسابُ الألحان مِن وتَرٍ خامِسٍ وشارِعٍ مُقفَلٍ حيثُ تصطَفُّ فِئَةٌ مِن هواةِ العَزفِ على أوتارِ اللَّيلِ .

هوَ أَشبَهُ بوتَرٍ وحيدٍ لرَبابَةٍ حزينَةٍ كمِثلِ شريحَةٍ من شبيبَةٍ تتسَكَّعُ هُنا وهُناكَ .

أَلرُّكنُ غارِقٌ في تأَمُّلاتِهِ ... هكذا دائِمًا !

كلَّما مرَّ عابِرُ سبيلٍ لفتَ نَظرَهُ الضَّوءُ الشَّحيحُ المُنبَعِثُ من مُخيِّلَةِ صديقي العازِفِ ، كأَنَّهُ فنَّانٌ معروفٌ .

هكذا يصطَفُّ روّادُ الرَّصيفِ أَمامَ زاوِيَتِهِ يتمايلون ويهمِسونَ وهم بينَ اليَقَظَةِ والحُلُم ، حتى بات مقصدَ الهارِبينَ من مُجتَمَعٍ يدورُ حولَ نفسِهِ كلَّ يومٍ دورتينِ : واحدةٍ فجرًا والثَّانيةِ قبلَ سطوعِ القَمرِ .

تبدو هذِه الأُمسيةُ غريبَةً ، هُناكَ قارِعُ طبلٍ وشحَّاذٌ بملابِسَ مُزركَشَةٍ ، اللّافِتُ في الأَمر أَنَّ كُلَّ واحِدٍ منهُم يحفظُ أَصابِعَهُ الخمسةَ ؛حتّى الشَّحَّاذ يبدو فَرِحًا ولا يُتقِنُ دورَهُ !

ما أَثارَ حيرَتِي تلكَ الفتاةُ تعقِدُ حاجِبيها كأَنَّها خرجَت للتَّوِ مِن أُغنيةٍ لفيروزَ ...

نَعم أَلكُلُّ يصبو للعالَميَّةِ ، رغمَ أَنَّهُ شارِعٌ ضيِّقٌ والأَصابِعُ في اليَدِ لا تتجاوزُ الخَمسَةَ .

* لبنان: