النخالة: تحديات المعركة العسكرية أسهل بكثير من المعركة السياسية
تاريخ النشر : 2021-06-17 01:05

القاهرة - " ريال ميديا ":

قال الأمين العام لحركة الجهاد القائد زياد النخالة، إن المقاومة الفلسطينية وخلال معركة سيف القدس استطاعت أن تُبادر وتفتح النار على العدو الصهيوني، مؤكداً أن ذلك مفارقة هامة وكبيرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي والكفاح الفلسطيني.

وشدد النخالة في كلمة له خلال استقباله وفد الأحزاب والشخصيات العربية، يوم الأربعاء، على أن الشعب الفلسطيني في المعركة الأخيرة رسم ملامح جديدة تبشر بإمكانية تحرير فلسطين بعد السنوات الطويلة من العجز الذي اكتنف الأنظمة العربية أمام المشروع المتوغل بالمنطقة. في إشارة إلى إسرائيل.

وأوضح أنه "منذ حرب منذ 73 لم يبادر أي طرف عربي أو فلسطيني بالشروع بهذا العزم والقوة في إطلاق النار على العدو، مؤكداً أن الكيان شعر خلال معركة سيف القدس بالفزع من إمكانيات المقاومة المتواضعة التي صُنعت تحت الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.

وأكد النخالة، أن "المقاومة سجلت هذا الانجاز بجهود رجالها رغم الحصار والمعاناة والتحديات وصنعت سلاحها رغم قلة الإمكانات وهذا مؤشر حقيقي على إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته في مواجهة العدو".

وأضاف النخالة، "لو كان لدى العدو الجرأة الكافية لحاول اجتياح القطاع المحاصر، لافتاً أن غزة الصغيرة بحجمها والكبيرة بإرادتها كانت قلعة حصينة برجالها ومقاتليها الذين وجهوا الإهانة للكيان الصهيوني، قائلاً: "غزة أثبتت اليوم أنه يمكن قهر هذا العدو وكسره والانتصار عليه".

وأشار إلى أنه في بداية معركة سيف القدس كان جيش الاحتلال متواجدة بالقرب من غزة؛ لكن مع مرور الأيام تراجع للخلف تجنباً لقذائف الهاون التي كان يطلقها المقاتلون على تجمعات الجنود".

وأكد النخالة أن مئات المقاتلين فقط من شاركوا في المعركة، بينما الآلاف كانوا ينتظرون الدخول في القتال لو تقدم الاحتلال لاقتحام القطاع، مشدداً على أن ذلك انجازاً كبيراً يحسب للمقاومة الفلسطينية.

ولفت إلى "أنه وبرغم كافة أنواع الأسلحة التي يمتلكها العدو إلا أن الضعف الصهيوني ظهر واضحاً خلال أيام الحرب وكانت دولة الاحتلال تهرب إلى الملاجئ في ظل حالة من الإرباك والذل".

وفي معرض حديثه تساءل أمين عام الجهاد الإسلامي قائلاً: "كيف لو كان العرب معنا في معركة سيف القدس ؟ وكيف لو لم يكن مفروض حصار على قطاع غزة ؟".

وبين القائد النخالة، أن "ما حصل في معركة سيف القدس انجازاً لم يتوقعه العالم، وهذا ما دفع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية "جو بايدن" للدفع بوساطة تقودها مصر لأجل وقف إطلاق النار فالمعركة مع غزة أظهرت إسرائيل أمام كل العالم والدولة الإقليمية الكبرى أنها مهددة وتحت صواريخ المقاومة".

وأضاف: " في المعارك السابقة كان يتحدث العدو على كي الوعي في العقل الفلسطيني واللبناني لكن في معركة سيف القدس تم كي الوعي الصهيوني بامتياز".

وحول المسار السياسي الذي رافق العدوان على غزة، اعتبر النخالة أن تحديات المعركة العسكرية أسهل بكثير من المعركة السياسية، حيث كانت تجري محاولات لاحتواء نتائج معركة سيف القدس والانتصار الذي تحقق على العدو؛ لكن النخالة أكد أن لدى المقاومة الفلسطينية من التجربة ما يكفي للتصدي لمثل هذه المحاولات، قائلا: "نحن مستيقظين لكل المحاولات التي تحاول إجهاض ما تم انجازه".

وفي الوضع الداخلي الفلسطيني، أكد الأمين العام للجهاد القائد زياد النخالة، أن عقبات تعتري الحالة الوطنية، داعياً لضرورة وضع الحلول لتجاوزها عبر صياغة برنامج وطني يعطي الشعب الفلسطيني القدرة على استمرار المقاومة وحمايتها.

وبشأن اجتماعات القاهرة الأخيرة، أكد النخالة أن اللقاءات تعثرت بسبب وجود تباينات في المواقف ووجهات النظر، مشيراً إلى أن المقاومة كانت تطرح إعادة صياغة البرنامج الوطني الفلسطيني والذي يشير لضرورة أن يغادر من اعترفوا بإسرائيل هذه الرؤية كون الصياغة السابقة أصابها خلل، ولذلك عليهم أن يعيدوا قراءة المشروع الصهيوني في المنطقة.

وشدد على أن "المقاومة تمتلك رؤية واضحة وستبقى مستمرة حتى النصر وتحرير فلسطين والقدس".

وأكد القائد النخالة أن "إسرائيل لا تريد سلام في المنطقة لأنها تريد أن تأخذ كل شيء، ولا تريد أن تُبقي أي شيء، قائلاً: "علينا إلا نقدم تنازلات مجانية للعدو".

ووجه النخالة في ختام حديثه التحية لجميع الشعوب العربية والإسلامية، وأحزابها المختلفة، التي هبت لمساندة الشعب الفلسطيني، موجهًا بالخصوص التحية للشعب اليمني الذي خرج في مسيرات كبيرة ومميزة تأييدًا للمقاومة في فلسطين خلال معركة سيف القدس.