براح آمن
تاريخ النشر : 2021-05-07 00:15

‏سعاد مهاب*:

وقت العصاري

لم أخرج إلي الشرفة اليوم

ولم ألقِ التحيه علي

السحب والغيمات

والنسمات

لم أحكِ لها ما حدث معي مثل كل يوم

ولم أقرأ خطوط الهواء

وتعاريج الأفق

كما يفعل الكاهن البائس

ولم أترجمها لصور من كل زاوية

ربما تؤول لي بما يسرّني

أو يعيرني الغسق شعاعا ذهبيا

أعلقه علي نحري

عسى يفتح لي أبواب الحياه

لم يحدث كل ذلك اليوم

أمي.. أريد أن أكون وحدي اليوم

ماذا..؟

ابنتي.. متى تولد الإبتسامة برحم قلبك!؟

ومتي تدفنين ثياب الحداد حبيبتي !؟.

..

استغيبتني السماء

لم أطل عليها بعدْ

ما ظننت أنها تبعث لي بزائر قطّ..

عصفور أسود يقتحم سقف غرفتي

دلّه عني

ذلك العنكبوت الذي انصت إلي الحديث

بيني وأمي في الرواق

ها هو أمامي معلق في مدخل الغرفة

يغزل لي شِباكه

ليغشي بها أبصار البلايا عني

ما أضيق البراح في الخارج

وما أفسح حضن الألم

أما أنت أيها العصفور

‏‏مرحبا بك معي في براحي الآمن

و لا تخلع ثوب الحداد

حتى يأتينا الوحي أو تباغتنا معجزة

 

*مصر: