عيون تعشق الحرية
تاريخ النشر : 2021-04-17 23:26

جلال نشوان:

من عذابات معتقلات الموت الصهيونية و شلال عذاباتها ، تشمخ سنابل العز والفخر والشموخ ،لتعلو على أسوار المجد وتسطر أروع صفحات النصر على المحتلين الارهابيين الغزاة الذين يمارسوا أبشع الجرائم بحق أسرانا الأبطال الذين يقهرون فى كل يوم سجانيهم ...

تحل ذكرى يوم الأسير هذا العام والحركة الأسيرة تمر فى أسوأ الظروف ،حيث الوباء الفتاك (كوفيد 19 ) يضرب البشرية جمعاء ،الأمر الذى يجعلنا ان نضع أيدينا على قلوبنا ،خاصة أن مصلحة السجون الصهيونية لها سجل حافل فى عدم الاهتمام بصحة ورعاية المعتقلين ...

تحل ذكرى يوم الأسير فى ظل تزايد وتيرة الاعتقالات والآلاف من أبطالنا الأسرى قد أمضوا السنين خلف القضبان وأفنوا زهرات شبابهم من أجل الوطن ليغدوا مشاعلا وقناديلاً للحرية فى هذا الكون ،

ومع انتشار جائحة الكورونا حتى داخل المعتقلات يرافق ذلك استهتار متعمد من قبل ادارات السجون ورغم نداءات المجتمع الدولى المستمرة للافراج عن الأسرى فان القتلة والمجرمين السجانين يواصلون ممارساتهم القذرة والممنهجة ليرتفع منسوب المعاناة التى تنوء من حملها الجبال ، لذا فانه آن الاوان لتدويل القضية لتشكل ورقة ضغط على حكومة الارهاب التى لا تعير وزنا لكافة المواثيق والأعراف الدولية والانسانية

ان عمق وكثافة التجربة البطولية لأسرانا وأسيراتنا لا تزال تشكل عناوين مشرقة فى وجدان العالم كله ،حيث أثبتت تجارهم وصمودهم الاسطورى وانتصارهم على السجان الصهيونى الذى لم ينجح فى كسر شوكتهم فى انتزاع الوطن من نياط قلوبهم ، كما انه فشل فى صراعه المرير وكسر الارادة الفولاذية لأبطالنا الذين حققوا انتصارات أذهلت العالم كله ،بل غدت المعتقلات مدارس للاعداد والتثقيف ورافداً نضالياً يجب أن يدرس لكل أجيالنا القادمة حتى يقتدوا بهذا الأرث الوطنى الذى يفوح منه عطر الصمود والتحدى

لقد فرضت تجارب الاعتقال المريرة وعذاباته التى لا تطاق على أبطالنا أمراضاً مزمنة فى أجسامهم الطاهرة ، فهناك المئات من الأسرى يقضون أحكاما عالية ،وهناك العشرات من الأطفال وهناك أكثر من أربعين أسيرة يقضين أحكاماً عالية الأمر الذى يضع الكل الفلسطينى أمام مسؤولياته ،لتكثيف الاعتصامات وعرض القضية أمام الكثير من أحرار العالم لتناول قضيتهم لتصبح قضية ذات اهتمام كبير وتدويلها لتتبوأ اهتماما أكبر من عمقنا العربى والاسلامى وكذلك من منظمات حقوق الانسان التى تتشدق ليلاً ونهاراً بحقوق الانسان المدنية ، وعدم الكيل بمكيالين والضغط على حكومة الارهاب الصهيونى التى استمرأت التعذيب وشجعت عليه ودفعت باتجاهه ، واشعارها بانها فى اطار الملاحقة القضائية الدولية

ان عدم المساءلة الدولية شجع حكومات اليمين المتطرف الى التغول على تعذيب الأسرى و التمادى فى ابتداع ممارسات لاانسانية فاقت ممارسات النازيين فى القرون الماضية

ان القضية ياسادة فى منتهى الخطورة وأبطالنا يعانون الأمرين ،لذا يجب صياغة استراتيجية وطنية لمخاطبة المجتمع الدولى وعرض القضية وبقوة لحلحلة الأمور وضعها فى نصابها القانونى وعرض الملف برمته أمام محكمة الجنايات الدولية التى باتت تلملم أوراقها لتقديم القتلة من عصابات الاجرام من السجانين الذين ماتت ضمائرهم وغدوا آلات جهنمية لتحطيم أبنائنا فى السجون ،واثارة قضيتهم بشكل سريع لتقديم المجرمين أمام محاكم الحرب الدولية ، مع علمنا بسطوة وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على تلك المؤسسات الدولية وافراغ القرارات من مضمونها ،ولكن مهما كان ذلك يجب أن نحاول مرات عديدة حتى يتم تحرير أسرانا من جحيم المعتقلات النازية التى أصبحت تشكل وصمة عار فى جبين هذا العالم الذى يكيل بمكيالين

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"