بوتين سلطانا
تاريخ النشر : 2015-09-25 10:10

أكرم أبو سمرا:
لا تنسوا ثمة أكثر من 20 مليون مسلم في روسيا 
والأسد جزء من الحل !! 
طيب يا رجب يا طيب ألم يكن جزءا من المشكلة بل المشكلة كلها ؟ 
ألم تهدد النظام بأن لا يختبر الصبر التركي؟
ألم تقل بأن تركيا لا تقبل بوجود الأسد ليس كرئيس .. بل لا تقبل به داخل سوريا .. وأن عليه أن يلم حقائبه ويخلع ؟
أين هي المواقف المبدئية التي بعتها لمرسي ومشعل وللنصرة وداعش .. بل أين القبضة السلجوقية التي هددت وشتمت ولعنت وارغت وأزبدت ؟
خسارة عالزبد !!
هل خان أردوغان المصلحجي .. أردوغان الإخونجي والسلطنجي ؟ 
يبدو أن الشاطر والعيار في هذا السمسار قد أزال كل الأقنعة عن وجهه .
تركيا أولا 
بل حزب العدالة أولا وتركيا تاليا
بعد عودته من الكرملين أعلن بسلامته أن الأسد ( يمكن ان يشكل جزءا من مرحلة انتقالية في اطار حل سياسي للازمة في بلاده)....!!
أف شو عدا ما بدا ؟
شو عمل بوتين الساحر والصانع الماهر بهذا العيار الشاطر ؟ 
شو عمل ب عش رجبا تر عجبا ؟
هل فهم رجب أن الجيش الروسي أصبح على مشارف أنقرة واسطنبول ؟ 
بمعنى آخر هل أدرك أن قواعد اللعبة قد تغيرت .. وأنه الآن يلعب مع الكبار .. وأي كبار ؟
بصراحة لبوتين حصة الأسد في تغيير موقف السلطان من الأسد 
والفضل يعود للنسبة التي تمت موافقة روسيا عليها على ما تشتريه تركيا من غاز .. وإلى ما سيقدم كهبة لتركيا نظير لمرور الغاز الروسي من اراضيها .. عبر اتفاقية كانت معلقة وتعرف ب ( تركيش ستريم ) .
طبعا لن نقفز عن ادراك رجب غير الطيب أن أصابع سورية تقف وراء اتساع الخرق التركي على الراتق السلطاني .. هذا من ناحية داخلية .. ومن لا يعرف دوامة فسيفساء الداخل التركي بقول : فت عدس !!
والآن تعالوا إلى المقلب الآخر.. وفيه يجب أن لا نغفل الدور الكبير لقاعدة أنجرلك .. فبمجرد أن أعلن كيري أن ( رحيل الأسد يتقرر من خلال التفاوض ) وأنه يريد رؤيته جالسا مع المعارضين .. حتى بدأت أحجار دومينو تنابلة السلطان تتدحرج وراء القائد والمعلم من ميركل إلى فابيوس إلى هاموند إلى خوسيه إلخ كأنما خلقوا لوظيفة واحدة : الببغاءات 
وعليه يكون قد قرأ أردوغان اليوم المشهد جيدا .. فرأى أن يلتف 180 درجة على اردوغان أمس
وهكذا يكون هذا الثعلب المسؤول عن 70 % من دمار سوريا وتهجير شعبها قد خرج من المولد بحمص روسي وحمّص أمريكي أيضا
وإنها السياسة يا عم !!
يا لها من ماخور !

كاتب فلسطيني:

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لموقع " ريال ميديا "