خطباء العيد في بقاع الأرض يدعون لإنقاذ الأقصى.. وعشرات آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة العيد في المسجد الأقصى..وهتاف "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"
تاريخ النشر : 2015-09-24 18:50

القدس المحتلة – وكالات - "ريال ميديا":

أدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين صلاة العيد في المسجد الاقصى، في مدينة القدس الشرقية، صباح اليوم الخميس، بعد أن رفعت الشرطة الإسرائيلية القيود التي وضعتها على دخول الشبان إلى المسجد. 

وانتشرت قوات من شرطة الإحتلال على بوابات المسجد، وعلى مقربة من مداخل البلدة القديمة في مدينة القدس. 

وخصص الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، خطبة العيد للحديث عن شعائر عيد الأضحى، وأحكامه الدينية. 

ومع انتهاء الصلاة نظم عشرات الشبان مسيرة طافوا خلالها في ساحات المسجد، وهم يلوحون بأعلام الدول العربية، ويرددون هتافات، منها: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى". 

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت عن رفع القيود التي فرضتها قبل أيام، والتي منعت بموجبها الشبان دون سن الأربعين عاما من الدخول إلى المسجد. 

كما قالت إنها ستوقف اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد اليوم. 

وقالت لوبا السمري، المتحدثة بلسان شرطة الإحتلال، في تصريح صحفي اليوم الخميس: " لن يتم فرض أي قيود على فئات عمرية على قاصدي الصلاة في الحرم القدسي الشريف، من ذوي بطاقات الهوية الزرقاء (سكان القدس)". 

وأضافت: " لن تفتح باحات الحرم القدسي الشريف أمام الزوار  الاجانب وغير المسلمين يوم الخميس". 

بدوره أعلن جيش الإحتلال في تصريح صحفي، أنه سيسمح لسكان الضفة الغربية بالصلاة في المسجد الأقصى، خلال أيام العيد، ما عدا يوم السبت، وذلك للرجال المتزوجين البالغة أعمارهم 45 عاما وما فوق، وللنساء البالغة أعمارهن 30 عاما وما فوق. 
وشهدت ساحات المسجد الأقصى مواجهات في الأسابيع الأخيرة بين المصلين وقوات الشرطة الإحتلال بعد تصاعد اقتحامات المستوطنين لساحات المسجد.

مع حلول صباح اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، أدى المسلمون، في بقاع مختلفة من العالم صلاة العيد، وتبادلوا التهاني بحلوله، ودعا معظم الخطباء إلى إنقاذ الأقصى من الانتهاكات التي يتعرض لها من قبل قوات الاحتلال.

ودعا خطيبا الحرمين الشريفين إلى نصرة المسجد الأقصى، وأشارا إلى أن ما يحدث للأقصى من انتهاكات من قبل المحتلين "يُدمي القلب".

جاء هذا خلال خطبة عيد الأضحى، في المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، وحضرها جموع المسلمين من بينهم مليون في المسجد النبوي، ففي خطبته بالمسجد الحرام، انتقد الشيخ خالد الغامدي، حال الأمة، قائلاً: "الأمة تمر اليوم بفترة استثنائية عجيبة ومؤلمة، مليئة بظلم الأعداء وتسلطهم وتكالبهم على هذه الأمة".

وتعرض في خطبته إلى المسجد الأقصى، قائلاً: "ما نراه ونسمعه في بيت المقدس وما يحصل من اعتداءات وانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى من قبل المحتلين وما يحصل في غيره من بلاد المسلمين يُدمي القلب، ويذوب له الفؤاد كمداً".

وفي المسجد النبوي، أدى قرابة مليون مصل صلاة عيد الأضحى بالمسجد النبوي وسطحه وساحاته والساحات الخارجية، بحسب تقديرات وكالة الأنباء السعودية، حيث أمَّ المصلين في المسجد النبوي الشيخ عبد الباري الثبيتي، الذي دعا للمسلمين بالمغفرة والعتق من النار.

وأشار إلى أن "المسجد الأقصى يئن من فقد الأمن، فقد انتهكت حرمته، وعاث المفسدون في باحته فساداً"، موضحاً أن "واجب المسلمين التكاتف والتنادي لنصرته وحفظ حقه وحماية حده وردع المعتدين"، وأشاد بما يقوم به المقدسيون من مواقف البطولة والعزة والكرامة والتضحية التي سطروها نصرة للأقصى وأداء للواجب.

ومنذ فجر 13 سبتمبر/ أيلول الجاري، تقتحم قوات الاحتلال الإسرائيلي يومياً المسجد الأقصى، وتشتبك مع المصلين فيه، وتطلق قنابل الغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية، والرصاص المطاطي عليهم، ما أسفر عن سقوط عشرات الإصابات بين الفلسطينيين.

وفي قطر فقد دعا الشيخ ثقيل ساير الشمري، القاضي بمحكمة التمييز عضو المجلس الأعلى للقضاء في قطر، إلى "إنقاذ المسجد الأقصى الأسير، ونصرة المظلومين وإغاثة الملهوفين من باب الإخوة الإيمانية".

جاء ذلك في خطبة عيد الأضحى التي ألقاها بمصلى الوجبة بالعاصمة القطرية الدوحة، وحضرها أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووالده الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وعدد من المسؤولين بالبلاد، في حين شدد الشمري في خطبته على وحدة المسلمين، مشيراً أن تفرقهم سبب "هوانهم ووهنهم وطمع الإسرائيليين في الأقصى".

وأكد خطيب العيد على أن الإخوة الدينية من كمال الإيمان، مبيّناً أنه "من مقتضى الإخوة الدينية والإخوة الإيمانية نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف والدفاع عن الدين والأوطان"، لافتاً إلى أن "المسجد القصى يتعرض منذ احتلاله من الصهاينة المجرمين لمحاولات التدمير والتخريب والتضييق على المصلين فيه والمرابطين".

وفي الأردن، وجه خطيب عيد الأضحى، بساحة النزهة وسط العاصمة الأردنية عمّان، الدعوات للأمة العربية والإسلامية "باستنهاض الهمم لنصرة المسجد الأقصى إزاء ما يتعرض له من انتهاكات واعتداءات إسرائيلية"، بحسب مراسل الأناضول.

وقال الإمام، في خطبة العيد: "إن الأمة رغم ما تتعرض له من عدوان ومؤامرات يجب ألّا تتوقف همم أبنائها عن نصرة الأقصى والقدس".

كما اعتبر مفتي لبنان، الشيخ عبد اللطيف دريان، اليوم الخميس، أن الاعتداءات الإسرائيلية على أراضي وممتلكات الفلسطينيين وعلى رأسها المسجد الأقصى "يدفع للتطرف"، مشدداً على ضرورة التحرك العربي والدولي والإسلامي لوقف هذه الاعتداءات.

وقال دريان، في خطبة عيد الأضحى المبارك، من مسجد محمد الأمين، أكبر مساجد العاصمة اللبنانية بيروت: إن "الاعتداءات الإسرائيلية والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين يدفع باتجاه التطرف"، داعياً إلى "التحرك الجاد والسريع من جانب الحكومات والمنظمات العربية والإسلامية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى، والقدس، وفلسطين".

وفي فلسطين، فقد دعا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، صباح اليوم الخميس، السلطات المصرية إلى وقف مشروع "القناة المائية"، التي يتم حفرها على الحدود مع قطاع غزة، لتدمير أنفاق التهريب.

وقال هنية، خلال خطبة عيد "الأضحى" في منطقة "الزنة" شرقي مدينة خانيونس: "من منطق الحب نقول لإخواننا في مصر أوقفوا مشروع القناة المائية الذي لا يضر فقط بالبيئة المائية والبنية التحتية، بل يضر بتاريخ وشعب مصر، وبدورها تجاه القضية والشعب الفلسطيني".

أما في أستراليا، فقد توجه المسلمون إلى المساجد، اليوم، من أجل أداء الصلاة، قبل إخوانهم في البلدان الأخرى لفارق التوقيت، وصلى المسلمون صلاة الفجر أولًا في مسجد "ميداو هايتس" في مدينة ملبورن، وبعد ذلك استمعوا للخطبة وأدوا صلاة العيد.

وفي تركيا، بدأ المسلمون أداء صلاة العيد في عدد من الولايات، وعلى رأسها العاصمة أنقرة ومدينتي إسطنبول وإزمير، حيث شهد مسجد "الأمة"، الواقع داخل المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، توافداً كبيراً للمصلين، في حين ملأ المصلون جنبات مسجد الحصار التاريخي في مدينة إزمير، وأدوا الصلاة ثم استمعوا للخطبة، كما أدى الأتراك الصلاة في ولايتي ملاطيا ودنيزلي، وعقب الصلاة تبادل المصلون التهاني مع أقاربهم بحلول العيد.

كما أدى اللاجئون السوريون صلاة العيد في المخيمات المقامة في عدد من الولايات التركية، في أجواء لم تخل من مرارة استقبال العيد بعيداً عن الوطن.

وفي أذربيجان، توافد المسلمون على مساجد "اجدر بيك"، و"ليزغي"، و"غاراجوكور"، و"تيزيبير"، وأدى البعض منهم الصلاة في صحون المساجد بسبب الازدحام، وتجمع حوالي 10 آلاف مصلٍّ في مسجد وقف الديانة التركية، وتبادلوا التهاني بحلول العيد عقب الصلاة.

واستقبل المسلمون الصينيون عيد الأضحى المبارك بفرح، وتوجهوا إلى المساجد التي لم تستوعبهم، فأدوا الصلاة خارجها في الشوارع الرئيسية. وتوافد المسلمون على مسجد "هوشي"، أحد أكبر المساجد في مدينة شنغهاي، المركز الاقتصادي والمالي في شرقي البلاد، وعقب انتهاء الصلاة تبادلوا تهاني العيد.

أما في قيرغيزيا فأدى عشرات الآلاف من المصلين صلاة العيد، كما جرت عليه العادة في كل عام، في ميدان لينين، ثاني أكبر ميدان في البلاد، أمام مبنى رئاسة الوزراء.

وفي أفغانستان أدت حشود المصلين صلاة عيد الأضحى في المسجد الأخضر بمدينة مزار شريف، إحدى أكثر المدن الأفغانية اكتظاظاً بالسكان. وشهد محيط المسجد تدابير أمنية مشددة، وتبادل المصلون بعد الخروج من المسجد تهاني العيد.

وفي إيران، أمّ عضو هيئة الرئاسة في مجلس خبراء القيادة، آية الله سيد أحمد خاتمي، المصلين لأداء صلاة العيد في حرم جامعة طهران، بمشاركة بعض السياسيين والقادة العسكريين الكبار.

وملأ المسلمون في بلدان منطقة البلقان المساجد، وتوافدوا إليها لأداء الصلاة في كل من البوسنة ومقدونيا وألبانيا وصربيا وكوسوفو وكرواتيا والجبل الأسود.

وفي أندونيسيا، أدى نحو 300 ألف مسلم صلاة عيد الأضحى المبارك، في جامع الاستقلال بالعاصمة جاكرتا، والذي يتسع لـ250 ألف مصلٍ فقط. ونظرا لعدم استيعاب المسجد لهم أدى قسم من الإندونيسيين صلاتهم في الطرقات المحيطة بحرم الجامع الذي يتألف من أربعة طوابق، ويعد رابع أكبر مسجد في العالم.

شهدت مصر، اليوم الخميس، عقب انتهاء صلاة عيد الأضحى، مظاهرات احتجاجية معارضة عمت القاهرة، وعدة مدن مصرية، رفعت صور محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً في مصر، بحسب مراسلي الأناضول.