(ترامب مجددا )
تاريخ النشر : 2021-03-01 23:30

جلال نشوان:

بعد ان انتصرت الحزبية التى تجلت من نواب الحزب الجمهورى فى مجلس الشيوخ (الكابيتول) وأفلاته من المحاكمة ، اطل ترامب امس مجددا وعلى الملأ لينفث سمومه ، ويعيد انتاج الخطاب العنصرى الذى اصبح نهجه ،ومن بنات افكاره ، تلك الافكار التى لاقت ترحيبا لدى شرائح فى المجتمع الأمريكى الذى غدا على مفترق طرق

لقد شن أعنف هجوم على بايدن ،مدعيا بأنه الرئيس الأسوا فى التاريخ الأمريكى ، لانه فتح الباب امام المهاجرين ،ولم يكتف بهذا ،بل ألمح الى انه سيرشح نفسه فى الانتخابات الأمريكية القادمة عن الحزب الجمهورى !!!!

وهنا نتوقف امام كلمة لوزير الخارجية السابق (بومبيو) الذى قال (انه لايمكن تجاهل سبعين مليونا ) وهو هنا كان يقصد انصاره من العنصريين البيض والمسيحيين الانجيليين المتطرفين ،

لقد كان الرجل يعمل وبصمت محرضا شرائح كثيرة فى المجتمع الأمريكى وخاصة المزارعين الذين يقطنون الأرياف والذين ظهروا للعيان بصورة مليشيات عسكرية مسلحة أثناء فرز الأصوات وفى عملية اقتحام الكابيتول الشهيرة ...!!!!!!

ومن الأهمية بمكان ان نوضح هنا ان الرجل كان يركز على لغة المال ،تلك اللغة المحببة للمواطن الأمريكى ،حتى انه كان يفاخر ان على العرب ان يدفعوا لاننا نحميهم !!!!

رغم وجود الرئيس الأمريكى الحالى بايدن فى دفة الحكم وسيدا للبيت الابيض الا ان ظهور ترامب بهذا الخطاب العنصرى والفج يؤكد انه سينال من بايدن ومن الديمقراطيين ومن اداء الحكومة الحالية ،ومهما حقق بايدن من انجازات على صعيد الاقتصاد والتصدى لكورونا سيقنع السواد الأعظم من الأمريكيين بانها انجازات لا قيمة لها ....

بعد افلات ترامب من المحاكمة ،خرج بايدن بكلمة لها مدلولاتها وهى ان (ديمقراطيتنا هشة) وهو بهذا كان يقرأ المشهد قراءة عميقة وهى ، ان ترامب سيعود وسيكدر صفاء الأجواء ولن يتمكن من ممارسة عمله بأريحية مطلقة ..

خاصة أن ترامب نصب نفسه أبا روحيا للامة الأمريكية وحاول جاهدا افراغ الانتخابات الأمريكية من مضمونها وانه الأجدر على قيادة امريكا وان الديمقراطيين يساريين ولا يحق لهم حكم الولايات المتحدة الأمريكية

الكثير من المشاريع السياسية فى خلد الرجل وربما يتجه الى تأسيس حزب جديد سيفتح المجال واسعا أمام تجاذبات سياسية حادة ستنال من هيبة النظام السياسى الأمريكى

قادم الأيام يحمل فى طياته الكثير وان غدا لناظره قريب.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"