القدوة: يجب تغيير النظام السياسي الفلسطيني واتفاق حماس وفتح "صفقة" للحفاظ على مصالح فردية
تاريخ النشر : 2021-02-19 23:41

رام الله - " ريال ميديا ":

أكد ناصر القدوة، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، على ضرورة تغيير النظام السياسي الفلسطيني، لأنه أصبح من الصعب إصلاح جزء بمعزل عن الأجزاء الأخرى، ولابد من وجود رؤية متكاملة.

جاء ذلك خلال ندوة نظمها معهد أبو لغد للدراسات الدولية، تحت عنوان "السياسات الفلسطينية وتغير الإدارة الأمريكية"، مساء الخميس.

وحول ثنائية الحل العسكري والتفاوض الأبدي، قال القدوة: "يجب أن نجد البديل الثالث، وأسلوب نضالي حقيقي، يعتمد على الناس والتعبئة الحقيقة، ومواجهة الاستعمار الاستيطاني".

وأشار إلى أن "هذا الذي يفرض الحل السياسي الذي يمكن الحصول عليه لاحقاً، من خلال الحلول التي امتلكتها الشعوب عبر التاريخ بعيداً عن تلك الثنائية".

وأضاف: "طالما بقي الوضع الفلسطيني، وعلاقاتنا مع الرافعة العربية، بهذا الشكل، فإن المسار الحالي لن ينتج، وحل الدولتين سيبقى لفظياً". مؤكداً انه "يمقت" حل الدولتين".

وقال: "هدفنا المركزي الاستقلال الوطني في دولة فلسطين بتفاوض أو بدونه"، معتبرا أن مصطلح "حل الدولتين" صيغة سياسية دبلوماسية لـ"تسوية"، لكننا لن نتخلى عن هدفنا الوطني المركزي".

ولفت عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إلى أن التحرك السياسي على الصعيد الخارجي يشمل المطلوب منا، ومن الإدارة الأمريكية، ومن أصدقائنا، ثم التصور السياسي للحل رغم صعوبته لكنه يجب أن يكون مكملا، وليس بديلا عن الوضع الداخلي"، قائلا:"الجماعة مش ناووين ع الخير".

وتابع: "يجب أن نجبر كل الأطراف من خلال تغيير وضعنا الداخلي بالشكل السليم، ونضال جدي في مواجهة ما تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الذي بلغ حد انكار وجوده وحقوقه الوطنية".

وفيما يتعلق بالشأن الداخلي والانتخابات، وصف القدوة، الاتفاق بين حركتي فتح وحماس بـ "الصفقة" للحفاظ على بعض المصالح الفردية على حساب المصالح الوطنية، وأنه يرفض هذا التفاهم .

وأشار إلى أن الجميع مع إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، وقاتلنا من أجل ذلك، لكن المنطق يقول إن إعادة قطاع غزة إلى النظام السياسي مقابل شراكة فلسطينية كاملة في السلطة، والمنظمة بما في ذلك الانتخابات، وعلى أرضية سياسية".

وتابع، بأنه "لا يوجد أرضية سياسية، وقطاع غزة كما هو، ويقال لهم تعالوا شرفوا على النظام السياسي الفلسطيني في المجلس التشريعي، ومنظمة التحرير، فهذا كلام غريب ولا أوافق عليه".

وأردف قائلا":"وكأنه لم يكن ذلك كافيا، وتحدثوا عن قائمة مشتركة في الانتخابات مع حركة حماس"، مؤكدا صحة الحديث عن "اتفاق بين فتح وحماس على القائمة المشتركة، لكن حجم المعارضة الداخلية لدى الحركتين ممكن أن يجبر الأطراف المعنية على تغيير الشكل، لكن الجوهر سيبقى".

ووصف القدوة ما يجري، من تغييرات في القوانين، وتهديدات مباشرة (..)"بدي ألعن أبوكو" بـ"الغير معقول"، وهذا تعبير عن الحاجة الملحة لإحداث تغييرات جدية،

وحول رؤيته لإحداث تغييرات جديّة للخروج من هذه الثنائية، قال القدورة، إن ذلك يتم بقيام فتح بـ"الانفتاح على القوى الفلسطينية، من مستقلين ويسار سابق، ومنظمات المجتمع المدني، ورجال الأعمال الوطنيين"، داعياً للعمل معهم على أرضية سياسية تعالج مناحي الحياة المختلفة، وبعد ذلك يكون الحديث عن الانتخابات والقوائم.

وأكد القدوة، أن الأسير مروان البرغوثي يجب أن يكون جزءا أساسيا من هذا الموضوع، ولا يستطيع أن يهرب من هذه المسؤولية تحت عنوان "سأنتظر انتخابات الرئاسة!"، موضحا بأنه إذا كان يريد الرئاسة فنحن معه وموافقون، لكنه يجب أن يكون جزء أساسيا من هذه العملية. داعيا البرغوثي إلى حسم أموره بشكل أوضح، مضيفاً: "نحن حسمنا أمرنا، ومؤيدون له في أي خيار يريد الذهاب إليه".

وحول التوافق مع قائد التيار الاصلاحي الديمقراطي بحركة فتح النائب محمد دحلان، قال القدوة: "بكل وضوح وصراحة هذه المجموعة لا تستطيع الآن أن تشكل حالة سياسية مقبولة ومحترمة لدى الشعب الفلسطيني، بالرغم من المساعدات التي يتم تقديمها لأبناء شعبنا ".

وأوضح أنه إذا كنا نريد أن نتجه نحو هذا الأمر، فأنا أرى أنه لا يمكن وجود أي من رموز في هذه المجموعة، باستثناء الشباب والمناصرين، ومن كان يبحث عن الخلاص، أنا لست بقاضٍ، فأهلا وسهلا بالجميع على هذه الأرضية".

ورفض القدوة، أي دعم خليجي، قائلاً: "لا يمكن أن نقبل أي فلس واحد من مصدر خليجي، من الإمارات أو قطر، ويجب أن يكون فلسطيني بحت من الألف إلى الياء".

وبين أنه ليس المسؤول عن هذه التوجه، بل يجب على الجميع القيام به إذا ما وجد عددا كافيا من الكوادر الفلسطينية، لافتا بأنه "في حال لم ننجح في ذلك سأعتزل السياسة وكفى".

واستبعد القدوة إجراء الانتخابات لأسباب عدة، مبينا أنه "إذا ما حدثت يجب أن يكون هناك جهوزية واستعداد لها".

وختم القدوة حديثه قائلا: "نريد إعادة بناء الإنسان الفلسطيني، وعلى هذا الأساس إعادة تركيب النظام السياسي الذي يليق بشبعنا، مضيفا: "عندما كنت شابا كنت فخورا بأنني فلسطيني في الاتحاد العام لطلبة فلسطين نؤمن بالحرية وحق الاختلاف، لكن ما نراه اليوم ليس فلسطينيا".