زكريا الشيخ أحمد:
ذات يوم رأيت شخصا يعوي كالكلاب و كلما كان يعوي كان يضحك .
في البداية خفت من الاقتراب منه ، خشية أن يقوم بعضي
فأغلب الكلاب تعوي و تعض كما تعلمون ،
لكني كنت مضطرا لتجاوزه و المرور بجانبه
و حين صرت بمحازاته نظر إلي و ابتسم
ثم فجأة توقف عن العواء و صار يتكلم
قال لي : أوف تعبت من العواء . لكن لا بأس لم يتبق أمامي هذا اليوم غير القليل من العواء .
فابتسمت له و تجاوزته بحذر شديد .
بعد إبتعادي عنه قدرا كافيا قلت في نفسي لا بد أن هناك سر وراء عواء هذا الرجل .
إلتفت حولي بكل الاتجاهات لم ألمح أحدا
جربت أن أعوي بصوت خافت فشعرت بالقليل من الراحة .
رفعت من وتيرة عوائي قليلا فزادت الراحة أكثر .
بأقصى ما أملك من صوت صرت أعوي .
حتى أنني من شدة الضحك و العواء لم استطع التكلم
مع شخص ابتسم لي و هو يتجاوزني بحذر شديد .