اسألوا العام 1405هـ ، فان لم يسعفكم عليكم ان تبكوا الفقراء وتل الزعتر
تاريخ النشر : 2015-09-15 15:18

احسان محمد أبوشرخ :

لعل الثابت الوحيد لنظام الاسد الشمولى هو سفك دماء كل من يحاول الخروج من عباءته، والانتقال من مربع البعثية إلى الاشتراكية ثم إلى الدين كيفما اقتضت حاجاته الاستبدادية، ومن مقاوم في أروقة الإعلام الى حمل وديع على أرض الواقع وحافظا أمينا لحق الرد الى يوم يقوم الأشهاد !؟؟ وأخيرا ظهر علينا كمخلص للشرق والغرب من شبح الدولة الاسلامية! ولم تقتصر هذه السياسة على شعبه بل امعن بها ضد اللبناني والفلسطيني ولم يسلم منها الكردي، فانشأ أو طوع أدوات ووكلاء له في تلك الساحات، والعجب ان تجد بعض الأحزاب الفلسطينية التى تنتسب للثورية وتصف نفسها بالتحررية تتخذ موقف المحايد او المدافع عن هذا النظام وأدواته الطائفية وفي بعض الاحيان قامت برفع راياته علنا، رغم ادراكها لأنه ضمن منظومة اقليمية توتاليترية. فهل أغفلت تلك المدرسة الثورية ملاحقة هذا النظام الكومبرادورى لأبناء شعبنا في كل الميادين، منذ أن إستولى على عرش الحكم بقوة العسكر، وأن شعب أرض الشام بالنسبة له مجرد ساحة عرض وطلب، يبيع ويشترى فيها كما يشاء، ليعزز حضوره ويحافظ على مكانته كُذيل لنظام قدس الله سره. أم أننا أمام مدرسة تراجعت عن شعاراتها و هاجرت عنوانها الرئيسي بأن البندقية التى لا تزهو بالحرية هي قاطعة طريق؟ وتناست مجازر تل الزعتر ومخيمات برج البراجنة وصبرا وشاتيلا عام 1985، التى رعاها هذا النظام الطائفي، ومولها سياسيا وعسكريا، وما صنعته أدواته من حصار وقتل وتنكيل في مخيماتنا علي أرض لبنان وتدميرها للملاجئ والمدارس، لقد تسابق تلك الادوات على ذبح الطبيب والممرضة والجريح وحتى المعاق الفلسطيني لم يفلت من همجيتهم والجرح لازال مستمرا. لماذا نتهرب من حقيقة لن يسقطها الزمن بان هذا التسلطى كان وسيبقى أشد فتكا وحقدا على القرار الفلسطيني المستقل من الصهيونية، وأن مساندته لحماس لم يكن حبا في مشروعها السنى او التحررى بل رغبة فى تدمير النظام السياسي الفلسطيني ومنظمة التحرير التى تمثله. ولماذا لا تتجرأ تلك الأحزاب على السؤال: أين الجولان وما هي مبررات احتلالها حتى هذه اللحظة مادام هذا النظام يمتلك كل هذه الوحشية والاستزلام؟! وماذا عن الشعب السورى أين المستقر لهذا الشعب المكلوم الذى أصبح بالجملة على قائمة التشرد والإذلال بفعل رغبة الخلود لديه، وماذا أنتج تجاه الصراع مع الصهيونية ؟! وماذا قدم للقضية الفلسطينية؟! هل انتج حزب الله الذى يصدح بكونه مليشا طائفيه وحارس أمين علي مصالح الفرس صاحب الرغبة البينة في استعمارنا؟! أم أنتج إنقساما عصف بالكل الفلسطيني ومزق نسيجنا الوطنى وعزز تراجعنا السياسي، ألم تلحظوا ياسادة رغبته في استقدام داعش لبلاد الشام وبسطه السجاد السياسي الأحمر لهم، ليبرر دمويته امام العالم؟! هذه العلاقة تستحق من قوى التنوير اعادة النظر فيها، وفق مبدأ النقد والنقد الذاتي، وأن السياسة لا محل فيها للحب اليسارى اللى بلا ولا شي على حد تعبير زياد رحبانى، والإنفكاك من تلك العلاقة لصالح حق الشعوب فى التحرر من الظلم والاستعباد وصولا للالتحام معها في اسقاط تلك الانظمة السادية التى لم تكتفى بنهب مقدرات شعوبها بل لاحقت حقوقها الدنيا وانتهك كرامتها الانسانية وسلبتها أقدس ما تمتلك ألا وهو الحق فى الحياة، فان لم تستطيعوا فالصمت أوجه لكم ، فلا عذر لمن أدرك الفكرة وتخلى عنها، وعودوا إلي ساحة العقل، وتعانقوا اعتذارا لغسان كنفاني وعمر القاسم وناجي العلى، حتى تستعيدوا ثقة الجماهير بكم وتنتقلوا لمربع التعافي والنهوض، ، فتوقفوا ترجع مركبتكم التقدمية، وتنتشلوا قضيتنا العادلة، فالديماغوجية لا تجدي نفعا فى معترك الواقع ولا تنطلى على التاريخ. إن المقاومة دين وفكر الشعب الفلسطيني قبل ان تتحرر سوريا من المستعمر الفرنسي لتقع في وحل المستعمر الإيراني، وقبل أن تعرف أفكار هيجل والبلشفية طريقها الى أرض الشرق، ولا ابالغ ان قلت أن شعبنا يكاد أن يكون الملهم الوحيد لمعانى الحرية في التاريخ المعاصر لبشرية غرقت فى وحل التوحش، فان لم تعوا فأمعنوا القراءة مرة تلو أخرى حتى تدكوا مسارات المفر نحو الوطن.

كاتب ومحامي فلسطيني :

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لموقع " ريال ميديا "