عن أبو فاشوش... وأم فاشوش... وابن فاشوش
تاريخ النشر : 2020-12-31 12:38

أكرم أبو سمرا:

هنا يا قوم .. حيث السياسة تلبيس طرابيش .. والاقتصاد تلبيس طرابيش .. والثقافة تلبيس طرابيش .. والملل والنحل تلبيس طرابيش .. هنا حيث نودع عاما ( ليس حيا فيرجى , ولا ميتا فيرثى ) .. وهو قول ينسحب على سلفه وعلى خلفه .. هنا حيث نهاية كل عام تتشابه وتتماثل وتتطابق مع نهاية عبد الله بن الزبير ..ثم نظل نواسي النفس بصيحة أسماء : ( يا بني لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها ) !! .. هنا حيث صار الواحد يرمي نفسه من الطربوش منتحرا .. بعد أن مر عليه زمان كان فيه يرمي نفسه من الشباك – حسب الأغنية الشهيرة - ! .. هنا حيث صار لزاما علينا أن نقرأ الفاتحة على الطربوش وعلى الطرابيشي وعلى المطربَش والمطربِش ..بعد أن أصبح الطربوش صنما وجد الناس آباءهم عليه عاكفين .. وصار المطربَش طللا في أمة تفرّخ مِللا ونحلا .. وتنجب مَللا .

هنا يا سادة .. حيث يجري تحويل كل شيء افيون أو حشيش رديء مغشوش يصح ولا حرج عليك لو ناديت على المواطن من نسل جماعة قحطان العاربة أو جماعة عدنان المستعربة ..أيهما شئت : يا أبا فاشوش .. وعلى المواطنة : يا أم فاشوش ... وعلى ما ينتجانه بعد فساد سفاد أو اثر قضاء وطر شر أو شرّ وطر .. بابن فاشوش .

يا قوم : وحتى لو اخترت أن تكون من نسل عدنان لتؤكد أنك باق ومتواصل ومتناسل .. فهذا لا يلغي عندي – والمقياس عندي هو هل أنت فاعل أم لا ..وليس هل أنت على قيد الحياة أم لا – أنك تتساوى مع جماعة قحطان في المحصلة والنتيجة .. فكلاكما عارب وعابر .. وكلاكما غابر وغارب

هنا يا جماعة : حيث يحرص الحكام الوكلاء الوحوش .. أقصد من طلعوا علينا من برنيطة سايكس ..وهبطوا فوقنا من مظلة بيكو ..على تقديم النفيس من الخدمات لأسيادهم الكفلاء مقابل الخسيس من البقشيش .. أقول يحرصون في أسمى أمانيهم وأعلى غاياتهم على مدخلات التمكين ..أعني تمكين الناس من الحشيش .. حتى صرنا أمام وضع مسخ لا يمكننا فيه التفريق بين المشتغل في الاقتصاد والثقافة والدرويش .. وغدونا لا نميز بين المشتغل في السياسة والرقصات صافيناز ودينا وإيمي وألا كوشنير وحسن شاكوش .

فعش أنت وحدك – مع الاعتذار من روح فريد المطروش – عش أنت وحدك على الصليب .. عش أنت في الكهف وحدك .. في الجب وحدك .. وعش أنت ومت أنت وحدك .. وكما يقول المثل :عش يا قديش ( الحصان ) حتى يجيك الحشيش ( العشب ).. عش ومت أنت وحدك كما خطط لك أصحاب العروش .. من اخترعوا ضدك الجيوش .. عِشْ بلا عُش .. معيشة ضنكا .. حيث (لا تموت فيها ولا تحيا ) .. عش عيشا أمر من لحظات عيّوش .. إذ نالها الإفكوش !

وعش أنت وحدك .. في متاهة التفاهة .. في مثلث: طاش طوش طيش .. في غابة :الغيب والغياب والغيبوبة والغباء .. شيئا بلا حاضر ولا غد .. سؤالا هامشيا قشريا أفقيا سطحيا لا يستحق الرد .. عقيما بلا قاع .. ذليلا بلا حد .. مارس طقوسك المتوارثة بغامض فخاخك .. بفخاخ غامضك .. هات الببغائية كلها .. صم وصلّ ووعيّد واذبح العلوش .. واحذر ان تصاب أقنعة ايمانك الزائف بأية خدوش .. قابل الذئاب والضباع بوجه مرحب وبشوش .. فيا أيها المدهوش .. عش يا هذا هكذا .. ردد في دعائك بتبتل وخشوع :ليس بالإمكان أحسن مما كان وحاذر ممن يأتيك في لبوس ناصح / محذر قاصدا التشويش .. واترك جميع أمرك في أيدي سدنة دنياك ودينك الوحوش .. حافظ على جواهر غنوصيتك واتجه إلى كعبتك السوداء .. فيما سدنة دينك ودنياك قاطبة من المبشرين بجنة سارة .. يتجهون إلى كعبتهم البيضاء في واشنطن .. لا بل ها أنت تشهد ارتفاع منسوب الصهيونية في دمائهم حتى صاروا يجاهرون بأنهم على استعداد لبناء هيكل سليمان لينالوا رضى رب الجنود .. ولا يهمهم كم يكلف البناء من دولارات ودنانير وقروش .. فالأهم عندهم أن يحظوا بشرف المساهمة في قيام اسرائيل التوراتية من العرائش إلى ترشيش إلى العريش إلى الحبيش .

وليس هذا هو حال سدنة الفتنة والمحنة إزاء الأقصى فقط .. بل إني أجزم أن الواحد منهم وفي ذكرى ميلاد المسيح يهتف يوميا : عاش بيلاطس البنطي ..عاش يهوذا الاسخريوطي

طيب : حاولت أن أودع هذا العام بالموسيقى .. فاحترت هل أودعه بمقطوعة فانجلس : غزو الجنة .. أم بسمفونية كارل روف : كارمينا بورانا ( عندما يعزف الشيطان )! ... فوجدت أن موسيقى الجنة يؤدي إلى الشيطان .. وأن ( شيطان ) كارمينا بورانا يقود إلى الجنة .. وأمام هذه العجيبة الغريبة .. قلت أودعه بما يعبر عن حالنا : فاخترت سمفونية شهرزاد للرائع ريمسكي كورساكوف .. حيث يعترف شهريار في نهايتها بعبقرية شهرزاد وبأنها تستحق الحياة .. وقد يكون هذا الاعتراف سارا للبعض .. لكنهم ينسون أن شهريار هو منح وأعطى ومن واعترف .. وهو بذلك قادر على أن يتراجع عن اقراره ويتنصل من اعترافه .. وعليه يظل هو المرسل وتظل المرأة هي المستقبل .. وقال نهاية سارة قال ! ولن تجد أفضل من مثل شهرزاد لتوصيف الأمة العربية والإسلامية إزاء شهريارات الزمان .. من الوكلاء والكفلاء والأصلاء ز

ملاحظة لا علاقة لها بالأمر :

- فاشوش كلمة يرجعها البعض إلى القبطية القديمة وتعني العريان .. أي الذي يقوم بفعل أخرق.. فيتعرى في الشارع أو السوق جالبا لنفسه الخزي والعار

- وثمة اجماع لدى اللغويين العرب في القواميس بأنها كلمة عربية فصيحة وتعني الكلام الفارغ والفعل الخاسر حيث لا طائل منهما ولا يرجى منهما أي خير .

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لـ "ريال ميديا"