افتتاح صالون غزة الثقافي بمحافظة رفح
تاريخ النشر : 2015-09-06 02:18
صالون غزة الثقافي

غزة – أشرف سحويل - " ريال ميديا":

تلا الشاعر/عثمان حسين البيان التأسيسي الأول معلنا عن ميلاد صالون غزة الثقافي، بحضور عدد من الشعراء والادباء والكتاب والمثقفين، بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة . وقال الشاعر عثمان حسين رئيس صالون غزة الثقافي، مشهد ثقافي مرتبك, يلخص واقعا مريرا نعيشه بكل تفاصيله, واقع يقول ما لديه بوضوح, يقول أننا خارج الجغرافيا , استكمالا لنفينا خارج التاريخ. كان صراعنا مع العالم طوال نصف قرن صراع وجود, هل خسرنا المعركة؟ اليوم نخسر بأيدينا ما تبقى لنا من أمل , وبأيدينا نمزق ما يستر عوراتنا.

وأضاف صحيح أننا نبكي ضحايانا, ونندب حظنا العاثر, لكننا ننسى أننا منفيون في برزخ خارج الزمان والمكان, وأننا بشر مجردون من راهن ومستقبل . واقع أفضى إلى مناخ ثقافي مرتبك , يشير إلى فشل النخب - الانتلجنسيا - في قراءته.

وشدد أن هذا المناخ الثقافي المرتبك, نتيجة حتمية لهزائم وخسارات موجعة افرز بدوره مشهده الأدبي الأكثر ارتباكا . المتابع للمشهد الأدبي في قطاع غزة منذ عقدين, وهو غير منفصل عن المشهد الفلسطيني العام, يستشف حالة الهلهلة والميوعة الأدبية التي يفرزها المشهد . والتي ليس لها مبرر سوى الخراب الذي أودى بواقعنا السياسي المأزوم والمنعكس مباشرة على الواقع الاجتماعي . الأدب والفن لصيقان, لا يمكن فصلهما ويؤثر احدهما في الآخر, فضحالة المضامين الأدبية عموما وضعف بناها يشير الى مستوى الفنون الادائية والسمعية والبصرية ومن هنا يجيء دور الحوار الجاد والمعرفي للنهوض بالمشهدين الادبي والفني وتحفيز المبدعين على الاختلاف والتجريب والتجاوز من خلال المعرفة واستثمار هذه القفزة التكنولوجية الهائلة في وسائل الاتصال, استثمارها لمعنى الانفتاح على الإبداع بتنويعاته..

وأكد أن صالون غزة الثقافي سيسعى الى تفعيل حالة الحوار المعرفي, هي خطوة متأخرة ولكننا سنبدأ منذ اللحظة, عسى ان تنتشر وتشكل ظاهرة مجتمعية تنهض بنا جميعا . عثمان حسين رئيس صالون غزة الثقافي

وادارات اللقاء الشاعرة والاعلامية المبدعة ديانا كمال،فقالت لمدينة تناثر الحب  والرصاص على مرمى جسدها ،وتحاول عبثاُ أن تجمع شظاياها حتى أخر نفس يعيد ترتيب قلبها تحية من مدينة  الشهداء "رفح" التى تحتضننا  فى هذا المساء المكتنز بالمعرفة "اسم واحد.. وطن واحد أُولد به.. أحفظ نشيده.. وأرسم على أشجاره وشوارعه ذكرياتي قبل أن أرقد مطمئنا في ترابه.

"الغياب شكل من أشكال الحضور ، يغيب البعض و هم حاضرون في أذهاننا أكثر من وقت حضورهم في حياتنا،هكذا نعيد تلاوة المشهد الثقافي الفلسطيني مرة أخرى مع افتتاح نافذة ثقافية جديدة تتسع لاحتضان نايات جديدة . وبمشاركة الشعراء ناصر رباح" شرفة معلقة في السماء"/ أحمد الحاج/ "كتاب النقش" هشام أبو عساكر/ "الظل يتوارى" ،مريم جوده/"لن يوجعك ظلك" ،هشام عبد العال/"تابوت الطين" ،حامد عاشور/"مظلة الحزن"، فيما قام الفنان التشكيلي ماجد مقداد بانجاز رسم بورتريه أمام الجمهور للشاعر الكبير/معين بسيسو كأحد الرموز الشعرية الفلسطينية في غزة وعزف على العود الفنانين ياسر عمر وأيمن أبو عبدو.

وارتشف الحضور قصيدة الشاعر ناصر رباح بعنوان " شرفة معلقة في السماء" وجاء فيها:

 لستُ جنديا ولكني رأيتني في الحرب بسترةٍ عسكرية حين أشتري الخبز، وحين أنام، وحين أبعثُ بعد آخر الأخبار حياً.

وقدم الشاعر أحمد الحاج بعضاً من قصائده ضمن مجموعته الشعرية " كتاب النقش " .

 هاتي إليَّ الحلمَ، قبلَ صحوي، أو بعدَه. ( فقط)  أريدُ حلماً، يحملُ القلبَ إلى الغارقينَ في الوهمِ، كي أُغمضَ الروحَ عن وهمي. فقط، أريدُ مطراً يغسلُ خطايْ.

وقرأ الشاعر/هشام أبو عساكر/

تلزمني أشجارٌ وأمطارٌ وقصائد، ومياه غامضة أشربها في قدحِ النهار، تلزمني نارٌ غير عواء القبائل، وأغانٍ غير التي تستُلقي في منامِ السّمع

اسألوا عني التراجيديا في أصولها، واسألوا عنّي ديونيزوس، كيف خُلِقَ من دمي، وأبولو كيف سافرتُ به عبر الزمن، ووهبتهُ مطرقة نيتشه حين أعياهُ

صلصال التماثيل أيّام الجدب،

ومن جهتها قرأت مريم جودة  من قصائدها:/  الشّيبُ يَغْزو كَلِماتِي / لا عَلامَاتَ تَرْقِيمٍ لَدي / فـَفَواصِلي سُعالٌ ذو قَلبٍ جَافْ/ سَاقِي أَصْفرٌ وَ جِذْرِي طِفْلٌ عَاقْ  /قُولي لَهم يِا خُصْلتي البَيْضاء/  دونَ خَجَلٍ أَو نِفَاقْ / أَلَسْنا مِنْ نَسْلِ آَدمٍ ؟

وقرأ هشام عبد العال من قصائده/
بيتُها لا نافذة له، تُطلُ على السماء
فقط ثقبٌ صغيرٌ على المنعطفِ
إن فُتَح تلوكُ القبائلُ شرفَ افخاذِها /لانتهاكِ أمنِ المارقين
مَحمُولّةٌ علَى نعشِ آخر الليل/ غافَيةٌ غزَة في تابوتِ الطين والرملِ تُغني/ ومِن عينيها يسقُطُ المدى كالنَدَى /فينسجُ عنكبوتُ الموت/ شِباكَ النجاة

وختم القراءات الشاعر/حامد  عاشور

أن أقبض على عنق الشمس/  كي لا تشرق كل يوم / من نفس المكان / لنفس الأشخاص / و بالطريقة ذاتها / أريد أن أقبض على البحر من عنقه / و أضعه في ثلاجة ثم أغلق عليه الباب